العدد 3134 - الأربعاء 06 أبريل 2011م الموافق 03 جمادى الأولى 1432هـ

صاحب السمو الملكي ولي العهد: المؤسسات الدستورية ستظل قادرة على تفعيل التطوير في مسيرة المشروع الإصلاحي

صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى
صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى

أرجع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى الفضل بعد الله سبحانه و تعالى لاعادة الاستقرار و الأمان في مملكة البحرين الى صاحب الجلالة الملك الوالد حفظه الله و رعاه و الى جند البحرين البواسل من قوة دفاع البحرين و قوات الأمن والحرس الوطني.
و أضاف سموه في كلمة وجهها الى مواطني المملكة عبر تلفزيون البحرين هذا المساء أن العبث بمقدرات الوطن و الخطأ في تقدير الحساب و سوء استغلال الحرية قد أضرت بمنجزات الوطن و استقراره و أمنه.

و حلل سموه في كلمته الجامعة أسباب الأزمة تبعاتها و الخسائر التي أوقعتها في المملكة ، معربا عن أمله و ثقته بشعب البحرين الذي يرنو الى خلق مستقبل زاهر و يصطف من خلف جلالة مليكه المفدى حفظه الله و رعاه متشبثا بوحدته الوطنية ، تلك الوحدة التي تستند الى تاريخ عريق و أرست قيما و مثلا عليا لشعب البحرين في التنوع و التعدد و احترام الاخر ، مبديا سموه يقينه و ثقته و تفاؤله بالمستقبل .

و حذر سمو ولي العهد نائب القائد الأعلى في هذه الكلمة من استغلال البعض لشباب البحرين و الدفع بهم الى التهلكة و التخريب و الاعتداء على الممتلكات و قطع الأرزاق بقصد تحقيق مصالح ضيقة بعيدا عن مصالح الوطن الكلية ، مثمنا سموه وعي شعب البحرين و التفافه حول جلالة مليكه و نبذه للطائفية البغيضة و محاولة قسم المجتمع البحريني الى نصفين ، واعدا سموه ان البحرين ستكون كما كانت دوما و بارادة و عزم من جلالة الملك الوالد حفظه الله و رعاه وطن الجميع الذي يتسع لكل الفرص و أن البحرين هو الوطن الذي نعيش فيه و نعيش فيها و اننا جميعا نتطلع الى غد تكون فيه التنمية و التقدم و احترام سيادة القانون و العيش المشترك هو الهدف الذي نسعى جميعا الي تحقيقه.

و حث سموه في كلمته جميع البحرينيين الى الاستعداد لمواجهة التحدي الرئيس الذي يفرض نفسه علينا جميعا و هو التكاتف بقصد الاستمرار في عملية البناء و التحديث و كي نستمر في اتمام قصة النجاح و الازدهار التي نعيشها و أن لا نسمح لفئة قليلة بافشالها.

و اختتم سموه كلمته بالتأكيد على وحدتنا الوطنية و التمسك بمثلنا ، تلك المثل التي تؤكد على أن أهل البحرين جميعا ملكيون ، ديمقراطيون ، تواقون لغد أفضل لكل أبنائهم.

وفيما يلي نص الكلمة السامية لصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن حمد ال خليفة

مواطنينا الكرام …..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....

في هذا الظرف التاريخي الذي يمر به وطننا، أجد من الواجب عليَ أن أتحدث إليكم , أتحدث إليكم عن واقع نعيشه جميعاً ومنذ قرابة الشهرين، قدَّر الله لنا فيهما أن نشهد أحداثاً مؤسفة وأن نجتاز مواقف صعبة، أدركنا حجمها منذ البداية وتوقعنا منذ اللحظة الأولى خطورة ما يتم التلاعب به.

فقد آلمنا كثيراً أن يتم دفع بعض شبابنا وجر وطننا معهم إلى التهلُكة وفي ضوء المسئولية التي تقع على عاتقنا تجاه شعبنا الكريم بادرنا إلى كل ما من شأنه أن يحافظ على الأرواح ويحفظ مقدرات الناس ومصالحهم، وذلك من منطلق التزامنا بالقيم الإسلامية والعربية النبيلة.

وفي مقابل ذلك تخطى الأمر كل حد، وأسيء استخدام الحرية، وقاد المتطرفون الناس ، ودفعوا بهم إلى ترهيب وترويع الآمنين وقطع الأرزاق وسد الشوارع ورفع شعارات الانقلاب على كل شيء ، ووصل الأمر إلى القتل والجرح وتفتيت الروابط التي تجمع شعب البحرين وتمزيق نسيجه الاجتماعي، إضافة إلى خسائر مؤلمة للإقتصاد البحريني تصل إلى مئات الملايين حتى هذه اللحظة.

ومن المؤسف تخاذل البعض وتراخيه و سماحه للمتطرفين ليوجهوا أبناء البحرين ويقودوهم، وما شهدناه في الفترة الماضية بسبب التطرف لم يكن بأقل منه التراخي والتخاذل عند الحاجة إلى الاعتدال و الإقدام لم يدرك هؤلاء أن البحرين أكبر من محاصصات الزعامة الضيقة ، وفوق كل الحسابات التجزيئية التي تتجاهل الآخر وكان ذلك نتيجة قراءه خاطئة ، للموازين السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يقوم عليها مجتمعنا البحريني ولوضعنا في منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهي المنظومة التي تربطنا كشعب خليجي واحد يجمعنا تاريخ ومصير مشترك.

مواطنينا الكرام إن ما نحن فيه اليوم ، و على ما نحن به من ألم ، لَهُوَ فضل من الله سبحانه وتعالى تم على يد كثيرين من أبناء البحرين المخلصين بكل مكوناتهم وأطيافهم، الذين أكدوا مواقفهم الوطنية المشرّفة، ووقفوا صامدين في وجه العبث بوحدة مجتمعنا ومهما عبّرنا فلن نجد الكلمات التي تعكس مشاعرنا تجاههم.

كذلك فإنه من الواجب تقديم الشكر والتقدير ، بعد الامتنان لله سبحانه و تعالى ، لرجال البحرين البواسل من قوة دفاع البحرين و قوات الأمن والحرس الوطني الذين قدموا تضحياتٍ و جهوداً كبيرةً من أجل إرجاع الأمن والأمان في المملكة والحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين وممتلكاتهم ومصالحهم.

والآن ، وفي هذه المرحلة واستكمالاً لما قمنا به، فإننا نؤكد على المبادئ الراسخة التي نؤمن بها جميعاً والتي عكسها المشروع الإصلاحي لسيدي حضرة صاحب الجلالة الملك الوالد حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله و رعاه فالمؤسسات الدستورية القائمة ، والتي لم تنجُ من محاولة المساس بها والإضرار بمسيرتها ، ستظل قادرة - كل في دائرة اختصاصه – على تفعيل التطوير في مسيرة المشروع الإصلاحي الشامل في المملكة والذي لن أبخل جهداً فيما شرفني به سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك الوالد من مشاركتي إياه في دعمه والمضي به قدماً.

إخواني و أخواتي .... إن البحرين وطن نعيش فيه ويعيش فينا، وطن نشأنا على ترابه وترعرعنا في ربوعه ولا مستقبل لنا إلا بين أحضانه، من أجله نصنع من أرواحنا سُلَّماً يرتقى به ، ومن جراحنا وآلامنا نصنع جسوراً نعبر فوقها إلى غَدٍ يحقق آمالِ شعبنا في التنمية والتقدم في شتى المجالات.

إن وحدتنا الوطنية هي امتدادٌ لتاريخٍ عريق وحّد مسيرتنا و ألهَمَ أفراد شعبنا بالعطاء و قيم الاحترامِ المتبادل و المحبة و رَسّخَت مسيرتنا المظفّرة مفهوم الانصهار و التلاحم في وطن يرنو دائماً إلى أن يكون الوطن النموذج و علينا التمسك بهذه المُثل و العودة بالوطن الى طموحاته المشروعة إن وحدتنا الوطنية هي امتداد لتاريخ يوحدنا جميعاً نرى أثره في ما وصل إليه حاضر وطننا من تنمية وتقدم .... وساهم فيه البحرينيون جميعا وبكافة مكوناتهم.

وإنني كما عهدتموني دائماً ،وفي هذه اللحظة الفاصلة من مسيرة وطننا، سأظل ثابتاً على المبدأ و أؤكد بأنه لن يتم التساهل مع من يريد شقّ مجتمعنا إلى نصفين ، و من غير المسموح أن يستشعر أي مواطن انه لا مكان له فيه، فالوطن لجميع أبنائه والمستقبل مشرق بنا جميعاً ولنا جميعاً، هناك دائماً فرص تَسعُ الجميع، ومبادىء تُحركنا للأمام سأظل مؤكداً عليها لتكون الصخرة التي نبني عليها مستقبل وطننا وأجيالنا القادمة.

فاليوم نؤكد على مبادىء الإصلاح .. التي أسّس بُنيانَها قائدنا الوالد سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه واليوم ، و كما كنا دائما ، يجب دائما أن يقاس اعتبار المواطن على درجة ولائه بإحساسه بالمصير المشترك الجامع مع إخوانه المواطنين وليس طائفته أو منطقته , اليوم علينا أن نرسخ مفهوم احترام سيادة القانون والعيش المشترك وأن نؤكد على مفهوم العدالة وقيمة العمل نحو التنمية والتقدم اليوم نتطلع بكل عزم إلى تبني حراك التعددية الجامعة بعيداً عن كل أشكال الاصطفاف والتطرف.

فالتحدي الرئيس الذي يجب علينا أن نعمل وأن نتكاتف جميعاً من أجله هو استمرار عملية البناء والتحديث والتطوير في هذا الوطن وتحقيق مستقبل أفضل لنا جميعاً ولا يتحقق ذلك إلا بالمحافظة على التسامح و تعزيز اللُحمة الوطنية و نبذ العنف والفرقة والطائفية وإعلاء قيمة العمل والتطوير والفكر الخلاق.

الإخوة والأخوات ..

إن قصة النجاح والازدهار التي نعيشها لا يمكن أن تفسدها فئة قليلة أرادت إفشالها، ولايمكن أن نسمح أن يعم اليأس والإحباط بديلاً عن الأمل والإنجاز. فشهادة ميلاد الإصلاح كتبها الشعب كله عند ولادة ميثاق العمل الوطني ، وهي تشهد أن أهل البحرين جميعاً ملكيون ، ديمقراطيون ، تواقون لغَدٍ أفضل لكل أبنائهم.

وإنني لعلى ثقة تامة بأننا وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى وبتضافر جهود أبناء البحرين المخلصين وتكاتفهم قادرون على تجاوز كل الصعاب والرقي بوطننا إلى المكانة التي نطمح إليها جميعاً.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً