أعلنت جمعية المرسم الحسيني للفنون الإسلامية عن إطلاق حملة جماهيرية من أجل مقر دائم للمرسم الحسيني بمشاركة الجميع، وذلك بعد عشر سنوات من العمل العطاء. وقال رئيس جمعية المرسم الحسيني للفنون الإسلامية عبدالنبي الحمر إنه منذ نشأت جمعية المرسم الحسيني للفنون الإسلامية، في مارس/ آذار 2001 وهي تقدّم إلى الدين والوطن والمجتمع كل ما هو مفيد وراقٍ، وتشارك في مختلف الفعاليات والأنشطة الفنية والاجتماعية، بما شهد له الجميع من رجالات دين ودولة، من مختلف الفئات والتخصصات، حيث سجلوا شهادات مدونة في سجلات الجمعية، ما يدفعنا للالتزام أكثر بهذا النهج والعمل التطوعي. كما كانت للجمعية مشاركاتها الخارجية، في دول الخليج المجاورة والعراق وسورية ولبنان وإيران.

وأضاف أن الجمعية واجهت عقبات كبيرة حتى تم إشهارها رسمياً بعد خمس سنوات من التأسيس، من دون أن تتوقف عن العمل، فأطلقت خلال تلك الفترة عدة مشاريع جداريات ضخمة، في بني جمرة وقرية القلعة وبعض المراكز والمدارس الحكومية، وكانت آخر مشاريعها هذا العام في جزيرة النبيه صالح وجزيرة سترة. كما شاركت خلال هذه السنوات العشر في الكثير من المهرجانات والفعاليات البيئية والصحية والتثقيفية والحقوقية ومناهضة الحروب، بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والمؤسسات الرسمية والجاليات الأجنبية. وهكذا أصبح المرسم الحسيني مكوناً ثقافياً مهماً في الساحة الفنية، وأحد المعالم البارزة في عاشوراء البحرين. وذكر الحمر أن المرسم الحسيني، وعلى رغم هذا السجل الحافل بالعطاء، يقف اليوم، ليعلن إطلاق حملة جماهيرية من أجل توفير مقر دائم، بعد عشر سنوات من التأسيس والتهميش، بعدما فشلت مساعينا مع وزارة التنمية الاجتماعية في الحصول على مقر أسوةً بجمعيات أخرى أقل حضوراً وأعضاءً وعطاءً. كما أن مساعينا للحصول على مقر دائم اصطدمت بموقف دائرة الأوقاف الجعفرية، التي سبق أن وعدتنا بتخصيص مقر للجمعية ضمن المقر المؤقت بعد اكتمال بنائه، ولكنها في الفترة الأخيرة تخلّت عن هذا الوعد، وخالفت رغبة إدارة مأتم العريض، المالك الحقيقي للأرض، والتي سعت لتخصيص مقر دائم.

ووجه الحمر الشكر في هذه المناسبة إلى عائلة العريض لموقفها النبيل، رجالاً ونساءً، في استضافة المرسم طوال السنوات السابقة، وعلى رأسها حسن العريض، الذي أعرب في الكثير من المناسبات عن حرصه على تخصيص مقر دائم، تقديراً منه لعطاء الجمعية للوطن والدين والمجتمع.

وبدأ عمل المرسم الحسيني في فعاليات عاشوراء 1432هـ، مساء يوم الثلثاء الماضي الثاني من محرم، الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، ويستمر حتى الليلة العاشرة من المحرم. ويشتمل برنامج هذا العام للمرسم الحسيني على عدة أنشطة وفعاليات، في مقدمتها المرسم السنوي الحر للفنانين والفنانات، والركن الخاص للأطفال والناشئة الموهوبين حيث يتولى الفنانون تدريبهم وتوجيههم على طريق الفن الإسلامي الهادف.

وعرض المرسم هذا العام اللوحات الفنية التي رسمها الفنانون البحرينيون والأجانب احتفالاً بذكرى مولد السيد المسيح (ع) في مهرجان التسامح الذي أقيم يومي 3 و4 ديسمبر الجاري بمجمع جواد.

وفي إطار التعاون مع المؤسسات الأخرى، قدمت الجمعية مجموعة من اللوحات للمشاركة في دعم المرسم الحسيني السادس بالنويدرات. وبالمثل قدمت مجموعة أخرى للعرض في قرية الدراز في ليلة الرابع من المحرم، ومجموعة ثالثة للعرض في مأتم أبوالفضل العباس بسند.

ويشمل البرنامج أعمال «المطبعة الحسينية»، التي تطبع الشعارات الحسينية على أعلام المآتم والمواكب، وتقدم بعض الأعمال الفنية والخطوط هدايا للزوار العرب والأجانب خلال هذا الموسم. كما تحتفي باليوم العالمي للطفل الرضيع، تضامناً مع الأطفال المحرومين والمعذبين في العالم جراء الحروب، وخصوصاً أطفال فلسطين وأفغانستان والعراق وسائر دول العالم.

وفي ليلة العاشر من المحرم سيتم إشعال أكبر عددٍ من الشموع في المقر المؤقت للمرسم، وذلك إحياءً لهذه الذكرى العظيمة على جميع أحرار العالم، بمشاركة الجمهور القادم من مختلف مناطق البحرين. ومن المنتظر أن تشارك الجمعية هذا العام في إقامة معرض خارجي في ساحة البلدية بالعاصمة الدنماركية كوبنهاغن لمدة يومين في ذكرى أربعينية الإمام الحسين (ع).