موجة إغلاق المنتديات والمواقع الإلكترونية وحجبها، أصبحت ظاهرة تطفو على السطح بين فترة وأخرى، فنرى ون
01 يناير 2006
وهذا يحدث في المواقع الأخرى كافة التي أصبح عددها يتزايد كل يوم، وبالتالي يتضاعف عدد المشاركين والمساهمين فيها، وتتصاعد موجة المشاركة والمساهمة من الناس كافة على مختلف مستوياتهم، وبمختلف ميولهم وأفكارهم ومعتقداتهم، وهي ظاهرة صحية وحضارية، تبشر بتنامي الوعي والثقافة في البلد، وظهور أقلام جديدة فاعلة، وبروز كتاب ومثقفين صاعدين، وجدوا الأرضية الخصبة والمناخ المناسب، ليبرزوا مواهبهم ويبدعوا في العطاء في المجالات والحقول كافة، الأدبية والثقافية والسياسية وغيرها من اهتمامات خاصة وعامة.
وفي جو الانفتاح والإصلاح، مع توفير المناخات والأجواء الصالحة، وإطلاق الحريات العامة، والسماح لحرية الرأي والتعبير أن تأخذ مجراها وتشق طريقها، برزت على الساحة الكثير من الكفاءات والمواهب المغمورة، وطفا على السطح الكثير من الكتاب وحملة الأقلام من الجنسين، وهو ما نراه ونشاهده في الصحافة المحلية وعلى المنتديات والمواقع الإلكترونية من نشاطات ومشاركات وفعاليات، ككتابة المقالات والأعمدة والتقارير الصحافية والموضوعات الأدبية والثقافية، وعكس ذلك الوجه الناصع، والأسلوب الراقي والحضاري لأبناء تلك الجزيرة الصغيرة، التي تحتضنها مياه الخليج الدافئة بكل فخر واعتزاز وإباء.
ولكن هناك من لا يحب أن يرى تلك الطفرة الحضارية، ولا يريد لها أن تترعرع وتنمو وتزدهر، وهو يشعر بالقلق والتوتر وبالخوف من تنامي وتصاعد موجة الإبداع والعطاء، ومن انتشار المثقفين والأدباء والسياسة وأصحاب الفكر والرأي والكلمة، وإفساح المجال للكلمة الحرة النزيهة لشق طريقها، وأن تصل إلى أصحاب الشأن وصناع القرار، ويرفض النقد الهادف البناء الذي هدفه الأساسي هـو إصـلاح كل ما فسد واعوج من أمور وشئون وقضايا تخص المجتمع والصالح العام، وتمس هذه الأرض الطيبة، وتسيء لها ولسمعتها.
ومع ما يفرضـه المرء على نفسه من رقـابة ذاتية، ومع كل ما يتحاشاه ويبتعد عنه صاحب القلم الواعي والمدرك، ببواطن وخفايا الأمور، نظراً إلى ما لتأثير الكلمة من صدى عميق ووقع مؤثر، وقد يكون مؤلماً في بعض الأحيان، ويفوق في إيلامه حد السيف أو وطأة سياط الجلاد، التي قد ينساها من تعرض لها بعد فترة وجيزة، ولكن ما تتركه الكلمات من آثار، قد تظل عالقة في المخيلة والأذهان على مدى الحياة. وعليه، فإننا يجب أن نظل مشدودين ومرتبطين بخطوط حمراء، علينا عدم تجاوزها أو تخطيها، حفاظا على مشاعر وأحاسيس الآخرين... وهذا لا يمنعنا من توجيه النقد الهادف البناء والكلمة الحقة الواعية، بغرض وهدف الإصلاح والتوجيه، وليس لإثارة البلبلة والفتنة، وتوجيه أصابع الاتهام وإطلاق التهم جزافاً إلى الآخرين أو التمادي في استخدام أساليب القذف والتجريح، أو الإساءة إلى الآخرين والتعرض لهم بما لا يليق من أقوال وألفاظ مؤذية، وهو ما نقرأه ونشاهده في بعض الصحف الصفراء وعلى الفضائيات الرعناء.
ومع كون حرية الرأي والتعبير مكفولة للجميع، كما ينص ميثاق العمل الوطني والدستور، وهو حق تكفله الأنظمة والقوانين الدولية كافة، وتقره وتضمنه الأنظمة الديمقراطية كافة، إلاّ أن التقيّد والالتزام بأدب الحوار، وعدم التعرض للآخرين والمساس بكرامتهم، وعدم التعدي والتهجم عليهم، وعدم الإساءة لهم بالسباب والشتم والقذف والتجريح، والتقليل من شأنهم أو التشكيك في ولائهم ووطنيتهم، أو اتهامهم بالعمالة لجهات أجنبية أو لسلطات معينة، يعد مطلباً ملحاً وفرضاً ملزماً، يجب على الجميع التقيّد والالتزام به.
فلذلك، على الجميع الالتزام والتقيّد بالمفهوم العام لحرية الرأي والتعبير، وعدم استخدام الأساليب الاستفزازية التي من شأنها إثارة الآخرين، وإشاعة حال من التوتر والانفعال والحنق لدى البعض، ما يجعلهم يتخذون قرارات سريعة وانفعالية، أو تجعلهم متأثرين وحانقين على البعض، أو تراهم مشحونين ومقهورين على بعض تلك المواقع الإلكترونية، أو قد يعمم البعض المشكلة ويوجه أصابع الاتهام إلى الجميع، نظراً إلى ما يقوم به البعض من انتقاد قاس واتهام لهم وتهجم عليهم، وهؤلاء لهم مكانتهم في المجتمع، وكان لهم دور ريادي وقيادي في الماضي، ويعرفهم القاصي والداني، ولكن اليوم الظروف تغيرت والأوضاع تبدلت، والناس - كما هو معـروف - كل يـوم هم في شـأن، «وللناس فيما يعشقون مذاهب» كما يقول الشاعر العربي.
ويبقى لنا أن نركز على نقطة مهمة، وهي أن الجهات الرسمية وصاحبة الشأن والمسئولة عن إغلاق وحجب المنتديات والمواقع الإلكترونية، وهي تسعى إلى تضييق الخناق عليها - ما وسعها إلى ذلك سبيلا - عليها أن تشدد وتلتزم الحياد أيضا بحق المواقع الأخرى والصحف شبه الرسمية التي تبث السموم وتنشر البلاء، ويجب عليها مراقبتها والتركيز على ما تنشره وتكتبه، وأن تمنعها عن التمادي والتهجم على الرموز، والشخصيات المهمة والمرجعيات الدينية والهيئات والجمعيات المختلفة والمنتمين إليها وعدم السماح بنشر المقالات التي تتعرض وتتهجم على هؤلاء الناس، وتذكر أسماءهم - من دون اكتراث - وتكيل لهم الشتائم والسباب، وتصفهم بأقبح الصفات القذرة، وتصعد من هجومها عليهم بتوجيه الاتهامات لهم، والمساس بكرامتهم بالقذف والتجريح.
أخذت تحدث زوجها بآمال وبوادر انفراج أزمة قد سمعت بها من أهلها وصديقاتها ومن كثير من الناس وزميلاتها في العمل بأن هناك خبرا سيجدد الحياة ويعيد الآمال وسيبدأون من جديد بحساب أوراقهم المبعثرة هنا وهناك استعدادا لاستقرار طالما تمنوه في (عيد بلادهم)! وستعود عملية الجمع والطرح من جديد، ولكن بشكل مبسط وأكثر هدوءا وراحة بال! تكلم الزوج الذي كان يربط كل الحوادث بالعمل السياسي ولأنه كان يؤمن بنظرية المؤامرة مثل القليل من الناس الذين لهم خبرة وتجارب في هذه البلاد، أجابها بأن خطوة كهذه لابد أن يكون من ورائها مقصد كبير وإنها خطوة وورقة لإعادة حسابات وانتصارات مدوية يسمع بها البعيد قبل القريب وتثبت العدل أساس الحكم والديمقراطية وحرية الكلمة ضمن المشروع الكبير، لا ترمى في هذا الوقت ولا أعتقد بأنها موجودة أو مدرجة ضمن أوراق هذا العام أو حتى الأعوام المقبلة.
سأتفق معك إن كانت هناك حوادث تستدعي بأن تكون هذه الورقة جاهزة للعب بها. فأين هي المعارضة؟ هل هي موجودة حقا؟! أم أنها تكون موجودة وحاضرة بقوة عند قرب موعد التصويت على المجالس البلدية لتزكية فلان لأنه ينتمي إلى القاعدة الجماهيرية ورفض علان لأنه بعيد عنها؟! وستكون حاضرة بقوة في هذا العام لحسم الجدل الدائر والقرار المصيري بين حجز مقاعد برلمانية أو البقاء بعيدا عن دائرة القرار السياسي، والاكتفاء بمشاهدة مسرحية سياسية تدور حوادث فصولها الأربعة حول كلمة الطائفية ومن يثير هذه الكلمة في البلاد؟!
لا تستمعي لمثل هذه الخرافات والأقاويل التي تقال هنا وهناك، فلدينا واقع يجب أن نتعايش معه فإن العمليات الحسابية لن تهدأ في هذه البلاد ولن يجف القلم الناشف والذي سيكون بمثابة الإرث لأبنائنا وللأجيال القادمة لحساب ما لم نتمكن من حسابه، ويبدو أنك لا تطلعين على قضايا الناس المنشورة كالغسيل في الهواء الطلق التي لا يوجد ما يحميها أو أذان صاغية تخفف عنها سوى نقل الأخبار المفرحة التي تخرج من جيوبهم من عيد لآخر؟!
لم تفهم الزوجة كلام زوجها، ولكنها أصرت على موقفها، ولأنها كبقية الناس لا تؤمن بنظرية المؤامرة أو إقحام السياسة في كل حدث، أخذت تشكر الله وتتمنى أن تسمع هذه المفاجأة السارة مثلها مثل الكثيرين من أبناء البلاد وأن يكون هذا الخبر صحيحا ليستريح الناس من الحمولة الثقيلة ومن الضيق الذي في صدورهم... وجاء اليوم المعلوم ومر بسلام من دون ضجيج منتظرين العام المقبل وما يخرج من جيوب الناس من مفاجآت غير متوقعة يتناقلونها بينهم ثم يصدقونها وذلك من الفقر الذي يعيشونه!
مثل قصة تلك المرأة الفقيرة المعدمة والتي كانت دائما تتناقل الأخبار السارة وغير المتوقعة وذلك من الفقر والفراغ الذي كانت تعيشه إلى أن جاء اليوم الذي قل فيه المستمعون إليها فإذا لم تجد أحدا لتفرغ ما في جيبها نظرت إلى المرآة لترى نفسها وتحدثها عن مفاجآت ربما تحققت لها في يوم من الأيام!
تابعنا نحن رواد ساحل أبوصبح بشغف تصميم وبناء الممشى حتى اكتمل تقريبا وبدأنا نمارس هواية ورياضة المشي نتنفس بعمق نسيم البحر ونستأنس بالمنظر من حولنا. وما إن افتتح رسميا حتى بدأت معاناتنا وابتعدنا عنه مجبرين وذلك على رغم تزايد جماله!
السبب يكمن في عدم التنظيم واستغلال البعض له بصورة مشوهة أفقدته المغزى الأساسي منه وهو مزاولة رياضة المشي على رغم وجود اللوحات الإرشادية كتابة ورسما.
الأطفال يلعبون الكرة ويجوبون الممشى بدراجاتهم والشباب يتسكعون هنا وهناك مطلقين لأنفسهم العنان في إطلاق التعليقات غير اللائقة على من يمر بهم فنضطر نحن المستفيدون من هذا الممشى إلى الذهاب إلى مكان آخر تفاديا لكل هؤلاء. ولكم أن تستغربوا أن كل ذلك يحدث أمام مرأى ومسمع رجال الأمن الذين وفرتهم الوزارة لحراسة الممشى والذين لا هم لهم إلا التسكع هنا وهناك. وأذكر أني سمعت أحدهم يسأل حارس أمن منهم، لماذا لا تمنعون الأطفال من اللعب هنا بالدراجات أو الكرة ليتسنى لنا المشي والاستفادة؟ رد عليه قائلا: منعناهم من ذلك مرارا ولكنهم لا يتجاوبون!
إنهم أطفال وإن نهرتهم بعنف وهددتهم بأخذ الدراجة أو الكرة فلن تراهم مرة أخرى يلعبون في مكان غير مسموح اللعب فيه ولكن الأمر يحتاج من مرتادي الممشى إلى احترام القانون واحترام الآخرين وكذلك من حراس الأمن العمل على تطبيق القانون بحزم ليتسنى للجميع الاستفادة من هذا المرفق الحيوي.
مجموعة من مرتادي
ربما يطول الحديث هنا عن ناد عملاق من أندية مملكة البحرين له باع طويل في مجال كرة القدم، بصماته واضحة وجلية في تغذية المنتخبات الوطنية باللاعبين المميزين. ذلك هو نادي المالكية الملقب «بفارس الغربية» يلعب دائماً ولم يحالفه التوفيق ومكانته في الترتيب العام لمسابقة الدوري الممتاز، والذي لا يتناسب قطعياً مع مجهوداته التي تبذل من قبل اللاعبين ومدرب الفريق المحنك ابن الزمالك (أحمد رفعت)، نذكر بهذا القول حباً في نادي المالكية الذي نعشقه ونعشق طريقة لعبه المميزة التي رسمها رفعت وابن جعفر والتي تعودنا عليها... نقول من مصلحة الكرة البحرينية أن يعود الفارس إلى مكانته المعهودة في المقدمة للعطاء والمنافسة ومكان الأمان لإعطاء الدوري مكانة حيوية ونشاطاً أكثر وزخماً جماهيرياً كبيراً ومميزاً وإثارة وندية أحلى، والأجمل من ذلك نرى فريق المالكية يفرخ لاعبين صغاراً كانوا أم كباراً من رحم المسابقة وعلى مستوى ذلك الجيل السابق (الذهبي) الذي يلمع ببريقه الأخاذ من أسماء المالكية مثل علي عيسى، ومهدي جواد، وأومو، وأحمد يوسف، هؤلاء بدورهم يعتبرون رافداً قوياً لتغذية منتخب البحرين مستقبلاً.
وفي الأخير، تحية تقدير لجماهير المالكية الوفية الكبيرة التي أمتعت الحضور في المدرجات بأهازيجها التي ترددت في الملعب وكانت دافعاً كبيراً لدى اللاعبين في زيادة العطاء في الملعب وسيبقى صوتها عالياً دائماً وأبداً يصدح من أجل فارس الغربية، ونقول للاعبين: نعم، نرفع القبعة احتراماً لفرسان الغربية على الفوز في المباراتين الأخيرتين، ودائماً إلى الامام والموفقية.
أحمد مرهون المالكي
العدد 1214 - الأحد 01 يناير 2006م الموافق 01 ذي الحجة 1426هـ