سلط الخبراء الدوليون خلال «ملتقى الذهب 2009» الذي نظمه «مركز دبي للسلع المتعددة» بفندق «أتلانتس النخلة» مؤخرا، الضوء على الدور المتنامي الذي تلعبه الصين في تعزيز تجارة الذهب العالمية
وأكد المشاركون في الدورة الأولى للملتقى الذي حمل شعار «2009: عام الازدهار أم التراجع؟» أن احتياطي الصين من الذهب الذي شهد نموا متسارعا ليصل إلى 1054 طنا هذا العام، سيسهم في ترسيخ مكانة هذا المعدن الثمين كواحد من الاستثمارات الآمنة والأصول عالية القيمة.
وأفاد الخبراء خلال جلسات الحوار أن الصين التي تعد حاليا أكبر منتج للذهب في العالم، قادرة على لعب دور محوري في تنشيط تجارة الذهب العالمية، على رغم التباطؤ الاقتصادي الذي يشهده العالم.
وبهذه المناسبة، قال الرئيس التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، أحمد بن سليّم: «حرص المركز منذ تأسيسه على تعزيز تجارة الذهب بين دبي والصين. وبصفتها مركزا رئيسيا لهذه التجارة، تمتلك دبي العديد من المقومات التي يمكن أن تستفيد منها الصين من خلال دعم الفرص التجارية وتبادل الخبرات. ولا شك في أن ترسيخ قنوات التواصل بين دبي وتجار الذهب الصينيين سيفتح آفاقا تجارية واسعة مع البلدان المنتجة والمستهلكة للذهب في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا». وشدد الخبراء في «ملتقى الذهب 2009» على أن أسعار الذهب ستواصل تقلباتها، وفقا لثلاثة معايير رئيسية وهي: الطلب الصناعي، الاحتفاظ باحتياطات الذهب لفترات طويلة، وجاذبية الذهب كملاذ استثماري آمن. وقد أشارت التوقعات عموما، إلى أن أسعار الذهب ستتراوح بين 850 و1050 دولارا أميركيا للأونصة خلال معظم العام 2009.
من جانبه، قال مدير قسم الذهب في مركز دبي للسلع المتعددة، هاريندرا كايلث: «في حين يشكل الذهب جزءا صغيرا نسبيا من الاحتياطي الأجنبي للصين، إلا أنه يمثل حصة ضخمة جدا في صناعة الذهب العالمية. وباعتبار الصين تمتلك خامس أكبر احتياطي ذهب في العالم، يتوقع المحللون الاقتصاديون أنها ستسعى إلى زيادة احتياطها من الذهب، الأمر الذي سيعزز القيمة الاستثمارية لهذا المعدن الثمين ونظرة المستثمرين الإيجابية إليه».
ومن خلال تقييمه لمحركات العرض والطلب في قطاع الذهب، أوضح مجلس الذهب العالمي، أن ارتفاع الطلب الاستثماري قد عوّض الانخفاض الذي شهده الطلب على المجوهرات عالميا، واصفا الذهب كسلعة مثالية لدعم التنويع الاقتصادي، نظرا إلى تأثره الطفيف جدا بالمتغيرات التي تشهدها معظم السلع الأخرى. وتبعا لـ «غلوبال ميلينيوم فايننشال سيرفيسيز»، فإنه من المتوقع أن يشهد إنتاج المناجم ارتفاعا ضئيلا خلال العام 2009، بعد أن تأرجح على مدار السنوات القليلة الماضية بين معدلات مستقرة ومتناقصة، باستثناء الصين التي شهد إنتاجها زيادة بمقدار 12 طنا، تمثل نموا سنويا بنسبة 4 في المئة. وارتفعت إمدادات الصين من قطع الذهب الصغيرة (الخردة) بمقدار 50 طنا في العام 2008، ويتوقع أن تحافظ على قوتها خلال العام 2009.
وأفاد رئيس «أبحاث السلع» في «ستاندرد بنك»، والتر دي ويت، أن الاستثمار في الذهب سيبقى قويا، على رغم أنه قد يتأثر إذا ما حافظت الأسعار على معدلاتها العالية. وأضاف ويت أنه في حال أصبح الذهب العملة الاحتياطية الرسمية للعديد من البنوك المركزية، فإن ذلك سيشكل دعما مستداما للمعدن الأصفر.
وأضاف أحمد بن سليّم أن مركز دبي للسلع المتعددة استضاف في الآونة الأخيرة عددا من الفعاليات والمناسبات رفيعة المستوى والتي تصدرت جداول أعمالها العلاقات التجارية بين دبي والصين، ومنها: «قمة الشرق الأوسط والصين للألماس والمجوهرات»، و»منتدى اللؤلؤ العالمي»، وزيارة وفد حكومة مدينة شنتشين التابعة إلى إقليم ليوهو إلى دبي، و»ملتقى الذهب 2009». واختتم ابن سليّم: «في الوقت الذي نحرص فيه على توطيد علاقاتنا التجارية مع الصين، فإننا نتطلع إلى العمل مع قطاع المجوهرات الصيني من أجل توسيع آفاق تبادل المعرفة والخبرات وخلق المزيد من الفرص الاستثمارية».
العدد 2446 - الأحد 17 مايو 2009م الموافق 22 جمادى الأولى 1430هـ