عاد منتخبنا الوطني الأول للكرة من الدوحة بعدما شارك في بطولة كأس آسيا 2011 في المجموعة الثالثة بخسارتين وفوز وخرج من الدور التمهيدي مكرراً ما فعله في كآس آسيا 2007 ولكن الظروف التي مرت به هذه المرة كانت قاهرة ومؤثرة إلا أنه كاد أن يفعلها في استراليا بعدما قدم العرض المشرف خلال الـ 90 دقيقة وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل لولا إضاعة الفرص السهلة أمام المرمى.
عموماً في كل مرة يعود فيها الأحمر بنتائج سلبية ترتفع الأصوات لفتح هذا الملف من أجل دراسته ومعالجة الأخطاء ووضع خطة عمل مدروسة للاستحقاقات المقبلة ولكن للأسف الشديد في كل مرة تمر هذه الخسائر مرور الكرام من دون أن تحركها مشاعر الغيرة على الفريق. والأمل هذه المرة أن تكون مغايرة عن سابقاتها.
فقرة «VIP آسيا» سلطت الضوء على هذا الخروج عبر الحوار المفتوح مع المدرب الوطني مدرب الفريق الأول للكرة بنادي البديع سيدحسن شبر الذي أجاب على أسئلة «الوسط الرياضي» من دون تردد فكان هذا الحوار:
ما تقييمك العام لمشاركة المنتخب الكروي في آسيا؟
- أعتقد أن الفريق ظهر بصورة جيدة أمام استراليا وكنا نحتاج إلى الوقت الكافي من التحضيرات لهذه البطولة والتي لم تكن مثالية وكانت طبعاً تختلف من بطولة الخليج وخصوصاً أننا خسرنا عددا من اللاعبين يعدون من أعمدة الأحمر أمثال محمد سالمين وسيدمحمد عدنان وحسين سلمان وسيدمحمد جعفر. أضف إلى ذلك أن سلمان شريدة لم يكن لديه المتسع من الوقت ولكن لاحظنا أن أداء المنتخب في آسيا صار يتطور من مباراة إلى أخرى وكدنا نفوز على استراليا لولا شبه الأنانية والبطء في اختراق دفاع استراليا واعتمدنا في البداية على الكرات الطويلة غير المجدية ولم تكن لدينا الخيارات الهجومية ذات الفاعلية. أعتقد أن المنتخب كان جيداً ولكن لم نحقق الفوز وعلينا أن نأخذ هذا الأمر كدرس قاس نأخذ منه العبرة والفكرة. وهذا الأمر لابد أن يقودنا إلى ضرورة الاهتمام بالرياضة من خلال اختيار المدربين المتميزين للفئات العمرية بالإضافة إلى الاهتمام بالمسابقات المحلية.
قبل ذهابنا إلى الدوحة كانت الأصوات ترتفع بأننا ذاهبون والخسارة حتمية من كوريا الجنوبية واستراليا. هل هذا الواقع من أسباب خروجنا من بطولة آسيا؟
- هذا الكلام سمعناه وقرأناه في الصحف المحلية بأن فرصتنا ضعيفة بالتأهل بناء على ما كنا عليه في بطولة الخليج (20). وكان «الوسط الرياضي» غير متفائل ليس فقط ضد كوريا الجنوبية واستراليا بل حتى ضد الهند وأنا واحد من أولئك المتشائمين جداً في آسيا من خلال المعطيات والظروف التي كانت تحيط بالفريق. أنا أرى أن شريدة عمل واجتهد وأدى الذي عليه ولكن علينا أن ندرس هذه الأسباب حتى نصل إلى الحقيقة التي تعدل أخطاءنا وأن لا نقف مكتوفي الأيدي لهذا الوضع لإخراج هذه الأسباب التي من خلالها لا نحاسب من يهمه الأمر ولكن نحن بذلك نقيم وضعا رياضيا لعلاج الأخطاء وليس الهدف محاسبة الناس بل من أجل وضع استراتيجية التطوير بإيجاد المادة والأدوات البشرية والبيئة. نأمل من اتحاد الكرة تقييم هذا الوضع وعليه أن يبدأ مع المنتخب من حيث انتهى ولا يجوز في كل مرة أن نبدأ من الصفر لعلاج السلبيات.
هل بإمكاننا مقارعة كوريا الجنوبية واستراليا في البطولة الآسيوية؟
- الجاهزية لأي بطولة نود المشاركة فيها تكون من خلال خوض غمار دوري طويل فيه عدد من المباريات الكثيرة التي يحتك فيها اللاعب ويكون من خلالها جاهزاً من كل النواحي وهذا غير موجود لدينا حتى المباريات التي يلعبها لا تكون مستمرة مع بعضها بعضاً من كثرة التوقفات وشتان بيننا وبين الكوريين أو الاستراليين.
أضف إلى ذلك فالدوري لدينا ضعيف جداً وليس فيه الاحتكاك ولا توجد فيه الحوافز ولا الاهتمام وبالتالي نحن كمدربين نعاني من هذا الوضع المرير لكون اتحاد الكرة لا يضع لنا تواريخ معينة ومحددة للمسابقة حتى نضع ضمن خططنا واستراتيجيتنا وخصوصاً في مباريات كأس آسيا بأن الأندية تعاني من عدم حضور اللاعبين للتدريبات وبعدها نتفاجأ بأن الاتحاد أصدر جدوله لاستئناف المسابقة يوم السبت المقبل في ظل عدم وجود الإمكانات المالية في الأندية وتأخر المؤسسة العامة في دفع المستحقات للأندية فإن اللاعب غير محترف لا يكون حضوره مغريا وتراه يتسيب ويغيب كثيراً. وأنا كمدرب في ظل الغياب للاعبين كيف أعد الفريق لهذه المباريات التي حلت علينا مفاجأة.
ما أسباب ضعف الدوري المحلي؟
- التوقفات الكثيرة هي من أكبر الأسباب التي تجعل الدوري ضعيفاً. وأنا أرى بأن يتم استمرارية ومواصلة الدوري من دون توقف حتى مع مشاركة المنتخب الوطني لمدة شهر أو شهرين وبالتالي من الضروري جداً في مثل هذه الظروف استمرارية لعب الدوري هي الأفضل والأنسب ومن دون مجاملات ولا محاباة لأحد. الأمر الآخر عدم وجود الامتيازات المالية للأندية وأيضاً في ظل هذه الظروف علينا التعامل مع المحترفين ليحلوا مكان الموجودين في المنتخب ولكن عبر توفير الإمكانات المالية لهذه الأندية لجلب الكفاءة من المحترفين. أيضاً هذا الوضع يحفز اللاعبين الجدد في الظهور وغير ذلك يجعل الدوري ضعيفاً وليس فيه أي احتكاك يذكر تشعر من خلاله بأنك لعبت المباريات القوية وحينها عندما يذهب إلى المنتخب يتفاجأ بأمور كثيرة في الفرق التي يقابلها بأن لديهم الخطط والتكتيك الفني بأنها موجودة لدى المنافسين بعكسنا.
هل هناك نقاط أخرى لتفادي ضعف الدوري؟
- نعم نحن بحاجة إلى البنية التحتية من ملاعب صالحة للعب عليها غير استاد الوطني. وبالتالي أنا اقترح أن يتم بناء ملعب في كل محافظة لتكون الفرق في كل محافظة تلعب بنظام الذهاب والإياب وهذا الأمر يغير عليهم البيئة ويرفع من درجة المنافسة بين الفرق.
المكافآت الضعيفة والتي لا تتجاوز الـ 20 دينارا لا ترفع من التطوير ونحن في القرن الـ 21 ومازلنا كذلك فكيف ننشد التطوير. فالرياضة حضارة ومن يدخلها عليه أن يعرف كيف يصرف عليها. فهذه قطر التي فاجأت العالم بطلبها تنظيم كأس العالم 2022 وصار اسمها وحينها عالياً في دول العالم. أيضاً اليد البحرينية من قبل لا يعرفها أحد ولكن عندما شاركنا في كأس العالم الحالية صار علم البحرين مرفرفاً والكل يتحدث عن البحرين وهذه إيجابية كبيرة لوطننا.
أنا أقول إن المملكة غنية بالموارد البشرية في مناطق عديدة ويجب الاستفادة منها. وليس بالعيب أن ينتقدني شخص آخر لأننا بحاجة إلى التقييم والتقويم. وليس من المعيب أن أنتقد سلمان شريدة ولكن بأسلوب حضاري ولذلك نأمل التطوير المستقبلي.
كيف تطلب أن يكون فتح ملف الخروج من بطولة آسيا ومناقشته؟
- أن تكون الجلسات شبه مغلقة بحضور المختصين الفنيين والخبراء والمعنيين في المؤسسة العامة واتحاد الكرة ويتم من خلالها تشكيل لجنة خاصة بالبحث عن أسباب خروج المنتخب من آسيا ووضع الحلول.
مثلاً بطل العالم في دفع الجلة عند مشاركته في أي بطولة يتم إعداده ووضع برنامج للأولمبياد للفوز بالذهبية عبر خطة مدروسة على مدى سنوات وندرسها من دون تجريح أو خطة خمسية أو عشرية وبعد 10 سنوات سيكون كل شيء موجودا ومخططاً له بالاهتمام بالقاعدة والفئات العمرية لكي نقول فتحنا الملف ووضعنا الحلول التي تقودنا إلى التطوير.
نلاحظ أن المدربين عند ذهابهم إلى البطولات يأخذون معهم 23 لاعباً ولكن دائماً يشتكون من عدم وجود البديل الجاهز في مباريات البطولات. كيف ترد على ذلك؟
- أنا كمدرب معني بتجهيز العدد الذي معي يتدرب استعداداً لأي بطولة بنفس الكيفية والجدية والحماس والمهارة والقوة وحتى التكتيك والتكنيك وطرق اللعب واساليبها حتى يكون خياري جيداً عند الظروف التي تمر بالفريق من إصابات أو إيقافات. صحيح أن المدرب يضع في حساباته أولوية لمشاركة لاعبين على آخرين ولكن يجب أن يكون الـ 23 لاعباً جاهزين فنياً وبدنياً ونفسياً للبطولة وللمباريات. ولا يجوز لأي مدرب أن يصرح بأنه ليس لديه البديل وقد غادر المملكة بهذا العدد.
نعود لمباراة المنتخب أمام استراليا هل بالإمكان أفضل مما كان؟
- الفترة التي ذهب إليها الأحمر كانت قصيرة في الإعداد ولكن الأداء الفني كان مرتفعاً في بطولة آسيا من مباراة إلى أخرى واضعنا 4 فرص كانت كفيلة بتغبير مجرى المباراة لصالحنا وبالتالي أجد أننا قادرون على تحقيق النتائج الإيجابية لو أن المسئولين على الرياضة وضعوا في أعينهم الاهتمام بالرياضة عبر ابتعاث خبراء رياضيين إلى بطولة آسيا لرصد الإحصاءات والدراسة الفنية ومراقبة المدرب وكل الأمور الدقيقة.
ولابد من وجود مدير فني لكي يستفيد منه هؤلاء المدربون الوطنيون. فمثلاً اليابان عندما أرادوا تنظيم دوري المحترفين طافت العالم وبعثت المختصين لهذه الدول من أجل وضع دراسات وخطط عمل واستراتيجيات علمية وعملية للتطوير. ونحن ما نزال متأخرين في ابتعاث هؤلاء ونكتفي فقط بصحافي رياضي مع الوفد والمنتخب. فهذا الاتحاد الدولي (الفيفا) بعد بطولة العالم تراه يصدر تقارير فنية يستفيد منها المدربون وغيرهم من المتابعين الفنيين. فهناك أيضاً في بعض المنتخبات لديهم أكثر من مدير فني يقدموا استشاراتهم الفنية للمدرب وهذا أمر مهم وضروري وليس فقط على صعيد المنتخب وإنما أعني أيضاً على نطاق الأندية. وهذا الأمر معيب في اختيار المستشار الفني. مثل المريض الذي يذهب إلى الطبيب المختص.
كيف تقيم إشراك عبدالله عمر في الظهير الأيمن وسلمان عيسى في الظهير الأيسر؟ وهل هذا صحيح من الناحية الفنية؟
- المدرب سلمان شريدة قريب من الفريق وهو الادرى بأحواله وظروفه وظروف الفريق الاسترالي ولديه الفلسفة الواضحة في وضع طريقة اللعب وأسلوبه وتكتيكه. وأنا مثلك سألت هذا السؤال أيضاً. كل له وجهة نظر قد تختلف عن المدرب.
عمر وسلمان لديهما القدرة في الاختراق الجانبي للمنافس بوجود السرعة والمهارة ولكن من المؤكد أن شريدة لديه الخطة الخاصة به مع أننا كنا بحاجة تامة لجهود عمر وسلمان في المناطق الأمامية. وهذا يعيدنا إلى الـ 23 لاعباً والذي يجب أن يكون هذا العدد جاهزاً لأي ظرف يكون فيه متواجداً مع الفريق. في مباراة استراليا وددنا أن يكون عمر في الأمام وسلمان أيضاً على أن يجول إسماعيل عبداللطيف من الجناح الأيمن إلى رأس الحربة وإخراج جون وعدم إشراكه بتاتاً لأنه لم يقدم أي شيء يذكر حتى يكون متواجداً مع الفريق وهذا من سلبيات سلمان شريدة في التشكيل الأساسي. وأنا على يقين لو لعب إسماعيل في العمق وكان قريباً من المرمى لكانت حظورته أكثر فجون كان عديم الفائدة ولا يستحق أن يكون مع المنتخب ولابد من إعطاء الوجوه الشابة الفرصة مثل عبدالوهاب المالود.
ما السلبيات الأخرى في الفريق البحريني؟
- أرى أن الفريق يفتقر لصانع الألعاب ولذلك كانت هجماتنا قليلة ومن الصعب اختراق المنافس في ظل عدم وجود الصانع. كما أن عدم وجود المدير الفني يعد من السلبيات لكي يجتمع مع المدربين لوضع الخطط المدروسة وحتى طريقة اختيار المحترفين في الأندية ليكون النظام موحداً ويعود بالفائدة على المنتخب.
هل تؤيد التجديد مع سلمان شريدة في الفترة المقبلة؟
- أنا أقول عن اختيار المدرب (أي مدرب) من دون استثناء وكلامي بوجه عام ولا أخص شريدة بالذكر أن هذا الاختيار يحتاج إلى الدراسة الوافية من قبل القائمين على الرياضة في المملكة عبر الاهتمام بالقاعدة. الآن الفريق جيد وعليه أن يستعيد أنفاسه والاهتمام باللاعبين وتقديم الحوافز المالية لهم وإيجاد دوري قوي من دون توقفات حتى يستطيع هذا المدرب اختيار مجموعة قوية تفيد المنتخب وأن يذهب إلى البطولات والدوري قائم ولا يتوقف كما هو الحال في الدول الشقيقة. وإعداد المنتخب لا يبدأ من الصفر عند قدوم مدرب جديد بل يبدأ مما انتهى عليه المنتخب.
العدد 3058 - الأربعاء 19 يناير 2011م الموافق 14 صفر 1432هـ
:
تركوا عنكم هذا الكلام اللي ما يودي ولا يجيب واخذوا بكلامي .. على الصحافة البحرينية ترك اتحاد الكورة يعمل على راحته بدون ضغوطات حتى 2022م .. وعلى اتحاد الكورة ان يعمل من الآن على جلب مدرب كبير للعمل على أعداد فريق قادر على التأهل الى كأس العالم فى قطر 2022م .. فهذي فرصة لن تتكرر بتواجد اللاعبين والجماهير البحرينية مع بعض فى كأس العالم .. بالتوفيق للبحرين.