أكد رئيس قسم الأطفال العميد المساعد للشئون الأكاديمية بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي أكبر محسن أن الانطباع السائد منذ أربعة عقود حول أن السرطان مرض خبيث لا يمكن الشفاء منه بدأ يتغير، وخصوصاً عند إصابة الأطفال بسرطان الدم.
وقال في محاضرة نظمتها وحدة الإعلام بجامعة الخليج العربي بمناسبة اليوم العالمي للسرطان الذي صادف الرابع من فبراير/ شباط الماضي، إن احتمالات الشفاء من اللوكيميا صارت عالية في السنوات الأخيرة بنسب تصل إلى 80 في المئة للحالات الشائعة و40 في المئة في الحالات الأخرى، ما يعطي الأطباء نظرة متفائلة، على الرغم من تصاعد نسب الإصابة بالسرطان في العقدين الماضيين.
وفي هذا السياق، أكد أكبر أن سرطان الدم عند الأطفال - الذين تصل نسبتهم إلى 45 في المئة من اجمالي السكان في البحرين - يُشكل ما نسبته 25 إلى 30 في المئة من أنواع سرطان الأطفال، موضحاً أن أكثر حالات سرطان الدم تحدث بين 2 و5 سنوات من العمر، إذ تعتبر هذه الفترة من العمر هي الذروة في الإصابة بهذا المرض. مؤكداً أن نسبة إصابة الأطفال بالسرطان في البحرين والخليج عموماً هي نسبة مقاربة للنسب العالمية، إذ يصاب نحو ثلاثة إلى أربعة أطفال لكل 100 ألف طفل يصاب بالسرطان سنوياً وفق المعدلات العالمية، إذ يتم اكتشاف 2500 - 3000 حالة في السنة من النوع الشائع و500 حالة من الحالات الأخرى في الولايات المتحدة الأميركية.
وأضاف «قبل أربعة عقود من الزمن كان الأطباء لا يتجرؤون على التلفظ بإمكانية الشفاء من سرطان الدم لدى الأطفال، ويترددون مرات كثيرة قبل مصارحة الأهالي عند التشخيص، بيد أن العلاج مر بمراحل عديدة خلال العقود الماضية حتى تكللت الجهود البحثية بوضع بروتوكولات علاجية بعد تصنيف أنواع سرطان الدم، ليتبع ذلك تعميم نتائج الدراسات على مراكز البحث العلمي من خلال المؤتمرات العالمية».
ولفت أكبر إلى أن ليس هناك ما يمنع الإصابة بسرطان الدم، فبالإجمال ليس هناك ما يمكن أن يفعله الأطباء لمنع إصابة الأطفال بسرطان الدم، مؤكداً أن أهالي الأطفال غير مسئولين عن إصابة أبنائهم بسرطان الدم، وبالتالي يجب ألا يلوموا أنفسهم بسبب التقصير أو التأخير في جلب الطفل إلى الطبيب لإجراء الفحوصات، فلا ذنب لهم في ذلك.
وعن أسباب الإصابة بسرطان الدم، فيؤكد أكبر أن أسباب أكثر الحالات غير معروفة، فهناك بعض المواد التي إذا تعرض لها الإنسان لفترة طويلة، قد ترفع احتمال الإصابة بسرطان الدم مثل الإشعاع الذري وبعض العقاقير الكيميائية المستعملة في علاج السرطان والعلاج بالإشعاع والاختلالات الكروموسومية، كما يحصل في بعض المتلازمات مثل متلازمة داون.
أما علاج سرطان الأطفال فيتم بموجب بروتوكولات معتمدة عالمياً ومبنية على الدراسات والبرهان العلمي، وتشمل العلاج الكيميائي باستخدام العقاقير ضمن برنامج معتمد، والعلاج بالإشعاع، والعلاج بزرع النخاع أو خلايا المشيمة في بعض الحالات، مشيراً إلى أن سرطان الدم يحدث عندما تصاب أحدى كريات الدم الحمراء أو البيضاء باختلالات في النواة وخصوصاً الكريات البيضاء. فتؤدي هذه التغييرات إلى تكاثر هذه الخلايا دون أن تنضج لتكون خلايا مفيدة، مما نفقد معه السيطرة على تكاثرها في نخاع العظم، فتزاحم الخلايا الطبيعية وتقضي على وظيفة النخاع، وهذا التغير يؤدي إلى أعراض السرطان.
العدد 3094 - الخميس 24 فبراير 2011م الموافق 21 ربيع الاول 1432هـ