العدد 3094 - الخميس 24 فبراير 2011م الموافق 21 ربيع الاول 1432هـ

تكلفة الإفراط في تناول اللحوم

توصلت دراسة جديدة إلى أنه إذا بدأ الناس في الدول الغنية وفي الدول ذات الاقتصاد الناشئ الأكثر نمواً مثل البرازيل والصين في تناول كميات أقل من اللحوم الآن، يمكن أن يساعد ذلك في تخفيف الضغوط على أسعار بعض الحبوب الرئيسية خلال 15 عاماً من الآن، غير أن ذلك لن يعزز الأمن الغذائي خلال المستقبل القريب إذا تم تطبيقه في معظم البلدان الفقيرة.

وقال الباحث البارز في معهد أبحاث السياسات الغذائية والمؤلف المشارك في هذه الدراسة مارك روزجرانت، إن أثر تناول المزيد من اللحوم يظهر على أسعار الذرة التي تستخدم كعلف للماشية بدلاً من أسعار القمح والأرز، وهي أغذية رئيسية في معظم الدول النامية.

وفي معظم دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى - التي تعتمد على الذرة كغذاء أساسي - قد يساعد عدم الإفراط في تناول اللحوم على خفض عدد الأطفال دون سن الخامسة ممن يعانون من سوء التغذية بحوالي مليون طفل بحلول العام 2030. ولكن روزجرانت قال إن التأثير على عدد الأطفال الجوعى ليس كبيراً في الدول غير الإفريقية.

وقد أجريت هذه الدراسة، التي أشرف عليها روزجرانت وسيوا ماسنجي، وهو باحث آخر في معهد أبحاث السياسات الغذائية، على خلفية الجدل المستمر حول الضغوط التي يسببها الطلب المتزايد على اللحوم ومنتجات الألبان على العرض والأسعار العالمية للحبوب الأساسية خاصة في الدول النامية.

وكان تقرير المعهد واحداً من ثلاثة تقارير متعلقة بالموضوع تم إصدارها أثناء المؤتمر الدولي حول الاستفادة من الزراعة في تحسين التغذية والصحة الذي اختتم أعماله في نيودلهي يوم 12 فبراير/ شباط. وفي دراسة وتقييم لكتاب سيصدر قريباً، حذر المعهد الدولي لأبحاث الماشية من احتمال انتشار الأمراض الحيوانية في ظل زيادة عدد الأفراد القادرين على شراء اللحوم في الدول النامية وازدياد وتيرة الإنتاج الحيواني.

وقد حذر مؤلفا الدراسة ديليا جريس وجون مكديرموت، من أن تكثيف الإنتاج الحيواني في العديد من الدول النامية ركز على زيادة إنتاج الغذاء وجمع المزيد من المال دون الأخذ بعين الاعتبار التأثير المحتمل على صحة الإنسان.

وتنقل الحيوانات حوالي 61 في المئة من مسببات الأمراض لدى الإنسان وحوالي 75 في المئة من مسببات الأمراض الجديدة التي تصيبه، طبقاً لإحصائية المعهد الدولي لأبحاث الماشية. ويطلق على الأمراض الناتجة «الأمراض الحيوانية المنشأ» مثل انفلونزا الطيور وعدوى فيروس نيباه الذي يسبب التهاب الدماغ وأمراض الجهاز التنفسي. ولا تشكل الأمراض الحيوانية خطراً على الأمن الغذائي في الدول الفقيرة فحسب - حيث يقوم ما يقرب من 70 مليون شخص بتربية الماشية ويعتمد ما يقرب من 40 في المئة من دخل الأسر على الماشية - ولكنها تهدد صحة الإنسان كذلك عندما تنتقل الفيروسات من الحيوانات إلى الإنسان.

وقد تكون الانعكاسات الاقتصادية ضخمة. ففي العام 2010، قدر البنك الدولي أنه في حال انتقل مرض انفلونزا الطيور من إنسان لآخر ستصل النفقات المحتملة لتفشي الوباء إلى 3 تريليون دولار.


التخلي عن اللحوم؟

وقال مكديرموت: «لا اقترح أن يتخلى الأفراد في الدول النامية عن اللحوم - لكنني أؤيد الطعام المتوازن الغني بمصادر المعادن مثل الزنك من اللحوم بصورة طبيعية. ما نريد أن نسلط الضوء عليه هو الحاجة إلى إدارة المخاطر».

كما ذكر أن تحسين أنظمة المراقبة والحوافز للمزارعين والحكومات، التي تشجعهم على إبداء المزيد من الشفافية حيال الكشف عن العدوى، سيؤدي إلى الكشف المبكر عن العدوى. كما يساعد في حث الدول على العمل في مختلف القطاعات من خلال دمج الخبرات الطبية والبيطرية والبيئية في منهج صحي واحد لإدارة المخاطر.

العدد 3094 - الخميس 24 فبراير 2011م الموافق 21 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً