برأت لجنة تحقيق إسرائيلية على نطاق واسع الجيش الإسرائيلي في تحقيق بشأن اعتداء البحرية على سفينة تركية كانت متوجهة إلى غزة في 31 أيار/مايو الماضي. وفي نتائج التقرير التي تأتي بعد ثمانية أشهر من وقوع الهجوم القاتل الذي تسبب في إدانة عالمية، قال قاضي المحكمة العليا الإسرائيلية المتقاعد يعقوب تيركل، إن قوات العمليات الخاصة الإسرائيلية ( الكوماندوز) تصرفت من منطلق الدفاع عن النفس. وقال إنه بينما كان معظم الـ 600 راكب على متن السفينة التركية "مافي مرمرة" نشطاء سلام، فإن الجنود أخذوا على حين غرة من جانب مجموعة من 40 عضوا من الإسلاميين المتشددين ومنظمات مناهضة لإسرائيل بما في ذلك منظمة الإغاثة الإنسانية التركية. وقالت لجنة التحقيق العامة، إن مقاومتهم التي تم التخطيط والتنسيق لها بشكل مسبق كانت "عنيفة بشكل مفرط". وتم تعيين تلك اللجنة من جانب رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو عقب انتقاد دولي واسع النطاق بعد أسبوعين من استخدام البحرية الإسرائيلية للقوة المفرطة ضد ذلك الأسطول في المياه الدولية قبالة غزة في 31 أيار/مايو. وقال تيركل إن مجموعة النشطاء المكونة من 40 ناشطا استخدمت قضبان حديدية، وكراسي وأشياء أخرى في الهجوم على كل جندي فور نزولهم على السفينة من مروحية. وأضاف أنه تم استخدام القوة المفرطة مع ثلاثة جنود وتم "خطفهم" إلى طابق سفلي وأخذت منهم الأسلحة والمعدات التي كانت معهم . وأوضح أنه تم إطلاق عيار ناري على أحد الجنود في بطنه، وطعن آخر، وأنه تم العثور على 200 سكين على متن السفينة وبحوزة الركاب. وأعلن أنه بموجب القانون الدولي، فإن إسرائيل لديها الحق في وقف سفينة ما حتى في المياه الدولية فور إعلانها عن نيتها اختراق الحصار البحري الإسرائيلي على غزة. كما رفضت اللجنة أيضا اتهامات بأن الحصار الإسرائيلي يرقى إلى "عقاب جماعي" لمدنيي غزة. ومن المتوقع أن ترفض تركيا وأعضاء آخرون في المجتمع الدولي تلك النتائج. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن اللجنة نظرت في 33 حالة تم فيها استخدام القوة من قبل جنود وتلقت تفسيرات وإيضاحات لـ 27حالة منها. وتؤكد استنتاجات اللجنة بأن الجنود لم يستخدموا جميع الوسائل التي كانت متاحة لهم ولكنهم "تحلوا بالتعقل وبضبط النفس". وكان رئيس لجنة تيركل قد قدم إلى نتنياهو ظهر اليوم الجزء الأول من التقرير الذي يجمل عمل اللجنة اليوم والذي يقع في 350 صفحة. وقد تمت الموافقة على استنتاجات التقرير بالإجماع من قبل جميع أعضاء اللجنة بمن فيهم المراقبان الدوليان الآيرلندي الحاصل على جائزة نوبل للسلام ديفيد تريمبل والحقوقي الكندي كان ووتكين النائب العسكري العام في كندا سابقا، بحسب الإذاعة الإسرائيلية. وكانت لجنة تيركل قد استمعت خلال عدة أشهر الى إفادات مسؤولين كبار في الجهات السياسية والامنية المختصة وفي مقدمتهم نتنياهو وباراك واشكينازي.