بينما كان سوق انتقالات اللاعبين دائما فرصة للأندية من أجل تدعيم صفوفها بأبرز اللاعبين من مختلف الجنسيات وفي مختلف المراكز، تبدو فترة الانتقالات الشتوية الحالية فرصة لعدد من اللاعبين أكثر منها للأندية. وواجه عدد من اللاعبين البارزين فترة اضطرابات مع أنديتهم في الآونة الأخيرة، ولذلك أصبحت فترة الانتقالات الشتوية الحالية فرصة جيدة لهم للهروب من حالة عدم الاستقرار التي يعانون منها.
وأعلن اللاعب السنغالي ديمبا با حالة العصيان والتمرد من أجل الرحيل عن صفوف هوفنهايم بينما باءت محاولات مماثلة من اللاعب الأرجنتيني كارلوس تيفيز بالفشل إذ أصر ناديه مانشستر سيتي على استمرار اللاعب ضمن صفوفه. وفي الوقت نفسه، انضم البيروفي جيفرسون فارفان إلى معسكر فريقه شالكه الألماني التدريبي في تركيا في الوقت الذي اعترف فيه بأنه في الطريق للرحيل من الفريق.
ويرغب اللاعبون عادة في الانتقال لأندية أفضل وأكبر وأكثر شعبية من تلك التي يلعبون لها مثلما حدث مع البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي انتقل من مانشستر يونايتد الإنجليزي إلى ريال مدريد الأسباني قبل بداية الموسم الماضي ومع البوسني إدين دزيكو الذي انتقل أمس الأول (الجمعة) من فولفسبورغ الألماني إلى مانشستر سيتي الإنجليزي.
ولكن بعض اللاعبين قد يفضل الانتقال لأندية أصغر وأقل بريقا إذا ضاق بهم المقام في أنديتهم. وأعرب رونالدو عن رغبته في الرحيل من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد في العام 2008 نظرا للرغبة الملحة لدى النادي الأسباني في التعاقد معه ولكن مانشستر علق انتقال اللاعب للعام التالي واستفاد بشكل رائع من بيعه للنادي الملكي إذ حصل على 93 مليون يورو (رقم قياسي في تاريخ انتقالات اللاعبين).
وأبلغ دزيكو فريقه فولفسبورغ بعدما قاد الفريق للفوز بلقب الدوري الألماني (البوندسليغا) في موسم 2009/2010 برغبته في الرحيل عن صفوف الفريق ولكن يبدو أن المقابل المادي الضخم الذي طلبه فولفسبورغ والذي بلغ 40 مليون يورو تسبب في تراجع بعض الأندية عن فكرة التعاقد معه ومنها فريق ميلان الذي كان راغبا بشدة في ضمه. ولكن مانشستر سيتي نجح في ضم اللاعب أخيرا الجمعة مقابل 27 مليون جنيه إسترليني (41.8 مليون دولار) ليلعب دزيكو إلى جوار تيفيز الذي أثار ضجة هائلة في الشهر الماضي عندما تقدم بطلب إلى إدارة النادي للحصول على موافقة بالرحيل من النادي متعللا بأسباب عائلية وخلافات مع بعض مسئولي النادي.
ورفض مانشستر سيتي الاستغناء عن تيفيز لينتظم اللاعب مجددا في تدريبات الفريق. وقبل عدة أسابيع أثار مهاجم مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي واين روني ضجة مماثلة برفضه التوقيع على عقد جديد مع النادي لتمديد مسيرته مع الفريق متعللا بأنه يرغب فيما يفوق طموحات مانشستر يونايتد. وبدا أن روني في طريقه للرحيل عن صفوف مانشسترل يونايتد في يناير/ كانون الثاني 2011 كما أبدى مانشستر سيتي رغبته في ضم اللاعب قبل أن يفاجئ روني الجميع بتوقيع عقد جديد مع ناديه لمدة خمس سنوات.
وعلى رغم ذلك، يتوارى كل هذا الجدل الذي شهدته الفترة الماضية خلف الضجة التي أثارها المدافع الإنجليزي الدولي أشلي كول في عامي 2005 و2006 قبل انتقاله في النهاية لفريق تشيلسي. وتعرض كول وتشلسي وكذلك المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لتشلسي في ذلك الوقت لغرامات مالية في العام 2005 بسبب التفاوض بين تشلسي واللاعب من دون إبلاغ ناديه أرسنال.
وبعدها بعام واحد، شن كول هجوما حادا على أرسنال من خلال كتاب عن سيرته الذاتية كما ترك النادي إلى تشلسي في 31 أغسطس/ آب 2006 قبل غلق باب الانتقالات مباشرة. وتجاهل السنغالي ديمبا با تعليمات هوفنهايم مرتين بشأن الانضمام لمعسكر الفريق التدريبي الشتوي في اسبانيا في محاولة منه لإجبار مسئولي النادي على الموافقة له على الرحيل علما بأنها المرة الثانية التي يلجأ فيها لذلك منذ انضمامه لصفوف الفريق في العام 2007 حسبما أفاد مدير عام النادي إيرنست تانر. وأكد تانر أن النادي قد يلجأ إلى مطالبة الاتحاد الدولي للعبة بإيقاف با لمدة ستة شهور بسبب انتهاكه بنود التعاقد المبرم معه. وينتظر أن تشهد الأسابيع الثلاثة المتبقية في فترة الانتقالات الحالية العديد من الأحداث المثيرة والتقلبات حتى تختتم في 31 يناير الجاري
العدد 3047 - السبت 08 يناير 2011م الموافق 03 صفر 1432هـ