ولد الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب بن عبد المطلّب بن هاشم بن عبدمناف بن قصيّ في مطلع شهر شعبان في العام الرابع للهجرة (626م) في المدينة المنورة.

- أمه فاطمة الزهراء (ع) بنت الرسول محمد (ص) بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم (واسم هاشم: عمرو) بن عبدمناف (واسم عبد مناف: المغيرة) بن قصي (واسم قصي: زيد) بن كلاب ابن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر ابن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة (واسم مدركة: عامر) بن إلياس بن مضر ابن نزار بن معد بن عدنان.

- كنيته «أبو عبدالله»، ويلقب بـ «سيّد شباب أهل الجنة»، وهو أحد الأربعة الذين «باهل» بهم رسول الله (ص) نصارى نجران.

- لازم جده الرسول محمد (ص) 6 سنوات، وفيه قال النبي (ص) «حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً».

- عاش مع أبيه الإمام علي وأخيه الإمام الحسن لمدة 40 عاماً، شارك في أكثر حوادث ومواقف وحروب أبيه، وكان عوناً لأخيه الحسن بعد ذلك.

- في العام 661م أسس معاوية بن ابي سفيان الدولة الأموية وذلك بعد استشهاد الامام علي (ع). فقد بايع المسلمون الامام الحسن (الأخ الأكبر للحسين) خليفة عليهم في الكوفة، الا ان معاوية كان أعلن نفسه خليفة واتخذ من دمشق مقرا لخلافته. وبعد ان كادت الحرب تقع بين الطرفين، فضل الامام الحسن حقن دماء المسلمين ووافق على «الصلح» مع معاوية، وذلك في يوليو/تموز 661م بعد ان استمر الحسن في الحكم لمدة ستة شهور مملوءة بالاضطرابات. بعد الصلح غادر الحسن، ومعه الحسين الكوفة، واستقرا في المدينة المنورة، واستشهد الحسن مسموما في العام 669 م.

- بعد العام 669 م تسلم الامام الحسين دعوات كثيرة للنهوض واعلان الثورة ضد الحكم الاموي، الا انه فضل عدم القيام بذلك لكي لا يكون مخالفا لأي من بنود الصلح، حتى لو كان معاوية أخل بها.

- في العام 679م تحرك معاوية باتجاه نقل الحكم إلى ابنه يزيد وعينه وليا للعهد، وكان يزيد الابن المفضل لمعاوية، وامه (ميسون) كانت المفضلة لدى معاوية، وكان يقضي أكثر أوقاته في الصيد، بعيداً عن المجالس التي اعتاد عليها المسلمين آنذاك.

- في ابريل/ نيسان 680م توفي معاوية، وتسلم حكم الدولة الأموية ابنه يزيد. وكتب يزيد إلى والي المدينة، الوليد بن عتبة، أن يأخذ البيعة من الحسين قبل ان ينتشر خبر وفاة معاوية وتجتمع الناس حول الحسين. وإلى المدينة يستدعي الامام الحسين ليأخذ منه البيعة، والحسين يرفض ان يتم تداول أمر البيعة في السر أو في الليل، ويطلب تأجيل ذلك حتى الصباح. مروان بن الحكم كان حاضرا مجلس الوالي ويقترح منع الحسين من الخروج وقتله، الا ان افراد عائلة الحسين كانوا معه وحدثت مواجهة كلامية ومن ثم محاججات تنتهي بتحدي الحسين للوالي بقوله «مثلي لايبايع مثله». ينتشر خبر المواجهة بين اهل المدينة، وبعدها يقرر الحسين ان يخرج إلى مكة المكرمة ومعه ابناؤه وابناء اخيه الحسن واخوانه، ما عدا اخيه محمد بن الحنفية الذي بقي في المدينة.

- وصل الامام الحسين في مطلع شهر شعبان إلى مكة، وبدأ الناس يتوافدون عليه من كل حدب وصوب. وفي هذه الاثناء انتشر ما جرى بين الحسين ووالي المدينة ورحيله إلى مكة إلى كل مكان عبر الحجاج، ما حدا بأهل الكوفة ان يجتمعوا بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي وكتبوا إلى الحسين يدعونه إلى الارتحال إلى الكوفة التي أعلنت ولاء. ووصلت رسائل اهل الكوفة إلى الحسين في رمضان.

- قرر الامام الحسين ارسال سفير له إلى الكوفة لاستطلاع الامر، واختار مسلم بن عقيل لتلك المهمة، ودخل سفير الحسن الكوفة وأقام في منزل المختار بن عبيدة الثقفي، وبدأ يجمع الانصار ويقرأ عليهم رسائل الحسين. اما الوالي الاموي في الكوفة، النعمان بن البشير، فقد شعر بان الوضع ينقلب عليه على رغم تخويفه لمن يتبع الحسين. عرف يزيد بالامر فاستبدل الوالي وارسل إلى الكوفة عبيدالله بن زياد وولاه الكوفة بالاضافة إلى ولايته على البصرة. دخل بن زياد الكوفة متعمما ومتلثما واعتقد الناس انه الحسين، حتى دخل قصر الامارة ومن هناك قلب الاوضاع على مسلم بن عقيل، عبر ترغيب وترهيب انصاره، ومن ثم قتل مسلما وعدداً من الانصار الرئيسيين، وكان ذلك في مطلع شهر ذي الحجة.

- عندما استشهد مسلم، كان الحسين يهم بالخروج من مكة بعد ان بقي فيها نحو 4 اشهر، ولم تصل اخبار مقتل مسلم بن عقيل في تلك الفترة بعد.

- عرف عبيدالله بن زياد بخروج الحسين إلى الكوفة، فأرسل الف جندي بقيادة الحر بن يزيد الرياحي لاعتراض الحسين واصطحابه (مأسورا) إلى الكوفة. الحسين يحاور الحر، ويبدأ الحر بالتأثر بما يقوله الحسين. واثناء محاولة الحر ومن معه دفع الحسين وأصحابه نحو الكوفة بالطريقة التي أمروا بها، ووصل الجميع عند منطقة يطلق عليها نينوى، والغاضرية. عندها وصل مبعوث من عبيد الله بن زياد إلى الحر يأمره بان يدفع الحسين نحو منطقة بعيدة عن الماء والزرع، وان المبعوث سيبقى حتى يتم تنفيذ الامر. ونفذ الحر الامر العسكري الصادر له.

- وفي اليوم التالي (الثاني من محرم) وصل قائد عسكري اخر، عمر بن سعد، ومعه أربعة الاف جندي، وأحاطوا بالحسين في المنطقة التي يطلق عليها «كربلاء».

- بدأت الحوارات بين قادة الجيش الاموي والحسين، ووصلت رسائل من عمر بن سعد إلى عبيدالله بن زياد تحاول ان تصل إلى نتيجة دون المواجهة، فبعث عبيدالله بن زياد بقائد عسكري آخر (شمر بن ذي الجوشن)، ومعه أمر بأن يستحصل عمر بن سعد البيعة من الحسين قسرا، او يقتله، واذا كان عاجزا عن تنفيذ الامر فليسلم قيادة الجيش إلى شمر.

- الحر الرياحي ينتقل إلى معسكر الحسين، ويستشهد لاحقا في الدفاع عنه.

- عمر بن سعد يقرر تنفيذ الامر ويبدأ بمنع الماء عن الامام الحسين ومن معه بدءا من اليوم الثامن من محرم.

- في التاسع من محرم بدأ الحسين يتهيأ للقتال حتى الشهادة، وأكد ما قاله عند تحركه إلى الكوفة «اني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم، وهو خير الحاكمين». وأكد «خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخيّر لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء»، وقال «ألا ترون إلى الحق لا يعمل به، وإلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما».

- وفي العاشر من محرم العام 61 للهجرة (680م)، بعد صلاة الظهر، بدأت المناوشات بالأسهم على خيام الحسين. بدأت المعركة واستمرت نحو ساعتين، واستشهد خلالها الامام الحسين وأكثر من 70 من ابنائه وانصاره. وتم حرق الخيام وسبي النساء، وبعد ذلك قادوهن مصفدات بالاغلال إلى الكوفة، ثم إلى الشام (دمشق) على جمال هزيلة، بحيث اذا توقفت الجمال يضربون الاطفال بدلاً من الجمال لتحريك الركب مرة أخرى