ناشد المواطن المفرج عنه من سجن دولة الإمارات عيسى محمد جناحي حكومة البحرين والمسئولين مساعدته في توفير سكنٍ وعملٍ له، ليستعيد حياته ويندمج في المجتمع، وذلك بعد أن فقد كل ثروته وحله وحلاله في القضية التي حكم فيها بالسجن المؤبد وقضى من ذلك الحكم السجن ثماني سنوات، بعيداً عن أسرته وبلاده.

وبدأ جناحي الذي عاد صباح (الجمعة) إلى البلاد، حديثه لـ «الوسط» موجهاً شكره إلى حاكم دبي سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لإصداره عفواً خاصاً عنه للمدة المتبقية من فترة العقوبة المقررة في حقه.

وقال جناحي: «في البداية أتوجه بالشكر والثناء إلى الله سبحانه وتعالى على النعمة التي أنعم عليّ بها، بأن منحني العمر الجديد، وعاد بي إلى وطني وأهلي، بعد أن كنت فاقداً للأمل في الحياة، إثر ثماني سنوات قضيتها أناشد الشيوخ والحكام والمسئولين والوزراء وأعضاء مجلس النواب، عبر الصحافة ووسائل الإعلام، طالباً منهم مناشدة حكام الإمارات للإعفاء عني وإطلاق سراحي، إثر الحكم القضائي القاسي جداً الصادر بحقي وهو السجن المؤبد، وهو الحكم الذي دمر حياتي بعد أن ضاعت كل أموالي وممتلكاتي».

وأضاف «كما أتوجه بالشكر الجزيل والثناء الكبير إلى حاكم دبي سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إذ وصله ندائي وأصدر عفواً خاصاً عني، كما أنني لا أنسى جلالة الملك وحكومتنا الرشيدة التي كانت تتابع قضيتي، وأغتنم هذه الفرصة لأوجه شكري أيضاً إلى السفير البحريني في الإمارات محمد المعاودة الذي كان متواصلاً معي ومع أسرتي، ووجه عدة خطابات للعفو عني».

وتابع «وأشكر رؤساء الصحف المحلية الذين نشروا قضيتي ومناشداتي سابقاً، بالإضافة إلى المنتديات الإلكترونية والشعب البحريني الذي تفاعل مع قضيتي، إذ قام ابني الأكبر محمد بتصميم موقع على الانترنت، وعرض قصتي وهو ما كان له أثر بالغ في وصول صوتي إلى المسئولين وعامة الناس».

وأردف: «أخيراً عدت إلى وطني، وكأنني كنت في حلمٍ واستيقظت منه».

وعن أسباب حكمه بالسجن المؤبد، روى جناحي التفاصيل قائلاً: «كان لدي صديق إماراتي لديه نفوذ، وكنا قد قررنا الدخول في شراكة بإقامة أحد المشاريع التجارية، على أن نساهم في المشروع بالمناصفة، وعليه تقرر أن يدفع كل منا مبلغ 300 ألف درهم إماراتي أي ما يعادل 30 ألف دينار بحريني، وهو ما سلمته صديقه، كما سلمته ست لوحات بالأحجار الكريمة الباهظة الثمن والتي كانت بقيمة 900 ألف درهم إماراتي، لكي يقوم ببيعها». واستطرد المواطن العائد من سجون الإمارات: «سلمت صديقي وشريكي ما يعادل 120 ألف دينار، وبعد فترة كنت أطالبه بالمبلغ إلا أنه أخبرني أنه دخل في شراء الأسهم وخسر، ومن ثم أخذ يتهرب، في حين أنني لم أوثق تلك المديونية بأوراق أو شيكات لثقتي الكبيرة فيه». وأضاف: «توجهت له في مكتبه إلا أنه طردني، وكنت حينها أفكر في طريقة أسترد بها حقوقي، ولم يكن بإمكاني مقاضاته لعدم وجود أي دليل أو مستند على تلك المديونية، وعليه لجأت إلى طريقة أني دعوته إلى شقتي، وحينها طالبته بالمبلغ، فطلب مني منحه مهلة نتيجة الظروف المالية التي يمر بها، فتعاطفت معه ومنحته المهلة المطلوبة، إلا أنه توجه إلى مركز الشرطة وادعى أنني احتجزته واختطفته وقمت بتهديده... واتهامات أخرى، وهو ما لم يحصل واقعاً، وعليه تم البحث عني، وكنت حينها خائفاً نتيجة النفوذ الذي يمتلكه، فخرجت من دولة الإمارات تاركاً أسرتي هناك متوجهاً إلى عمان». وزاد: «ومن ثم توجهت إلى مصر، وكان رجال الأمن حينها قد احتجزوا زوجتي وأبنائي لفترة معينة ومن ثم تم الإفراج عنهم».

وواصل جناحي: «وأنا في مصر صدر حكم بإدانتي غيابياً بالسجن المؤبد، وحينها نصحني إمام مسجد أن أسلم نفسي على اعتبار أن القضية بسيطة وأن التهم الموجهة لي لا تستحق هذه العقوبة، وأنه في حال تسليمي نفسي سيتم تخفيف العقوبة بحقي، بدلاً من أن أعيش مشرداً».

وقال: «سمعت إلى تلك النصيحة، وسلمت نفسي إلى سلطات دولة الإمارات، وتقدمت باستئناف الحكم إلا أنه تم تأييده بالسجن المؤبد».

ولفت جناحي إلى «أنني فقدت كل أملاكي وشركاتي أثناء فترة تقضيتي العقوبة، إذ تم تجميد الحسابات والشركات، ولا أعلم عن أي شيء».

وانتهى بالقول: «أملي في أن أتمكن من إرجاع زوجتي وولدي عبدالهادي وأحمد إلى بلدهم البحرين، ولكني أناشد الحكومة والمسئولين أن يساعدوني في إيجاد مسكنٍ لي فحالياً أنا ضيف عند ابني محمد وهو يعيش في شقة صغيرة بالإيجار، كما أتمنى الحصول على عمل أستطيع من خلاله أن أتكفل بأسرتي»