مواهب شاءت أن تنتهج خطاً فريداً مغايراً عن الآخرين، لتكون وسيلة لعكس ثقافات وصورة وطن بأفكاره وتوجهاته الراقية، فتقدم رسالة فنية خلال موسم حافل بالمشاهد الإنسانية. في هذا الموسم، تبرز كاميرا حسين السماهيجي، الذي عشق التصوير منذ نعومة أظفاره، فكانت الكاميرا رفيقته الدائمة. الموهبـة والهواية صقلها بالدراسة، وطوّر نفسه بدراسة اللغة الإنجليزية وتقنية الكمبيوتر للإلمام بالتكنولوجيا الحديثة في التصوير والإخراج التلفزيوني والسينمائي.
14 طلب توظيف!
سعى السماهيجي طوال 7 سنوات للانضمام إلى تلفزيون البحرين، وفتح له ملفاً خاصاً لطلباته الكثيرة، التي بلغت 14 طلب توظيف، وعندما كان يحزم حقائبه للسفر للعمل في قناة فضائية خليجية، اتصلت به قناة البحرين الفضائية، وقناة «سبيس تون» للشباب. وهكذا بدأ المشوار من جديد. والآن يدرس لنيل البكالوريوس في الإخراج التلفزيوني.
للسماهيجي سجل حافل بالإنجازات والمشاركات العملية، كتبت عنها الصحف، وفي هذه المساحة نسلط الضوء على تجربته العملية خارج نطاق تلفزيون البحرين، وممارسته لهوايته في أوقات فراغه، وهي العمل بقناة «الأنوار»، التي دشنت العام الماضي من خلال دورة برامجية أعد لها مسبقاً للعرض في شهري محرم وصفر، وهو يضع على البرنامج لمساته الأخيرة.
وتتكون الدورة من 3 برامج، عرضت الحلقة الأولى عن هموم البحار البحريني تحت اسم «ريبورتاج صحفي»، ولاقت استحساناً من القائمين على القناة بالكويت، ما دفع بهم إلى طلب حلقة أخرى، اختار لها السماهيجي أن تكون خاصة بموسم «عاشوراء»، تتناول تفاعل الشارع البحريني مع ذكرى ثورة الإمام الحسين (ع)، وبيان أهمية المنبر الحسيني لنقل الرسالة ومخاطبة الجمهور بلغة حديثة، فضلاً عن التعرف على الثقافة من خلال سيرة الإمام علي (ع).
قصة مأتم
ويخرج السماهيجي برنامجاً آخر «قصة مأتم»، والذي من المزمع أن يبث على حلقات، تبدأ السلسلة الأولى منها بثمان حلقات تغطي عدداً من مآتم البحرين، تسلط الضوء على تاريخ تأسيس المآتم والحسينيات الرجالية والنسائية، وفق برنامج وثائقي يغطي معظم مآتم البحرين، فيبدأ من مأتم حجي عباس العرادي بعراد ومأتم الشهابي بالمحرق، مروراً بمأتم الصفافير والإحسائيين بالمنامة. ثم تتابع عدسات الكاميرا تصوير حلقات عن مأتم فاطمة الزهراء بجزيرة النبيه صالح، ومآتم رأس الرمان ومدينة عيسى ومأتم الأثنى عشرية بقرية بني جمرة. ويحمل السماهيجي على عاتقه تغطية فعاليات الموسم في برنامج «عاشوراء البحرين»، مسجلاً مواكب العزاء وحملات التبرع بالدم وإعداد الولائم الحسينية... إلخ.
عراقيل
وتحدث السماهيجي عن بعض العراقيل التي واجهها خلال إعداده لدورة عاشوراء ،2006 مثل صعوبة التواصل مع أصحاب بعض المآتم، وإصرار بعضهم على الظهور في الصورة في حين يأخذ البرنامج بعداً وثائقياً، ما تطلب التوجه للمؤسسين القدامى للمآتم.
السماهيجي استخدم في البرنامج 3 إضاءات وكاميرتين، وبرنامجاً للجرافيك، ومونتاج بالكومبيوتر، فضلاً عن تسجيلات صوتية وطاقم عمل متكامل، وهو يؤمن ان هذا العمل جاء ابتغاء مرضاة الله وخدمة للعقيدة ومزجاً للعلم بالدين
العدد 1246 - الخميس 02 فبراير 2006م الموافق 03 محرم 1427هـ