تعد استضافة مملكة البحرين لفعاليات معرض ومؤتمر الشرق الأوسط الخامس للتكرير والبتروكيماويات )بتروتك 2006 الذي يقام غداً )الاثنين( برعاية سمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة تحت شعار »التقنية للأجيال المقبلة« دليلاً جديداً على قدرة المملكة على احتضان مثل هذه النوعية من المؤتمرات الحيوية والمهمة في شتى المجالات، وتؤكد الموقع الذي أضحت البحرين تتمتع به كمركز رئيسي للمؤتمرات والمعارض في المنطقة. كما تبرز الدعم اللامحدود الذي تمنحه الحكومة لصناعة المعارض والمؤتمرات، وخصوصاً معارض النفط، لما تصبه هذه الفعاليات من قيمة مضافة إلى الاقتصاد الوطني، كما توضح اقتناع الحكومة بأن الاستثمار في الصناعات البتروكيماوية يشكل مجالاً مناسباً للتوسع في المشروعات الصناعية التي يمكن أن تتيح فرص عمل جديدة أمام المواطن البحريني في إطار السياسة التي تتبناها المملكة لتنويع مصادر الدخل القومي وعدم الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي، وخصوصاً أن صناعة البتروكيماويات من الصناعات المهمة، التي تبوأت مكان الصدارة في سلم أولويات التنمية الصناعية في مملكة البحرين. وسيسلط المؤتمر على مدار 3 أيام الضوء على التحديات الفنية والتجارية والفرص الاستثمارية المتوافرة في أسواق دول الشرق الأوسط وسبل وآليات إدارة احتياطيات الطاقة في العالم، وتتولى تنظيمه إدارة المعارض العربية في البحرين بالاشتراك مع »أوفرسيز إكزيبيشن سيرفيسز« بدعم من فرع المعهد الأميركي للمهندسين الكيميائيين في المملكة العربية السعودية وفرع العلوم الكيميائية الدولية التابع إلى الجمعية الأميركية للكيماويات في السعودية وفرع جمعية إدارة الهواء والنفايات في السعودية وجمعية الكيماويات السعودية وجمعية المهندسين البحرينية. وسيلقي رئيس الهيئة الوطنية للنفط والغاز عبدالحسين ميرزا خلال الجلسة الافتتاحية كلمة يسلط فيها الضوء على واقع ومستقبل صناعة التكرير والبتروكيماويات العالمية مع تركيز خاص على صناعة التكرير والبتروكيماويات في دول المنطقة مع تبيين التحديات والصعوبات التي تواجهها هذه الصناعة وآفاقها المستقبلية. كما سيتحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر رئيس شركة أرامكو السعودية عبدالله جمعة ورئيس معهد النفط الأميركي ردكافاني ورئيس المجلس التجاري العالمي للتنمية بجورن ستيمسون ورئيس مؤسسة فاكتس فريدوم فيشراكي. ومن المتوقع أن يحضر المؤتمر والمعرض ما يزيد على 100 مشارك من مختلف دول العالم، في مقدمتهم النائب الثاني لرئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة بدولة قطر عبدالله بن حمد العطية، وسيتناولون في كلماتهم مختلف القضايا والأمور المتعلقة بالتقنية الإدارية والمعدات والسلامة والصحة والبيئة والتصنيع واقتصاد التكرير والبتروكيماويات. كما ستشارك في الجلسات التمهيدية والرئيسية للمؤتمر مجموعة من كبار الخبراء والمختصين الفنيين من مختلف مؤسسات التكرير والتسويق في جميع أنحاء العالم، وكذلك ممثلون عن الصناعات ذات العلاقة، وسيتناولون في كلماتهم القضايا والمسائل الراهنة ذات الأهمية البالغة بالنسبة إلى صناعة التكرير. وستعرض أيضاً أحدث المنتجات والخدمات في هذا القطاع بغرض تعزيز الإمكانات المتاحة في المنطقة، وذلك في أجنحة المعرض التي ستقام على مساحة قدرها 8 آلاف متر مربع. ويبلغ مجموع الشركات التي ستوجد في المعرض والمؤتمر ما يزيد على 130 شركة من 21 دولة حول العالم، كما سيحضر كبار المشاركين من شركات التكرير والبتروكيماويات الضخمة في المنطقة، ومن بينها شركات بابكو ونفط الكويت وايكويت وأرامكو السعودية وسابك والشركة القطرية العامة للنفط، إضافة إلى مشاركة عدد من شركات النفط العالمية، منها شركات فوستر هويلر، جيه جي سي كوربوريشن، سينوبك، شل، يو أو بي ويوكوغاوا. ويمثل وجود كبريات الشركات العالمية المتخصصة في المجالات النفطية وصناعاتها المختلفة في »بتروتك 2006« فرصة جيدة للوقوف على أحدث أساليب الصناعات البتروكيماوية التي تعد ركيزة أساسية من مرتكزات الاقتصاد الوطني. كما أن تنامي أعداد الشركات والشخصيات المشاركة يدل على ما تتمتع به مملكة البحرين من قدرة على تنظيم المؤتمرات العالمية الكبرى المتخصصة. يذكر أن سلسلة معارض ومؤتمرات »بتروتك« انطلقت لأول مرة في العام 1996، وتقام كل عامين، وتهدف إلى تبادل الآراء والأفكار والخبرات التي تسهم في تطوير وازدهار صناعة التكرير والبتروكيماويات في منطقة الشرق الأوسط من خلال مشاركة الكثير من الشركات العالمية المتخصصة، وكذلك مشاركة المختصين من المهندسين والفنيين وأصحاب الشأن من كل دول العالم، نظراً إلى السمعة الطيبة التي امتازت بها المؤتمرات والمعارض السابقة والمكانة المرموقة التي تحتلها بين المؤتمرات والمعارض المشابهة التي تقام في المنطقة، كونها ملتقى مهماً لقطاع تكرير الزيت وصناعة الغاز والبتروكيماويات في منطقة الشرق الأوسط وعلى المستوى العالمي. وكان معرض ومؤتمر »بتروتك 2003« انعقد تحت رعاية سمو رئيس الوزراء في الفترة من 29 سبتمبر/ أيلول حتى الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2003، وشهد إقبالاً كبيراً من قبل عدد من الشركات المشاركة في المعرض بلغ عددها 120 شركة من 26 دولة أجنبية وعربية وخليجية. كما زار المعرض ما يقارب من 5000 زائر من مختلف الدول. كما شهد أيضاً نسبة كبيرة من المشاركين بلغ عددهم 800 مشارك من الخبراء والمختصين، وتمت مناقشة أكثر من 11 ورقة عمل وبحث. يشار إلى قطاع صناعة المؤتمرات والمعارض يعد من أهم ملامح النمو التي حققها قطاع الخدمات في البحرين، فقد استضافت المملكة خلال العام 2005 عدداً كبيراً من المؤتمرات والمعارض في مختلف المجالات كان من بينها ما يزيد على 6 معارض ومؤتمرات متخصصة في قطاع صناعة النفط والغاز والصناعات البتروكيماوية منها معرض ومؤتمر الشرق الاوسط الرابع عشر للنفط والغاز )ميوس 2005 الذي عقد خلال الفترة من 12 إلى 15 مارس/ آذار، ونظمته جمعية مهندسي النفط وإدارة شركة المعارض العربية بالتعاون مع وزارة النفط تحت شعار »مواجهة تحديات الطلب العالمي«، وهذا المعرض والمؤتمر يعقد بشكل دوري كل سنتين في المملكة البحرين، إذ عقد أول معرض ومؤتمر في العام 1979، والمؤتمر الثاني عن إنتاج وتسويق الكبريت في الشرق الأوسط وعقد خلال الفترة من 12 إلى 15 يونيو/ حزيران 2005، تحت رعاية وزير النفط الشيخ عيسى بن علي آل خليفة ونظمته شركة بريتش سلفر العالمية وشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات )جيبك( بالتعاون مع وزارة النفط. كذلك مؤتمر الخليج الثاني للبتروكيماويات الذي أقيم تحت شعار »اكتشف فرص النمو في قلب صناعة البتروكيماويات« وذلك يومي 7 و8 يونيو 2005 بدعم ورعاية شركات عدة متخصصة في صناعة البتروكيماويات، وتناولت أوراق العمل التي نوقشت فيه موضوعات عدة تتعلق بصناعة البتروكيماويات على المستوى الإقليمي والدولي، إضافة إلى الطلب على المواد البتروكيماوية والسوق وتمويل المشروعات البتروكيماوية، فضلاً عن دراسة الفرص المتوافرة في مملكة البحرين. بالإضافة إلى مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط الثالث عن الفحوصات اللاإتلافية في المنشآت النفطية في السابع والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني 2005، والذي بحث سبل تطوير استخدام الفحوصات اللاإتلافية وبيان أهميتها في اكتشاف العيوب في المنشآت، وخصوصاً المنشآت النفطية. ومؤتمر البلاستيك في الشرق الأوسط الذي عقد يوم 28 نوفمبر بمشاركة نخبة من الرؤساء التنفيذيين في هذه الصناعة، وهو الأول من نوعه الذي يقام في المملكة، وركز على واقع السوق بالنسبة إلى زيادة إنتاج »بولي أولفين«، وإنتاج »بوليمر« في الشرق الأوسط، إضافة إلى الاستثمار في قطاع صناعة البتروكيماويات. ولا شك أن انعقاد »بتروتك 2006« في المملكة يمثل إضافة إلى الرصيد الكبير الذي تمتع به مملكة البحرين كمركز عالمي وإقليمي للمعارض والمؤتمرات، وخصوصاً أن هذه المؤتمرات والمعارض تمثل الركيزة التي تعتمد عليها البحرين لتوفير البنية الأساسية والتسهيلات الاقتصادية والاستثمارية وتنشيط السياحة الوافدة إليها باعتبارها إحدى الروافد المهمة التي يعتمد عليها الاقتصاد الوطني.
العدد 1227 - السبت 14 يناير 2006م الموافق 14 ذي الحجة 1426هـ