أعلنت شركتان أوروبيتان وأخريان بدولة الإمارات العربية المتحدة أمس (الأحد) تشكيل كونسورتيوم لضخ كمية كافية من الغاز من أقليم كردستان بالعراق للبدء في تغذية مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي (نابوكو) من أجل إمداد أوروبا بالغاز.

ويهدف خط أنابيب «نابوكو» المدعوم من الغرب إلى تقليل اعتماد أوروبا على الغاز الروسي ويلقى اعتراضا من قبل موسكو.

وحصل مشروع خط الأنابيب البالغة قيمته 10 مليارات دولار على عروض كثيرة من مشترين بأوروبا؛ إلا أنه لا توجد كمية كافية من الغاز لبيعها.

ومن شأن الغاز الذي سيتم ضخه من الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي أن يساعد على حل مشكلة إمداد خط نابوكو. وتعتقد كل من شركة نفط الهلال وشركتها الزميلة دانة غاز بوجود كمية كافية من الغاز في الحقول التي تقومان بتشغيلها في إقليم كردستان وأن تلك الكمية كافية لإمداد خط الأنابيب بالغاز بعد تلبية الطلب المحلي في شمال العراق وتركيا. وقالت كل من شركتي أو إم في النمساوية وإم أو إل المجرية، وهما من أوائل المساهمين بخط نوباكو، في بيان مشترك أمس إنهما ساهمتا في المشروع الذي تبلغ قيمته 8 مليارات دولار. واشتركت الشركتان مع «نفط الهلال» و»دانة غاز» للبدء في خطة تطوير الغاز.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال، بدر جعفر، لـ «رويترز»، إنه على ثقة بأن أصول شركته في المنطقة يمكنها إنتاج ما يزيد على 3 مليارات قدم مكعبة يوميا بحلول العام 2014. ورفض جعفر تقدير الكمية التي ستتوافر لتغذية مشروع نابوكو. وقال مصدر بصناعة الغاز لـ «رويترز» إن نصف الكمية على الأقل سيتم تخصيصها لخط الأنابيب. ووفقا للبيان المشترك فإن تلك الكمية ستكفي لتغذية المرحلة الأولى من خط الأنابيب والذي سيتطلب نحو 1.5 مليار قدم مكعبة يوميا بحلول العام 2015 تقريبا. وقال المصدر، إن تلك الكمية ستمثل البداية وإنها كمية كافية. وأضاف أنه يمكن إمداد تركيا بنحو مليار قدم مكعبة يوميا بعد تلبية الطلب المحلي. وأشار إلى أنه من المحتمل أن يقل الطلب بالعراق عن 500 مليون قدم مكعبة يوميا في البداية وأن تخصص الكمية الباقية لتغذية خط الأنابيب.

وقال نائب الرئيس التنفيذي للاستكشاف والإنتاج بشركة أو إم في، هيلموت لانجانغر، لـ «رويترز»: «إلى جانب تلبية الطلب المحلي نتوقع وجود كمية كافية من الغاز لتغذية الأسواق التركية وأوروبا عبر خط أنابيب نابوكو المزمع». وستدفع شركة أو إم في 350 مليون دولار لشركتي نفط الهلال ودانة غاز من أجل احصول على حصة 10 في المئة في وحدتهما التشغيلية الإقليمية (بيرل بتروليم). وقالت الشركة الإماراتية إنها ستعيد استثمار الأموال في المشروع. وقبل إتمام الصفقة كانت كل من «دانة غاز» و»نفط الهلال» تمتلكان حصة قدرها 50 في المئة في «بيرل بتروليم». أما شركة إم أو إل فستمنح كلا من «دانة غاز» و»نفط الهلال» حصة قدرها 3 في المئة من أسهمها مقابل الحصول على حصة قدرها 10 في المئة في «بيرل».

وقال نائب الرئيس التنفيذي للاستكشاف والإنتاج بشركة إم.أو.إل، زولتان الدوت، لـ «رويترز»: «يدعم هذا المشروع خط أنابيب نابوكو الهادف إلى زيادة أمن إمدادات الغاز الأوروبية». وانتقدت وزارة النفط العراقية عقود النفط والغاز التي وقعتها الحكومة الإقليمية الكردية مع شركات نفط عالمية ووصفتها بأنها غير قانونية. وردت الحكومة الإقليمية الكردية التي اختلفت مع بغداد بشأن مشروع قانون النفط بأن العقود قانونية وتتماشى مع الدستور العراقي. وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت المعارضة المحتملة من قبل بغداد ستثير قلق الشركة قال جعفر لـ «رويترز»: «إنهم مقتنعون تمام الاقتناع بقانونية الاستثمارات والمشاريع في إقليم كردستان بالعراق وبصحتها الأخلاقية والتقنية وإنها ستحقق فوائد وإيرادات للعراق بأكمله».