بدأ الأطفال ينالون نصيباً أكبر من فعاليات عاشوراء عاماً بعد عام، إذ خصصت بعض المآتم والفعاليات أنشطتها فقط للأطفال باعتبارهم جمهوراً من المهم الوصول إليه في مجال التنشئة الدينية «العاشورائية».
وبدأ مأتم أبوادريس النسائي في المنامة نموذجاً لهذا التوجه، إذ خصص فعالياته في عاشوراء هذا العام، وللعام الثاني على التوالي، للتوجه لفئة الأطفال من 4 إلى 13 عاماً. مستغلاً المناسبة لحثهم من خلال أنشطة مختلفة على الالتزام الديني، ناشراً بينهم الثقافة الحسينية بلغة يفهمونها.
بدأت فعاليات الأطفال في مأتم أبو ادريس هذا العام بمسرحية للأطفال أقامتها فرقة «الجرح الأليم» مساء الأربعاء، أعقبتها مسابقة ثقافية للأطفال ثم عرض فيلم ثقافي حسيني لهم.
الهدف هو التنشئة عبر «ثقافة حسينية»
تقول منظمة البرنامج في المأتم أماني أبوادريس ان انبثاق الفكرة في توجه فعاليات المأتم كاملة للأطفال جاء عن قناعة بحاجة الطفل إلى «ثقافة حسينية» منذ الصغر، وتحاول الفعاليات بحسب ابوادريس في الاقتراب من عقلية الطفل واستخدام العروض الحديثة التي تجاري العصر، مشيرة إلى أن الهدف هو تنشئة الطفل على فهم واقعة «كربلاء» وقصة الإمام الحسين (ع)، لكي يخرج فيما بعد وهو على وعي كامل بالأسباب التي يتم فيها إحياء ذكرى عاشوراء من كل عام.
وحضر عرض المسرحية «حب الحسين أجنني» أكثر من 70 طفلاً من أعمار متفاوتة، جلسوا «مقرفصين» في قاعة المأتم شاخصين بأعينهم لخشبة المسرح التي يلعب أطفال آخرون عليه أدواراً مختلفة مستخدمين لغة قريبة من لغتهم الطفولية.
وفكرة المسرحية بسيطة جداً ومباشرة، تتناسب مع أعمار الأطفال المتلقين، بينما يعج أسلوبها برسائل مباشرة وواضحة للأطفال «للالتزام بالصلاة» وأن «لا تغرهم الدنيا بغرورها» انطلاقاً من مناسبة الحدث (عاشوراء).
وتبدأ المسرحية، التي كتبها وأخرجها وشارك فيها محمد عبدالنبي الجمري، بالصبي «حسين» الذي يدعو أخاه للمشاركة في إحياء «شعائر الحسين» ثم زيارة قبر والدهما المتوفي والبكاء على قبره، ويتداخل موضوع المسرحية بتمثيل تعبيري يصور السيدة فاطمة الزهراء (ع)، حاثاً الأطفال من خلاله على الالتزام بالصلاة والتعاليم الدينية حتى يصاحبوها إلى الجنة.
تفاعلات «طفولية»
من جانبهم، بدا الأطفال متفاعلين مع المسرحية، حتى رفع بعضهم «موبايلاتهم» لتصويرها بالفيديو، فيما أثار الصغار منهم بعضاً من «الفوضى الطفولية» أثناء العرض الأمر الذي اضطر بعض الأمهات لإسكاتهم «بصرامة» لحثهم على الانتباه لما يجري على خشبة المسرح.
و«بلغتهم» المحببة شارك الأطفال في الترديد مع القصائد التي تم إلقاؤها على خشبة المسرح في نهاية المسرحية، وفي العزاء «بالصناقل» الصغيرة التي تم توزيعها عليهم. الصديقان أحمد وحسين كانا متحمسين للمشاركة غير أنهما قالا بلهجة واثقة ان العزاء في «يوم العاشر» أقوى وأجمل لأنه في الشارع وهما يتطلعان للمشاركة فيه، ولم يقل حماس الفتيات عنهما غير أن زينب لم تشارك لأن «البنات لا يعزون» بحسب قولها، وجلست زينب مع صديقتيها ريم وزهراء وابنة عمهما منار بعد المسرحية سعيدات بالتقائهن وراسمات «الخطط» التي ستجمعهن في الليالي المقبلة من عاشوراء.
مشهد الطفل وهو منكب على قبر أبيه أثر في قلوب بعض الأطفال، ومنهم آمنة التي قالت انه أكثر المشاهد تأثيراً فيه، فيما فات العرض ليلى التي حضرت مع أمها متأخرة قليلاً، وعندما وجدت العرض منتهياً سألت والدتها: «إلى أي مأتم نذهب الآن»؟
مسابقة ثقافية وفيلم تعليمي
وفي الليلة التالية، قام المأتم بالاستفادة من التقنيات الحديثة ليعرض على جهاز العرض «البروجكتر» فيلماً تعليمياً للأطفال يعرض معلومات تاريخية عن «ثورة الحسين» بطريقة سلسة، مستفيداً من إنشاد بعض القصائد التي يحبها الأطفال لإيصال المعلومة، وفي هذا الصدد أكدت أبو ادريس ضرورة عدم إبعاد الأطفال عن المعلومات التاريخية وتقريبهم منها من خلال عروض تمثيلية حركية يستوعبونها بسهولة، فيما قدم المأتم أيضاً مسابقة ثقافية بعنوان «من هو الحسين» عرضت أسئلة للأطفال عن شخصية الإمام الحسين (ع) وحادثة كربلاء.
العدد 1246 - الخميس 02 فبراير 2006م الموافق 03 محرم 1427هـ
جميله