صدر أخيرا عن الباحث البحريني خليل رجب كتاب يحمل عنوان «تاريخ الخدمات الصحية في البحرين - من القرن التاسع عشر حتى عام 1995». ويُعتبر الكتاب وثيقة نادرةً تحمل في طيات صفحاتها معلومات وصورا تاريخية قيمة تحكي للقارئ أبرز المحطات التي مرت بها الخدمات الصحية على أرض جزر مملكة البحرين في تاريخها الحديث.
وقد قام المؤلف بتقسيم كتابه إلى عدة أجزاء مبنية على حقب ومحطات تاريخية مهمة شهدتها البحرين وساهمت في النمو والتطور التدريجي لخدماتها الصحية. فيستعرض الباحث في الصفحات الأولى من كتابه الأوضاع الصحية لسكان جزر البحرين قديماً، مبيناً أبرز ملامح تلك الحقب الزمنية التاريخية البحرينية، من خلال ما تم استكشافه أثناء عمليات التنقيب عن تلك الآثار التاريخية.
بعدها يولي خليل رجب فصلاً خاصاً لما قبل قدوم الإرسالية الأميركية للبحرين وتأسيس الإرسالية الأميركية، حيث يستعرض أبرز الأمراض والمشكلات الصحية التي كانت تعصف بأهل البحرين وما قام به الأهالي لصد تلك الأمراض والأوبئة. ولا يخفى على القارئ الأهمية الكبرى والدور المهم الذي قام به القائمون على الإرسالية الأميركية منذ تأسيس المستشفى في العاصمة المنامة في العام 1893 لنشر الوعي بأهمية التثقيف الصحي ومحاربة الأمراض والأوبئة التي فتكت بأهل البحرين.
وفي هذا السياق يُعّلق الباحث قائلاً: «إن مستشفى الإرسالية الأميركية الذي كان يُعرف حينها باسم مستشفى ميسون التذكاري قد لعب دوراً مهماً في غرس أولى البذرات التي ساهمت في نقل البحرين تدريجياً إلى مصاف الدول المُتقدمة في مجال تقديم أرقى الخدمات الصحية؛ واضعين في عين الاعتبار المخاطر الصحية الجمَّة التي تعرض لها الأطباء العاملون ضمن فريق الإرسالية آنذاك والتي أودت بحياة البعض منهم وهم يؤدون واجبهم المهني».
كما قام الباحث في كتابه الجديد باستعراض أبرز الأوبئة والأمراض التي سادت العقود المُنصرمة من القرن العشرين، وأورد لكل حقبة زمنية قائمةً بتلك الأمراض والأوبئة التي فتكت بخيرة شباب البحرين آنذاك.
واستعرض رجب الدور المهم الذي لعبته حكومة البحرين من نشر للوعي الصحي العام من خلال بناء العيادات والمراكز الصحية والمستشفيات مثل مستشفى النعيم والسلمانية منذ أوائل القرن الماضي. وأضاف الباحث قائلاً: «لم يكن دور تقديم والارتقاء بالخدمات الصحية في البحرين حكراً أو مُقتصراً على الإرساليات الأجنبية، بل تعداها ليشمل القطاع الحكومي. فقد لعبت حكومة البحرين دوراً رئيسياً في نشر ثقافة التوعية الصحية ومكافحة الأمراض والأوبئة المُعدية».
يتوافر الكتاب عند أبرز المكتبات التجارية المحلية، ويذكر أن رجب يعمل أستاذا محاضرا في أمراض النساء والتوليد بجامعة الخليج العربي، وهو زميل الكلية الملكية لأطباء النساء والولادة بالعاصمة البريطانية لندن؛ إضافةً إلى كونه زميلا وعضوا تأسيسيا في كلية الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة في لندن. وقد أولى الكاتب في بحثه اهتماماً خاصاً لما قدمته الإرسالية الأميركية منذ تأسيسها في العام 1893 من خدماتٍ صحية مهمة ساهمت في بداية نشر الوعي الصحي في مملكة البحرين آنذاك
العدد 3109 - الجمعة 11 مارس 2011م الموافق 06 ربيع الثاني 1432هـ