قد أبدأ في العدّ الآن...

أو ربّما بعد حين!

وقد يروقني أن أُحصي بِتَروٍّ ما قطعتُ من أميالٍ في لعبة التمنّي...

فلا خطر في التلاعب مع الأرقام لغاية التسلية بحَدَثٍ يخلو من كلّ عناصر الإثارة الممكنة!

لا ضجر أكثر من هذا الذي يغزو حواسي دفعة واحدة...

ولا صخب كالذي ألمّ بعقلي للتوّ واللحظة!

الازدحام الرقمي يلتهم الأمكنة بنهم...

والعمى يلاحق عينيّ بشراسة بُغية سلبي متعة النظر...

عجبي أن الاثنين أقدر من بعضهما على مواصلة العدّ...

عيناي بدأبهما على ملاحقة شبكة الأرقام...

كيفما كان جنونها!

وعقلي بعزمه على رصد أي رمزٍ أو إشارةٍ تَحُطُّ بحذرٍ على أوراقي...

بفعل قلمٍ يعشق السهو!

وكذلك اللهو!

أرقامٌ...

تتلوها أرقام...

من جميع الجهات الجغرافية...

وحيرتي تخالطها الريبة...

وكثيرٌ من الغضب الوقور!

حبذا لو تنتهي هذه المغامرة...

وحبذا لو ينقشع الضباب...

لتتكشّف تبعاتُ اعتناقنا الجماعي - أنا... وعقلي... والقلم... مبدأ الحماقة بلا قيود!

هل من حيزّ يتسع لفشلٍ أو نجاح في رواية كهذه؟

أحسب أنّ «لا» - وكذلك «نعم» - تتساوى فيهما احتمالات بلوغ الخط الأحمر...

«إذْ يُعلن بلا حرجٍ بداية النهاية»

أو الإقدام على الخسارة قصداً...

«حيث تمتزج ترسبات الهزيمة بأهازيج النصر»

أيّ فخر في التأرجح بين النفي والإيجاب...

وبين الأبيض والأحمر!

أيحقّ لي أن أدعو ذلك قمة الذل؟

انظروا إليّ كيف ألهث بعنف...

والمسافة بعيدة!

ثمّ أهدأ فألهث بلطف...

والوصول مستحيل!

لا فرق بين الحالتين...

ولا فرق بين الخاتمتين مادام الفعل وردّ الفعل وجهان لعملة واحدة...

قد أبدأ العدّ...

- من جديد -

متناسيةً لحظة البدء وما تلاها من أحداث...

أو أكتفي بما وصلتُ إليه وأصمت صمتاً مطبقاً...

ومن ثَمّ أرفع بأصابع واهنة رايةَ الرضا...

- كلّ الرضا -

وأرقد حيث يُحتَمل أنْ تغفر بعض الأرقام زلّة الغياب الوقتي...

أو ما يُعرف بالنسيان

وإنْ طال اللهاث...

أو غابت الأنفاس...

محالٌ أن تنفد الأعداد