انتزع نادي النصر فوزاً صعباً من منافسه داركليب في مباراة جماهيريه شهدت تنافساً كبيراً بينهما، إذ كانت مجريات المباراة متقلبة، فتارة ترى داركليب يتفوق وأخرى يعود النصر ويتفوق، ليحسم الشوط الخامس الصراع الكبير الذي استمر لساعتين تقريباً بينهما وسط أجواء رائعة من الناحية التنافسية، إذ قد تكون هذه المباراة هي الأفضل حتى الآن في الدوري من دون منازع.

وجاءت نتائج أشواط اللقاء الذي انتهى بنتيجة (3/2)، بواقع: (19/25، 22/25، 25/20، 18/25، 18/16).

وبالعودة للمباراة، فإن داركليب كان فنياً أفضل في بعض الفترات وكان قريباً من الفوز لولا الإصرار النصراوي الكبير في العودة وقلب كل المعطيات لمصلحته مع ارتفاع مستوى بعض نجومه، فيما دفع لاعبو داركليب ثمن أخطائهم الكثيرة في الأوقات الحاسمة.

النصر الآن انفرد بالصدارة بوصوله للنقطة (12) من (6) انتصارات، فيما تراجع داركليب للمركز الثالث من (10) نقاط، من (4) انتصارات وهزيمتين.

شهدت انطلاقة الشوط الأول بداية مثالية لداركليب الذي استفاد كثيراً من أخطاء منافسه المباشرة سواءً في الشق الهجومي أو استقبال الكرة الأولى ليحقق أفضليه نسبية جراء ذلك (3/صفر ثم 8/5).

غير أن المستوى الفني تحسن تدريجياً وذلك بسبب تقديم لاعبي الفريقين نجاحات متتالية في الشق الهجومي، إذ عول داركليب على أطراف الملعب كثيراً من خلال أمين محمد وعلي إبراهيم مع عدم نسيان ميرزا عبدالله، فيما كان النصر يعتمد على وسط الشبكة وبدرجة أقل على الثنائي يونس عبدالكريم وصبيح إبراهيم (11/8).

وعلى رغم من أن داركليب استطاع توسيع الفارق بسبب نجاح محمد حبيب في الصد والهجوم إلا أن حسين ضاحي برز في وقت مناسب من خلال الهجوم وحائط الصد ليتقلص الفارق سريعاً (15/14) لداركليب، غير أن ميرزا عبدالله تألق كثيراً في الإرسال الهجومي وكذلك الهجوم من مركز (1) ومعه أمين محمد من مركز (4) (17/14 ثم 22/18)، لينتهي الشوط داركليبياً بنتيجة (25/19).

في الشوط الثاني، حافظ داركليب على النسق نفسه وذلك من خلال تقوية الإرسال وتنظيم حوائط الصد أمام نقاط القوة النصراوية التي واصلت ارتكاب الأخطاء، لكن مع مرور النقاط بدأ المستوى الفني يتحسن أكثر وأكثر من خلال التنويع الذي عول عليه صانعا ألعاب الفريقين حسين متروك ومحمود حسن مع استمرار الأفضلية النسبية لصالح لاعبي «الدار» بفضل نجاح أمين محمد هجومياً من مركز (4) ومحمد حبيب في الصد (14/11).

بيد أن النصر سرعان من استعاد توازنه بفضل الإرسال الموجه لحسين متروك، إذ ارتكب البديل صادق هرونة عدة أخطاء في الكرة الأولى استغلها جيداً صادق إبراهيم ورفاقه في قلب النتيجة (18/17) للنصر.

النصر اجتهد في الشق الدفاعي كثيراً واستطاع أن يواصل أخذ الأفضلية بفضل النجاح المتتالي لصبيح إبراهيم من مركز (4) (23/19)، وحسم عبدالوهاب عبدالنبي الشوط بكرة سريعة من مركز (3) (25/22).

في الشوط الثالث، كرر داركليب ما فعله في الشوطين السابقين من خلال تفوقه النسبي منذ البداية مستغلاً أخطاء منافسه ونجاحه في الشق الدفاعي ما أدى لإحراز نقاط متتالية من أمين محمد وبدرجة أقل محمد حبيب (6/3 ثم 11/8)، وعاب على هذه الفترة كثر الأخطاء من الفريقين.

النصر اجتهد لكي يقلص الفارق ولكن كان إصرار لاعبي داركليب أكبر في تحقيق فارق مريح فتألق علي خير الله وكذلك علي محمد في الشق الدفاعي لينجح أمين محمد هجومياً من مركز (4) مستغلاً تفكك حوائط صد النصر (16/11).

ومع نجاح داركليب في تنفيذ الإرسال الهجومي وعدم استقرار النصر في الكرة الأولى استطاع «أبناء الدار» في أخذ الأفضلية مع تحسن كبير في كل المهارات لينتهي الشوط بنتيجة (25/20).

في الشوط الرابع، بدأ النصر قوياً بفضل الإرسال المؤثر وغياب الفعالية الهجومية ليستثمرها يونس عبدالكريم بشكل متتال بعدما نجح صادق إبراهيم في الشق الدفاعي (6/صفر). غير أن داركليب سرعان ما عدل النتيجة بفضل تماسك حوائط الصد وكذلك الفعالية الهجومية التي قدمها لاعبوه من مختلف المراكز مع نجاح متتال لأمين محمد (10/10)، وعلى رغم سلسلة التعادلات التي حصلت بسبب النجاح الهجومي إلا أن النصر عاود التقدم مستفيداً من أخطاء منافسه السهلة في الكرة الأولى والأعداد (17/14).

النصر حافظ على وضع فيما استمر لاعبو داركليب في ارتكاب الأخطاء الهجومية المتتالية حتى من أفضل اللاعبين لديه لينتهي الشوط بنتيجة (25/18) للنصر.

الشوط الحاسم

في الشوط الخامس، بدأ النصر بقوة أيضاً بفضل الإرسال المؤثر والتألق اللافت إلى صبيح إبراهيم في الصد والهجوم (8/4)، إذ واجه لاعبو داركليب صعوبة في التخليص الهجومي.

لكن داركليب تدريجياً استطاع تقليص الفارق مستفيداً من تألق ميرزا عبدالله في الصد بالذات وكذلك نجاحه هجومياً (9/9). غير أن النصر مرة أخرى أخذ الأفضلية بسبب خطأ جديد من داركليب ومعه نجاح مثالي لصبيح إبراهيم إلا أن الأخير ارتكب خطأ هجوميا في وقت حرج ساعد داركليب في العودة ليرتكب حسن ضاحي خطأ هجوميا جديدا للتعادل النتيجة (14/14)، دخل الشوط في تقلبات عدة وقتال كبير على كل نقطة، ليحسم حسن ضاحي الشوط بنتيجة (18/16)، وسط احتجاجات كبيرة من لاعبي داركليب على قرار الحكم الأول في كرة حائط الصد لمحمد حبيب أمام يونس عبدالكريم.

أدار اللقاء طاقم دولي مكون من السعودي خالد الزعبي الذي لم يكن موفقا في بعض قرارات على الطرفين وبعضها كانت مهمة، وكذلك الحكم الدولي حسين الكعبي.

الشرقي يشعل «أولى الطائرة» بفوزه المستحق على النجماوية

حقق فريق الرفاع الشرقي مفاجأته الثانية في دوري الدرجة الأولى بعدما أطاح بمنافسه النجمة بنتيجة (3/1) ليرتقي بالتالي إلى المركز الرابع في سلم الترتيب العام، علماً أن المفاجأة الأولى كانت بالفوز على داركليب، وأصبح رصيد الشرقي الآن (9) نقاط من (3) انتصارات و(3) هزائم، فيما أصبح وضع النجمة صعباً الآن بعدما تعرض للخسارة الرابعة فيما حقق فوزين فقط حتى الآن، ويملك «الرهيب» (8) نقاط فقط.

وجاءت نتائج أشواط هذا اللقاء الذي أداره طاقم دولي مكون من علي عبدالحميد وعباس عبدالرضا بواقع: (16/25، 25/22، 26/24، 25/21).

وبالعودة لمجريات اللقاء بشكل سريع، نرى أن النجمة تمكن من فرض أسلوبه وأدائه على منافسه واستطاع تحقيق الفوز فيه، إذ كان لتوجيه الإرسال وكذلك تنظيم حوائط الصد ومن ثم الفعالية الهجومية من مختلف اللاعبين دور فيما حصل، وفي هذا الشوط لم يقدم الشرقي أي شيء يذكر، إذ كانت الأخطاء كثيرة وخصوصاً في الهجوم واستقبال الكرة الأولى.

لكن الشرقي أحدث انقلاباً في مجريات اللقاء على رغم أن النجمة كان قريباً من حسم الشوط، ولكن تحسن استقرار الكرة الأولى وكذلك حوائط الصد قاد الشرقي لتحقيق أفضليه جيدة مكنته من حسم الشوط في النقاط الأخيرة، إذ بدأ عبدالله سعيد يقدم ما فعله في الجولات الماضية من مركزي (2 و1)، وكذلك محمد القطان من مركز (3)، ولا يمكن نسيان الأميركي ويليام الذي كان متذبذب المستوى، وافتقد النجمة كثيراً الأداء الفعال في نهاية النقاط وخصوصاً من محمد عباس وحسن مرهون.

سيناريو الشوط الثاني تكرر في الشوط الثالث ولكن مع أفضليه نسبية كانت موجودة لمصلحة الشرقي بفعل ارتفاع المعنويات بالدرجة الأولى وكذلك تحسن الكرة الأولى، وافتقد الفريقان في هذا الشوط للتركيز في مهارة الإرسال، ولكن خطأ هجومي من محمد عباس حسم الشوط لصالح «القلعة البيضاء».

في الشوط الرابع، سيطر الشرقاوية منذ البداية بفضل حوائط الصد، إذ تألق في هذه المهارة كثيراً محمد عبدالله وبالذات أمام حسن مرهون وخالد عبدالقادر، وعانى النجمة كثيراً من غياب التخليص الهجومي بسبب عدم استقرار الكرة الأولى وكذلك غياب اللاعب المخلص.

وقدم عبدالله سعيد نفسه بقوة في هذا الشوط من خلال الهجوم مستغلاً نجاح عيسى علي وعباس أحمد في استقبال الكرة الأولى وكذلك الدفاع الخلفي، فيما واصل النجمة الضياع على رغم كل محاولات مدربه فؤاد عبدالواحد بإعادة لفريقه للقاء، لينتهي لمصلحة الشرقي بجدارة واستحقاق.