العدد 1232 - الخميس 19 يناير 2006م الموافق 19 ذي الحجة 1426هـ

إيلين جونسن سيرليف

أصبحت زعيمة «حزب الاتحاد الليبيري» ورئيسة ليبيريا إيلين جونسن سيرليف أول رئيسة دولة منتخبة في إفريقيا. ­ اطلق عليها لقب «سيدة ليبيريا الحديدية»، بعدما تجرأت على منافسة زعيم الحرب الأهلية تشارلز تايلور في العام 1979 وسجنت مرة ونفيت مرتين. ­ ولدت في العام 1939 لعائلة ريفية ليبيرية، تنتمي إلى أقلية «الأميركيين الليبيريين». ­ تزوجت عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها في العام 1956 وانجبت أربعة أبناء. ­ حصلت على درجة الماجستير في الإدارة العامة من جامعة «هارفارد» الأميركية العريقة في الستينات ثم عادت إلى ليبيريا، إذ تولت مناصب حكومية وصارت وزيرة للمالية، وهي في سن الأربعين العام 1979 خلال حكم الرئيس وليام تولبرت. ­ في عهد تولبرت بدأ الاهتمام الأميركي يتراجع في هذا البلد ومعه تراجع الاقتصاد، وشهدت البلاد في 13 أبريل/ نيسان 1980 انقلاباً عسكرياً انتهى بمقتل الرئيس تولبرت و13 وزيراً في حكومته بطريقة بشعة. ونجت ايلين من الموت، ثم صارت معارضة لحكم الانقلابيين العسكري، ما أدى لسجنها مرتين في العامين 1985 و1986 لانتقادها النظام. ­ اضطرت إلى الفرار للولايات المتحدة العام ،1986 إذ بدأت العمل مع البنك الدولي. وفي العام 1989 ساندت اجتياح زعيم «الجبهة الوطنية القومية الليبيرية» تشارلز تايلور البلاد، لاطاحة نظام الانقلابيين، ثم عادت وعارضته. ­ مع بدء الحرب الأهلية التي حارب فيها تايلور فصائل ليبيرية عدة، تحولت البلاد إلى حمام دم ساهم فيه أطفال جنود جندهم تايلور. وعبرت ايلين لاحقاً عن أسفها لدعمها تايلور، وقالت إنها تشعر «بإحساس بالذنب» حيال فشل حكومات ليبيريا السابقة، لكنها قالت إنها تعلمت من اخطائهم. ­ كانت ايلين حتى منتصف التسعينات عضواً وقيادية في حكومة المنفى الليبيرية بالولايات المتحدة، وعملت بين الأعوام 1994 و1997 مديرة إقليمية إلى برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة في إفريقيا. ومع انتهاء الحرب الأهلية في ليبيريا العام 1997 عادت ايلين إلى بلادها وصارت زعيمة «حزب الاتحاد الليبيري»، ونافست أمير الحرب تايلور، الذي لم يكن يجرؤ أحد على منافسته آنذاك في الانتخابات الرئاسية، التي جرت في ذلك العام. ­ على رغم خسارتها بفارق شاسع واتهام تايلور لها بالخيانة، فإنها برزت على الصعيد الوطني ونالت لقبها «السيدة الحديدية». ­ في العام 1999 كلفتها منظمة الوحدة الإفريقية (الاتحاد الإفريقي حالياً)، المشاركة في لجنة التحقيق في مجازر رواندا. وفي العام نفسه، دخلت ليبيريا في حرب أهلية جديدة انتهت في العام 2003 بعدما دحر المتمردون الرئيس تايلور وأجبروه على الفرار إلى نيجيريا. ­ في العام 2003 صارت ايلين رئيسة مفوضية إصلاح الحكم، التي اسست ضمن اتفاق لإنهاء الحرب الأهلية في ليبيريا. وطالبت بإنشاء «لجنة الحقيقة والمصالحة». ­ خاضت ايلين زعيمة «حزب الاتحاد الليبيري»، انتخابات الإعادة الرئاسية ضد لاعب الكرة الدولي السابق جورج ويا، وحصلت على 95 في المئة من الأصوات. وعلى رغم احتجاجات منافسها على سير العملية الانتخابية، وطلبه وقف فرز الأصوات، فإن المراقبين الدوليين يقولون إنهم لم يشهدوا أية عمليات تزوير واسعة في الاقتراع، لتصبح ايلين رسمياً أول سيدة رئيسة دولة منتخبة في إفريقيا.

العدد 1232 - الخميس 19 يناير 2006م الموافق 19 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً