إنه في أوقات كهذه يجد الأستراليون سلواهم في قصيدة كتبتها دوروثيا ماكيلار العام 1904 تحدثت فيها عن الجفاف والفيضانات باعتبارهما العنصرين المتكاملين في بلدها الحبيب.
ويقبع نصف ولاية كوينزلاند، وهي منطقة تقدر بمساحة فرنسا وألمانيا مجتمعتين، تحت المياه، بينما عزلت 22 بلدة.
ويواجه سكان روكهامبتون البالغ تعداهم 75 ألف نسمة ثاني كارثة فيضانات خلال عقد من الزمان عندما يفيض نهر فيتزروي الذي يعج بالمياه ليغرق بلدتهم الواقعة على ضفته الشرقية.
وقبل بضعة أيام وصلت المياه حتى باب منزل باري موسينجر منذ أيام، ولكنه ليس متوتراً ما قد يحدث عندما يفيض نهر فيتزروي خلال ثمانٍ وأربعين ساعة المقبلة.
وقال موسينجر «لقد مررنا بهذا من قبل، لقد تعرضنا للكثير من الفيضانات. إنها جزء من الحياة هنا». وتلك الروح تسيطر أيضاً على براد كارتر عمدة روكهامبتون واعداً كل من يستمع إليه أن أبناء روكامبتون سيخرجون من الأزمة بنفس سرعة جفاف أرضية منازلهم.
وقال كارتر «لقد تعرضنا في نوفمبر/ تشرين الثاني ، لأسوأ حرائق غابات في تاريخ هذه المنطقة وقد تعافى هذا المجتمع بسرعة كبيرة». ومثلما جددت حرائق الغابات الأرض بالتخلص من الخشب الميت، فإن الفيضانات تعيد تعبئة مستجمعات المياه التي نضبت جراء عقد من الجفاف.
وتساعد منظمة (لايفلاين) الخيرية المتصلين عبر الهاتف الذين يواجهون أوقاتاً صعبة. وتواجه كوينزلاند أوقاتاً صعبة في الوقت الراهن، ويتلقى منسق المنظمة الخيرية ريتشارد جونسون الكثير من المكالمات.
ويقول جونسون «عندما يتعرض المواطنون لكارثة، فإنهم عادة ما ينتابهم في أول الأمر شعور بعدم تصديق ما حل بهم بالضبط، لكن عندما يواجهون الحقيقة فإنه بإمكانهم التجاوب مع الموقف بطرق شتى».
وبالنسبة للبعض، فإن الحقيقة قد تكون قاسية بنفس قسوة حرائق وأمطار أستراليا.
وتدرك كولين ميرفي، صاحبة مقهى في روكهامبتون، جيداً أن المعضلة الحالية قد لا تتغير. استطردت تقول «هذا كل ما كنت أريده، وهو امتلاك متجر خاص بي لكن هذه الفيضانات قد تعني إفلاسي».
ويمر نهر بالوني - كوندامين عبر بلدة سان جورج التي يقطن بها 3500 شخص والواقعة على بعد 500 كيلومتر من بريسبين.
ومن المتوقع أن يفيض النهر الأسبوع المقبل ليؤدي إلى حدوث فيضانات أسوأ من تلك التي شهدتها البلدة في مارس/ آذار الماضي. ويقول أشهرمواطن ببلدة سان جورج بارنابي جويس، وهو عضو بالبرلمان الفيدرالي، «إن الأشخاص الذين قد يتضررون هم الذين تضرروا بشدة من الفيضان الأخير.
والفيضان عندما يحدث في المرة الأولى يمثل كارثة، ولكنها يظن المرء أنها ستحدث مرة واحدة في حياته».
ولكن مثلما يشهد مونسينجر فإن الكوارث تحدث بالتأكيد أكثر من مرة في حياة أي شخص. فهو يتذكر المياه التي غمرت الأرضية الخشبية لمنزله في روكهامبتون أثناء فيضانات 1954 و1988 و1991.
العدد 3060 - الجمعة 21 يناير 2011م الموافق 16 صفر 1432هـ