خلال جولتها في القارة الإفريقية العام 2009، تفقدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري رودام كلينتون معهد الأبحاث الزراعية الكيني، وتظهر هنا مع سيدتين تعملان على تطوير الزراعة في كينيا شارلين بورتر، المحررة في موقع أميركا دوت غوف
جاء في تقرير أصدرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) يوم 7 مارس/آذار أن بمقدور النساء المزارعات في العالم النامي، إذا تلقين قدراً بسيطاً من العون، أن يُوفّرن الغذاء لنحو 150 مليون نسمة من الجياع في شتى أنحاء العالم.
فقد أصدرت المنظمة عدد العامَين 2010-2011 من مطبوعتها: «حالة الغذاء والزراعة» (متاحة على الموقع الإلكتروني لمنظمة الفاو) التي تجعل من «ردم الفجوة بين الجنسين في الزراعة» موضوعا ذا أولوية قصوى. ويقول جاك ضيوف، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة إن التقرير يقدم «حالة عملية قوية تنادي بالمساواة بين الجنسين في الزراعة».
ويستنتج التقرير أن النساء المزارعات في المناطق الريفية من العالم أقل إنتاجية من المزارعين الرجال، ولكنهن لو أعطين مجالا أفضل لفلاحة الأرض والحصول على الوقود والأسمدة والبذور- أي قدرة نظامهن الإنتاجي- فإنهن سيخرجن بمحاصيل ومنتجات أكبر.
ويقدر الباحثون في منظمة الفاو أن الأثر الذي قد تخلفه هذه المحاصيل الأكثر وفرة يعني تلبية احتياجات نحو بليون نسمة من الجياع في العالم. وتبين لهؤلاء الباحثين أن إنتاج المزارع التي تديرها النساء سيرتفع بنسبة تتراوح بين 20 و30 في المئة مما يقلص أعداد الجياع في العالم بنسبة تتراوح بين 12 و17 في المئة.
ويقول محرر التقرير تري رايني إن الخطوة الأولى لزيادة إنتاج المزارعات تتمثل في إلغاء التمييز الذي تبيحه بعض القوانين الوطنية. ويضيف قائلا: «في العديد من الدول، لا تحظى النساء بنفس الحقوق التي يتمتع بها الرجال في مجالات شراء الأراضي وبيعها وتوارثها، أو في فتح حسابات ادخار في البنوك أو اقتراض الأموال وتوقيع العقود أو بيع منتجاتهن».
ويرى تقرير منظمة الأغذية والزراعة أن من شأن تمكين النساء بخطى حثيثة في ميدان الزراعة أن يؤدي إلى مزايا اجتماعية أعم. ذلك أن الدلائل والبراهين الماثلة منذ زمن طويل تبين أنه حينما تكسب النساء المزارعات مداخيل أعلى فإنهن ينفقن أموالهن على تحسين الرعاية الصحية لأبنائهن وتعليمهم وتغذيتهم.
أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودام كلينتون، في خطاب ألقته في يناير/ كانون الثاني، 2010، أن سياسة الولايات المتحدة إزاء التنمية الدولية كما وضعتها حكومة أوباما تستهدف «وضع النساء في الصدارة وفي لب عملنا الإنمائي».
وقالت كلينتون أيضا: «لقد بدأنا في تصميم البرامج التي تضع في الاعتبار احتياجات النساء- بتوظيف المزيد من النساء كعناصر تتواصل مع المزارعات أو مربيات في الصحة العامة يتواصلن مع النساء والفتيات. ونحن ندرب المزيد من النساء في الدول الشريكة لكي يقمن بأنفسهن بأعمال التنمية- مثلا عن طريق المنح الدراسية التي تقدم لعالمات زراعيات في كينيا».
يذكر أن «النساء الإفريقيات في الأبحاث والتنمية الزراعية» هو برنامج ترعاه الولايات المتحدة ومهمته دعم العالمات الزراعيات في القارة السمراء. وكانت وزيرة الخارجية كلينتون قد اجتمعت بمشاركات في هذا البرنامج خلال رحلة لها في إفريقيا العام 2009، رافقها فيها وزير الزراعة الأميركي توم فيلساك الذي أشاد بمنجزات العالمات الإفريقيات. قال فيلساك: «إن المنجزات الرائعة لهؤلاء النسوة المشاركات في البرنامج نموذج يُحتذى به وإلهام للنساء المزارعات في جميع أنحاء إفريقيا».
وبتعزيزه مهارات النساء في الزراعة، فإن برنامج «النساء الإفريقيات في الأبحاث والتنمية الزراعية» يمنح نساء إفريقيا نفوذاً أكبر في القطاعات الزراعية لاقتصاد بلدانهن وبالتالي دفع عجلة السياسات التي تدعم النساء المزارعات
العدد 3109 - الجمعة 11 مارس 2011م الموافق 06 ربيع الثاني 1432هـ