العدد 1245 - الأربعاء 01 فبراير 2006م الموافق 02 محرم 1427هـ

الحاجة إلى لغة جديدة في خطاب عاشوراء النسائي

رئيسة جمعية الحور شهناز ربيعي لـ «الوسط»:

«للدين الإسلامي لغة ومعنى، المعنى ثابت لكن اللغة تتغير»، بهذه الفكرة بدأت رئيسة جمعية الحور النسائية شهناز حسين ربيعي حديثها عن الخطاب الإسلامي والنشاط النسائي في عاشوراء، مؤكدة أن العصر ووسائل انتقال المعلومات تغيرت، ويجب مواكبتها، داعية الجمعيات الإسلامية في البحرين إلى تغيير «لغتها وأساليب طرحها» حتى لا يتسبب «قدم اللغة» في عزوف الجيل الجديد عن الأنشطة الإسلامية.

ربيعي، صوت نسائي إسلامي انطلق ليؤكد ما للمرأة من حقوق كفلها الإسلام وتجاهلها المجتمع، وليؤكد أيضاً أن السبيل الوحيد لنهوض المرأة وتحصيلها لحقوقها هو «الوعي» أولاً بهذه الحقوق، والتسلح بسلاح العلم والاجتهاد، إلى جانب تنمية المرأة «اقتصادياً»، وهو ما اعتبرته من أولويات استقلالية المرأة وحفظ حقوقها.

آمنت ربيعي بتلك المبادئ، واختطتها منهاجاً يسيّر عمل جمعية الحور النسائية التي ترأسها، إذ حثت الفتيات المنضمات إلى الجمعية على طلب العلم، واعتبرته «نشاطاً إسلامياً» في حد ذاته، كما نظمت ولاتزال عدداً من المشروعات الاقتصادية لصالح العضوات لتحقيق الاستقلال المادي والاقتصادي، كطريق «مشروع» لإثبات الذات وتحقيق الاستقلالية.

«الوسط» التقت ربيعي في حوار مطول عنوانه «العمل النسائي وأنشطة عاشوراء»، في نموذج مشرق لعمل يتجاوز عاشوراء، إلى عمل نسائي منظم وخلاق، مؤمن بالمرأة وضرورة إثباتها لذاتها.

الحاجة إلى لغة جديدة

تقول ربيعي، الحاصلة على الماجستير في الدراسات الإسلامية، إن هناك حاجة إلى الحديث في الدين بلغة جديدة، وقد فتح الدين الإسلامي المجال للتماشي مع العصر ومواكبته بشتى الوسائل، مع ثبات المعنى والهدف، مشيرة إلى أن الخطاب الإسلامي النسائي - في عاشوراء البحرين لم يحقق هذا المعنى كما هو مأمول، إذ لاتزال العملية بعيدة عن الطرح الفكري الهادف وقريبة أكثر من أسلوب الإلقاء الروتيني المعتاد عليه، إذ إن معظم المآتم النسائية في رأيها - يحضرها صنفان: الأول اعتاد الحضور منذ عقود (كبيرات السن) فالحضور بالنسبة إليهن عمل روتيني، والثاني يحضر لقضاء الوقت من دون الاستفادة الحقيقية مما يُطرح، لأنه يتحدث بلغة مختلفة عن لغتهن «صغيرات السن».

ومن هذا المنطلق تدعو ربيعي إلى تحديث أسلوب الخطابة، سواء النسائية أو الرجالية، لتتجاوز ما هو مألوف وما تم الاستماع إليه منذ سنوات، إلى ما يتماشى مع قضايا ومعطيات عصر اختلطت فيه الأمور بشكل كبير.

نشاط عاشوراء... اقتصادي!

وعن أنشطة جمعية الحور النسائية تحديداً في عاشوراء هذا العام، تقول ربيعي إن الجمعية دأبت على إعداد أنشطة متنوعة للعضوات في موسم عاشوراء، غير أنها هذا العام لم تخصص أياً من أنشطتها ليعنون بالعمل «العاشورائي»، وإنما تركز الجمعية على مشروع اقتصادي بدأت فيه فعلاً وهو إنشاء حديقة عائلية نسائية بمساحة 14 ألف متر مربع، تضم جميع مستلزمات الرياضة، إلى جانب مكتبة عامة، وعيادات لتثقيف المرأة صحياً، وهو مشروع يستلزم جهوداً ومبالغ كبيرة، وخصص الشهران المقبلان للإشراف عليه، إلى جانب مجموعة من المسابقات التي تشترك فيها الفتيات من خلال أسئلة ضمن كوبونات يتم السحب عليها وتقديم جوائز عينية ومادية.

ومن المشروعات التي تركز عليها الجمعية بحسب ربيعي مشروع تثقيف الفتيات بأهمية الاستثمار، إذ تم اصطحاب الفتيات إلى بعض المصارف لأخذ قرض خاص ببناء مجمع كبير تمتلكه الفتاة وتستثمر فيه الأموال التي اقترضتها لتجني من خلالها أرباحاً، وهو مشروع تهدف فيه الجمعية، بحسب ربيعي، إلى إدخال المرأة إلى سوق العمل وتشجيعها على الاستثمار.

وفي هذا الصدد، تشيد ربيعي بمبادرة بنك التنمية السعودي لتكريم الناشطات الإسلاميات في مجال الاستثمار، معتبرة ذلك حافزاً كبيراً أمام المرأة للعمل وإثبات الذات، مشيرة إلى أن على جميع النساء، وحتى غير العاملات منهن، التفكير في الاستثمار لما له من عوائد مادية قد تغير واقعهن الاجتماعي. وتبدو ربيعي «متحمسة» للغاية لتنمية المرأة اقتصادياً، عاتبة على رجال الدين والتجار على السواء لعدم إيمانهم وتشجيعهم له، متمنية أن تفكر المرأة المسلمة في تطبيقه «جدياً».

لن ألقي محاضرات هذا العام

ولم يقتصر عدم المشاركة في تنظيم أنشطة عاشوراء على جمعية الحور النسائية، إذ إن ربيعي، اعتذرت عن المشاركة في إلقاء المحاضرات «العاشورائية» في المآتم النسائية لانشغالاتها الكثيرة في الجمعية وفي دراستها وتحضيرها لرسالة الدكتوراه. وتشير بنبرة من الأسف إلى أن المآتم لا تقدّر الخطيبة (المرأة) مقارنةً بالخطيب (الرجل)، إذ إنها حتى لو كانت على مقدرة علمية وكفاءة عالية، إلا أن الاهتمام بالخطيب الرجل يبقى أكثر حتى لو لم يكن على المقدرة العلمية والخطابية نفسها، ووصل الأمر ببعض الخطباء من الرجال أن يعينوا «مبالغ نقدية كبيرة نسبياً» نظير إلقاء خطبهم، بينما «لا تحصل الخطيبة حتى على كلمة شكر».

التغيير ممكن لكن يحتاج إلى وقت

تشيد ربيعي بتجربتي الكويت والإمارات في الخطاب الديني وخصوصاً في عاشوراء، إذ يجذب الشباب بعناوين جديدة وعبارات ملفتة وجذابة من أجل استقطابهم، ثم يكون الطرح واعياً ومتماشياً مع العصر، مع الحفاظ على روح وقيمة المحاضرة، وهذا في رأي ربيعي أهم عوامل القصور في الخطاب الديني المحلي، إذ لا توجد طرق جديدة وحديثة لجذب الشباب للاستماع إلى المحاضرات الدينية، كما لا يوجد طرح جديد سواء في التحليل أو الربط بالواقع المعاش.

غير أن ربيعي متفائلة في نهاية حديثها بالتغيير الممكن حدوثه في الخطاب الديني، وخصوصاً مع وجود الجيل الجديد الذي يعد بالتجديد وتقديم ما يتواكب مع العصر وضمن احتياجاته، غير أن هذا التغيير في رأيها يحتاج إلى بعض الوقت

العدد 1245 - الأربعاء 01 فبراير 2006م الموافق 02 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً