نجم الكرة البحرينية السابق حمد محمد الذي لم نجح لسنوات طويلة منذ بزوغ نجوميته مع ناديه (الرفاع الشرقي) في اواخر السبعينيات وبالتحديد في العام 1977 مع أول صعود إلى دوري الممتاز انذاك والتي كانت بداية ميلاده الكروي لترتفع أسهمه عالياً ويكون أحد خيارات المدربين في المنتخب الوطني ويفرض وجوده فيه أساسياً ويتألق حتى أطلق عليه شيخ المعلقين في تلك الفترة وبالتحديد في مباريات خليجي (8) في العام 1986 «ديسكفري» بسبب السرعة الخارقة التي كان يمتلكها إلى جانب خطورته المستمرة أمام المرمى وإحرازه الأهداف فصار تاريخاً يتذكره الناس كلما جاءت بطولة من البطولات الخليجية أو الآسيوية أو العالمية وبالتالي نال ما نال من الوصف الكروي له لانه فعلاً يستحق كل ذلك نتيجة إخلاصه في اللعب وحبه لوطنه وفريقه والقميص الذي يرتديه فأعطاه الدافع الكبير في ان يحفر له موطأ قدم بين النجوم الكبار سواء كان ذلك محلياً أو خارجياً فاصبح مادة دسمة يتذكرها الإعلام الرياضي باستمرار.
نهائيات كأس آسيا 1980 كان مع الفريق في الكويت وان لم يحقق أي نتيجة ايجابية الا انه أكد أن الظروف في تلك البطولة كانت تختلف كثيراً عن بطولة 2011 في الدوحة.
فقرة «VIP آسيا» سلطت الضوء عبر الحوار المفتوح مع نجم الكرة البحرينية السابق حمد محمد والذي فتح قلبه لـ»الوسط الرياضي» وأجاب على أسئلته من دون تردد.
حدثنا عن مشاركتك مع المنتخب الوطني في نهائيات كأس آسيا 1980 والتي أقيمت في الكويت؟
- في تلك البطولة التي مر عليها تقريباً أكثر من 30 عاماً لم نحصل على الإعداد الكافي كما حصل عليه المنتخب اليوم وأضف إلى ذلك ان الإعلام الرياضي في تلك الفترة لم يكن كما هو اليوم إذ كانت هناك صحيفة واحدة ولم تسلط الضوء عل المنتخب بالصورة الكبيرة إذ لم يكن يومها الملحق الرياضي موجوداً وبالتالي ذهبنا إلى الكويت 1980 من دون ان نضع في حساباتنا البطولة أو المراحل المتقدمة من البطولة وفعلاً خرجنا ولم تكن هناك ردة فعل من الجماهير للواقعية التي كنا نعيشها حسب إمكانات المنتخب انذاك.
نحن في البحرين اليوم الكرة تمر في منعطف بعد العام 2004 وصرنا نسعى لتحقيق الأفضل وان نذهب إلى البطولات من أجل المنافسة بعيداً فقط عن المشاركة وبالتالي كان من المفترض علينا ان نذهب إلى المنافسة للمتابعة الدقيقة من قبل القيادة في المملكة والمسئولين الرياضيين والتي تعطي الفرصة الكبيرة من أجل المنافسة. فهذا هو الفارق بين الأمس واليوم.
منتخبنا 1980 ومنتخبنا 2011 في الإعداد قبل أي بطولة، اين يكمن الفارق؟
- بالأمس لم يكن الإعداد كما هو اليوم من لعب المباريات القوية وهي مرتبطة فقط بالحدث واما اليوم فالكل يضع في عينه أهمية ما يحققه الأحمر في آسيا بعد الطفرة الكبيرة التي حصلت له في العام 2004. بالأمس كنا ندخل المعسكر من دون عيون إعلامية تراقبنا أو ضغوط نفسيه وترانا نذهب إلى البطولة ونعود منها والإعلام لا يثير ما يثيره الآن. فالسابق غير اليوم والشارع الرياضي في البحرين تعود من العام 2004 بان يحقق المنتخب النتائج الايجابية وصار يطالبه بتحقيق كأس الخليج وصار يتابعه عن كثب وقرب حتى في المباريات التجريبية. اليوم هناك التطور التكنولوجي من الفضائيات والانترنت والإعلام المقروء والمسموع والمرئي وكلها مرتبطة بالآخر وتجعل الفريق ان يكون مختلفاً عن سابقه من كل النواحي. فلذلك أرى ان الإعلام الرياضة له اليد الطولى في تطور المنتخب عبر النقد الهادف من أجل تطوير اللاعب نفسه أو الوضع العام للكرة ويحفز اللاعبين على نقديم المستويات اللافتة لكتابة تاريخ جديد ويخرجك بالصورة المطلوبة. فهناك لاعبون قرويون خرجوا من ديارهم القروية إلى عالم النجومية واذكر على سبيل الثال محمود جلال (باربار) واخرجه هذا الإعلام إلى عالم النجومية.
إذن لماذا لم تحقق في السابق أي نتائج يدونها التاريخ؟
- في الوقت الذي كنا نلعب فيه كنا نواجه فرقاً قوية ولها سمعتها الكروية والبطولية والتي تفوقنا في كل المجالات فمثلاً الكويت بطلة كأس آسيا 1980 ووصلت إلى العالمية في العام 1982 وبالتالي تلك الفرق متطورة ميدانية من خلال الإعداد الجيد والمعسكرات التي كانت تقيمها بعكس منتخبنا الذي لم تكن مشاركته في آسيا مستمرة في كل بطولة. والإعداد للبطولة الخليجية نحسب لها حساب كبير وأكبر من آسيا لو تأهلنا لها. ومع ذلك كان منتخبنا جيدا بمتابعة من قبل الاب الروحي للكرة البحرينية الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة وحقق نتائج جيدة في خليجي (6) بالإمارات وكنا قاب قوسين أو أدنى من البطولة ولكن حصدنا الفضية.
هل منتخبنا في السابق لم يكن بالصورة المطلوبة كلما تأهل إلى آسيا بسبب عدم استمراريته في اللعب بهذه البطولة؟
- نعم وبكل تأكيد لكونك لا تشارك في مثل هذه البطولة باستمرار وبصفة متفاوتة فانك لن تستطيع ان تدخل أجواءها بالصورة المطلوبة فيما لو شاركت في كل البطولات فانك ستكسب الخبرة فيها. فمثلاً المنتخب السعودي ومن خلال مشاركاته في البطولة باستمرار استطاع ان يحقق البطولة 3 مرات ويلعب في النهائي 6 مرات وهذا كله بسبب كثرة المشاركة مع وجود لاعبين لهم صولاتهم الميدانية. الاستمرارية تعطيك القدرة على العطاء وتجعلك في طليعة الفرق والتألق ويتحسن موقعك العالمي كما حدث لمنتخبنا بعد 2004 وتفوقنا فيه على دول سبقتنا في الكرة وبالتالي أعود وأقول كلما نشارك في البطولات باستمرارية كلما حصدت النتائج الأفضل.
ما هي التغييرات التي حدثت لمنتخبنا بعد 2004؟
- بعد هذا العام وبطولة آسيا التي أقيمت في الصين صار الفريق يأخذ منعطفاً آخر من التغيير في صفوفه سواء كان ذلك بسبب الإصابات أو ابتعاد بعض الأسماء أو تغير المدربين إلى أن جاء العام 2011 في آسيا الدوحة بفريق جديد وبظروف تختلف عن تلك البطولة وبقيادة وطنية ونواجه فرقاً تأهلت إلى نهائيات كأس العالم وتمتلك الخبرة الميدانية ولديها لاعبون يلعبون في أندية العالم ولكن مع ذلك لا يمنع ان تقدم المستويات الطيبة. ولذلك أقول لنجومنا انكم تلعبون أمام لاعبين يحبون ان يلعبوا كرة القدم وبالتالي عليكم ان تتمتعوا باللعب وتمتعوا لان كرة القدم عبارة من متعة من المهارة والحالة الفنية حتى نرسم الفارق بين العهدين. وعلى اللاعبين الذين قد يتركوا المنتخب لعامل السن بان يتركوا بصمات ايجابية وان يكون ختامها مسكاً لهذا اللاعب أو ذلك ليرضوا الناس والجماهير الرياضية.
هل بإمكاننا في ظل الظروف الحالية ان نجتاز الدور الأول من خلال مباراة اليوم؟
- قل لي ما هو الفريق في العالم الذي لم يقهر بعد ولم يتعرض إلى الخسارة وليست لديه النقاط الضعيفة. منتخبنا معه منتخبان احدهما مرشح للبطولة أو نيل أحد المراكز الأولى وهو كوريا الجنوبية وخسرنا أمامه وبعدها التقى منتخبنا مع الهند وحققنا الفوز نظراً للفارق الفني، أما بالنسبة لمباراة اليوم أمام إستراليا فلا يوجد فريقاً في العالم لا يقهر وبأمكان منتخبنا اللعب بقوة وثقة وروح واللعب بطريقة تميل إلى تفعيل الناحية الهجومية مع الحذر الدفاعي وعدم الخوف والرهبة من الفريق الإسترالي وتفادي الأخطاء خصوصاً في خطي الدفاع والوسط.
أرى من حديثك بانك متفائل بالتأهل إلى الدور الثاني؟
- أقولها لك بواقعية بان منتخبنا بالإمكان تحقيق النتائج التي نتمناها ولن يأتي ذلك الا بتكاتف الجميع وعلاج الأخطاء التي حدثت في المباريات السابقة وان نكون في الجاهزية البدنية والفنية والنفسية حتى نصل إلى تحقيق النتيجة المرجوة. وأنا بطبيعتي أكون دائماً متفائلاً. لو كان حسين علي موجوداً لاضاف الكثير لهجومنا وخصوصا عندما شاهدته في لقاء المحرق مع الشرقي بالتنشيطية إذ مازال يحتفظ بخطورته ومهارته ولكن اعتزاله المباريات الدولية حرمنا جهوده والبركة في اللاعبين الموجودين بان يحققوا النتائج الطيبة.
منتخبات كوريا واليابان
وقطر ستتأهل للرباعي
من تتوقع يتأهل إلى الدور قبل النهائي البطولة آسيا 2011؟
- أعتقد أن الفريق الكوري الجنوبي من الفرق القوية ومن يحسب لها الحساب الكبير. وأيضاً أتوقع قطر لكونه يلعب على أرضه وبين جماهيره ومن المؤكد ان يستفيد من هذا العامل لصالحه وقد حقق خليجي (11) على أرضه وبين جماهيره واليابان فريق قوي لديه الوجوه المتميزة في كأس العالم مع اختلاف بسيط في بعض اللاعبين. واما توقع البطل فصعب جداً بوجود عدد كبير من المنتخبات القوية.
العدد 3056 - الإثنين 17 يناير 2011م الموافق 12 صفر 1432هـ