قد يفرح البعض بفرصة البقاء على قيد الحياة، وقد يعتبرها البعض نعمة من الله. لكن في حال الطفل محمد حسن (6 اعوام) الذي نجا من غرق العبارة المصرية (السلام 98) بعد ان قضى أكثر من 36 ساعة وسط الماء فإن الحال يختلف.

فهذا الطفل الذي كتبت له حياة جديدة فقد والدته ووالده وغيرهما من أفراد اسرته، «ألبسني والدي طوق النجاة حينما رأى العبارة تميل وتوشك على الغرق، بعد ذلك رأيت والدي يغرق ثم والدتي، وبقيت أنا وحدي 36 ساعة أصارع الموج يساعدني أحد الناجين إلى أن جاءت قوات الإنقاذ وانتشلتني من الماء». هكذا يروي قصته من مستشفى في الغردقة، إذ يعالج من الآثار الجسدية ليترك بعدها ليعالج بنفسه الآثار النفسية وفاجعة موت عائلته.

عم محمد وعلى رغم المأساة التي المت به يحمد الله على نجاة ابن شقيقه... فهو، كما يقول هارون، كل ما تبقى من ذكرى اخيه.

إلا أن نجاة محمد لم تكتب لطفل هنية علام التي توفي ابنها البالغ من العمر 15 عاماً بعد أن امضوا 17 ساعة في المياه، «كنا نتشبث ببرميل معا ثم قال تعبت... ولم اتمكن بعدها من رؤيته أو العثور عليه... كانت المياه باردة... باردة جداً». وكانت فرق الانقاذ انتشلت أمس المزيد من الناجين من العبارة المصرية التي غرقت في البحر الأحمر بعد اشتعال النيران بها لكن مئات الاشخاص مازالوا في عداد المفقودين بعد واحدة من اسوأ الكوارث البحرية في مصر. وفي ميناء سفاجا، إذ كان من المقرر ان ترسو العبارة، تراوحت المشاهد ما بين الغضب والاحباط مع انتظار مئات من اقارب المفقودين انباء عن ذويهم لليوم الثالث على التوالي. وفيما يمثل أوثق رواية حتى الآن لما حدث قال ضابط بحري بالعبارة السلام 98 إن المياه غمرت مخزن السيارات في العبارة المنكوبة في وقت مبكر من يوم الجمعة اثناء قيام افراد الطاقم بمكافحة النيران ما تسبب في ميل العبارة وغرقها في نهاية الأمر. وقال مجدي راضي المتحدث باسم مجلس الوزراء للصحافيين ان الأرقام المبدئية تشير إلى أن رجال الانقاذ انتشلوا 387 ناجيا من البحر وعثروا على 135 جثة حتى الآن. وأضاف راضي أن اجمالي من كانوا على العبارة التي غرقت بعد ان غادرت ميناء ضباء السعودي في وقت متأخر من يوم الخميس متجهة إلى سفاجا 1414 شخصاً.

وأشار مسئولو انقاذ في سفاجا في وقت سابق يوم الأحد إلى وجود نحو 460 من الناجين و195 جثة. ونقل عن مسئولي انقاذ انه تم العثور على 70 ناجياً منذ ليل السبت. وفي سفاجا صب اقارب الضحايا جام غضبهم لعدم الحصول على معلومات كافية من الحكومة