"سيب الذي لا يقهر": لقب لا يعد مبالغا فيه عندما يوصف به جوزيف بلاتر ، الذي يمضي دون مقاومة نحو تمديد قيادته لعالم كرة القدم العالمية إلى 17 عاما في آيار/مايو.
رئيس الفيفا يحقق كل ما يصبو إليه ، بما في ذلك انتقام بارد ، أي أحلى أنواع الانتقام مذاقا.
ذلك كان ما حدث له الخميس في الدوحة ، عندما رأي أحد "الخارجين عليه" في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وهو يسقط أمام أحد مؤيديه. كان ذلك الشخص تحت المجهر بالنسبة له منذ عام 2002 ، ورآه في النهاية وهو يغرق في كانون ثان/يناير عام 2011 .
تعرض الكوري الجنوبي تشونج مونج جون ، الذي كان يشغل حتى أمس الخميس منصب نائب رئيس الفيفا ، للهزيمة على يد الأمير الأردني علي بن الحسين ، الذي تحول في سن الخامسة والثلاثين إلى أصغر نائب لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم سنا.
وقال بلاتر لدى علمه بالنتيجة "إن هذه تعد مفاجأة"، كما لو كان من الصعب على الرجل الذي يتحكم في خيوط الساحرة المستديرة على مستوى العالم تصديق الأمر.
وأضاف "ربما كان الشباب يطمحون إلى قطع خطوة باتجاه القيادة بعد 16 عاما. لكنني لم أؤيد أي طرف".
أيا ما كان الأمر ، فإن هزيمة تشونج ب 25 صوتا مقابل 20 تمثل نبأ طبيا لبلاتر. فوريث إمبراطورية هيونداي ، التي جددت تعاقدها مؤخرا كراعية للفيفا ، اعتاد أن يسبب له الصداع.
وسبق للسويسري أن قال للكوري الجنوبي بغضب في 29 آيار/مايو عام 2002 في ليلة ساخنة في سول "شكرا جزيلا. كان ذلك خطاب ترحيب خاص للغاية ، دكتور تشونج".
فالمعارضون لبلاتر كانوا يحاولون الحيلولة دون إعادة انتخابه لولاية ثانية. وكان تشونج وحلفاؤه يعتقدون بأن الاتهامات باختلاس أموال كافية من أجل الإطاحة بالسويسري ، فألقى الكوري الجنوبي الذي كانت بلاده تستضيف مؤتمر الفيفا ، كلمة ترحيب قاسية في وجه رئيس الاتحاد.
لكن الفساد داخل الفيفا الذي أثبتته السنون لم يؤثر في بلاتر ، لا في ذلك المؤتمر ولا بعده.
وإذا كان السويسري قد راهن في حينه بكل قواه على جنوب أفريقيا ، وبعد ذلك أسعد أمريكا الجنوبية بحمل المونديال إلى البرازيل ، فإن القرار المزدوج باختيار روسيا وقطر لتنظيم مونديالي 2018 و2022 أكمل مجموعة الأقوياء والأثرياء المؤيدين لبلاتر الذي تزداد "عروبته" بمرور الوقت.
والأمير علي شخص عربي بعقلية غربية تماما ، حيث درس في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية ويتمتع بأواصر متينة مع أعلى السلطات الرياضية: فشقيقاه الأميرة هيا والأمير فيصل عضوان باللجنة الأولمبية الدولية.
لذا يعد الشخص المناسب بالنسبة لبلاتر الذي سئم تشونج ، الذي جمعه به نقاش ساخن مؤخرا في قلب مقر الفيفا وفقا لما ذكره أحد المواقع الإلكترونية.
ودخل تشونج خلال الأعوام الأخيرة في خلافات علنية وسرية مع بلاتر ، بل وألمح قبل عدة أشهر إلى إمكانية ترشيح نفسه ضد الرئيس.
وبدا جواو هافيلانج الرئيس السابق للفيفا دائما أكثر فائدة لتشونج ، الذي ترشح مرتين من قبل لرئاسة بلاده. فالبرازيلي كان هو من راهن للمرة الأولى في تاريخ المونديال على تنظيم البطولة بين دولتين عام 2002 ، هما كوريا الجنوبية واليابان ، في قرار انتقده بلاتر دائما.
بيد أن ذلك كله اصبح ماضيا الآن ، لأن بلاتر قد تخلص أمس الخميس تماما من الحجر الكوري الجنوبي الذي كان يضايقه داخل الحذاء.
لالالا