أكدت دراسة حديثة من جامعة ديوك أن الوجبات الاقتصادية التي تقدمها المطاعم هي المصدر الأساسي للسعرات الحرارية غير المرغوب فيها، خاصة لمن يبحث دائماً عن القيمة المادية الأفضل. أجرى هذه الدراسة ريتشارد ستايلين من جامعة ديوك للأعمال كلية فيوكوا وكاثرين شارب من جامعة فرجينيا كلية جاردن للأعمال، وارتكزت الدراسة على اتجاهات الشراء وسلوكيات تناول الطعام عندما يعرض على المستهلك الاختيار بين قائمة الوجبات الاقتصادية وقائمة الأطباق الرئيسية في مطاعم الوجبات السريعة.
أشارت نتائج الدراسة إلى زيادة الإقبال على الوجبات الاقتصادية أو الموفرة خاصة لسرعة وبساطة شرائها مقارنة بالوقت وأسلوب تناول الطعام الذي يتم اختياره من القائمة الرئيسية للأطباق بالمطاعم. وأوضحت الدراسة أن المستهلك في أغلب الأحيان يطلب أطباقاً بكميات أصغر من قائمة الطعام الرئيسية بدلاً من الاختيار بين الوجبات الاقتصادية التي يقدمها المطعم.
وأكدت النتائج أن هذا ما يحدث أيضاً في حالة عدم وجود أي عروض توفير على الوجبات السريعة. وفي أغلب الأحوال لا يدرك معظم المستهلكين حقيقة حصولهم على كمية كبيرة من الأطعمة غير الصحية عند طلبهم مزيج الأطباق من قائمة الوجبات الاقتصادية.
كما أكد ستايلين: «ان الوجبات التي تقدمها المطاعم تشجع المستهلك على زيادة حجم طلبه، وأكدت الدراسات أن 26 في المئة من المشاركين زادوا حجم وجباتهم في حالة اختيارهم من بين الوجبات الاقتصادية وهو ما يضيف أكثر من 100 سعر حراري في كل وجبة مقارنة باختيارهم لأي من الأطباق من قائمة الطعام وبنفس السعر».
وضمت الدراسة 215 فرداً تزيد أعمارهم عن 21 عاماً، أكدوا أنهم يزورون مطاعم المأكولات السريعة على الأقل مرة في الشهر. وجاءت العينة متنوعة ديموغرافياًَ من سكان الولايات المتحدة الأميركية.
وفي بداية الدراسة، طلب من المشاركين أن يتخيلوا أنهم في رحلة على طرق سفر وتوقفوا في 9 منافذ مختلفة للأطعمة السريعة، وفي كل منفذ من هذه المنافذ الافتراضية عرضت قائمة المأكولات من خلال صور ليختار المشاركين من بينها (المقبلات والمشروبات والبطاطس مقلية) وأضيف السعر الخاص بكل صورة ومن الناحية الأخرى عرض على المشاركين الاختيار بين مجموعة من 33 وجبة اقتصادية تتنوع في الأحجام والأطباق الجانبية.
15 في المئة من المشاركين لم يضيفوا لوجباتهم البطاطس المقلية في حالة الاختيار من قائمة الطعام الرئيسية إلا أنهم أضافوا البطاطس المقلية بالحجم الوسط عندما اختاروا من الوجبات الاقتصادية وهو ما أضاف 380 سعراً حرارياً لوجبتهم.
بالإضافة إلى ذلك 26 في المئة من المشاركين الذين أضافوا بطاطس مقلية بالحجم الصغير عند الاختيار من قائمة الطعام الرئيسية، اختاروا بطاطس مقلية ولكن بالحجم المتوسط عند اختيارهم من بين الوجبات الاقتصادية، مما أضاف 150 سعراً حرارياً لوجباتهم.
وأكدت شارب: «عندما يتجه الأفراد للوجبات الاقتصادية، ينتهي بهم الأمر إلى إضافة المزيد من السعرات الحرارية لوجباتهم، فبشكل عام يضيف اختيار هذه الوجبات أكثر من 100 سعر حراري للوجبة الواحدة وهو ما يحدث فرقاً كبيراً مقارنة إذا اختار المستهلك من قائمة الطعام. وأنا أعتقد أن هناك مسئولية تقع على القائمين في مجال الوجبات السريعة لتقدير هذا بشكل حقيقي، فهل يخلقون الحاجة أم يلبون الحاجة؟ وهذه هي أهم الملاحظات التي يجب التركيز عليها، هل ما يحدث يعد أخلاقياً أم لا؟
ويؤمن كل من ستايلين وشارب بأهمية تطبيق السياسات العامة على هذا القطاع، مثل الضرائب على المشروبات الغازية والأطباق الجانبية وهو ما سيقلل من إقبال المستهلك على شراء الأطعمة غير الصحية.
كما قدما اقتراحاً لوضع معايير محددة للحجم وتقليل كمية المشروبات المغذية وكمية الأطباق الجانبية في الوجبات الاقتصادية وبالتالي التقليل من السعرات الحرارية المقدمة
العدد 3109 - الجمعة 11 مارس 2011م الموافق 06 ربيع الثاني 1432هـ