العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ

نتنياهو... النبي المنبوذ في «إسرائيل»

كل ما حذر منه بنيامين نتنياهو تحقق، لكن ذلك لم يحقق له أي مكسب في الحملة الانتخابية الإسرائيلية، لماذا؟

إنه الكلب الذي لم ينبح ليلا: موجة دعم نتنياهو لم تتحقق على أنقاض سياسات أرييل شارون الأمنية المنهارة.

لأنه، وكما حذر نتنياهو وغيره من المتشددين، فإن الانسحاب الأحادي من غزة الذي ضغط شارون لتحقيقه في العام الماضي، تبعته موجة جديدة من العنف.

وبدلا من أن يؤدي الانسحاب إلى اعتدال الموقف الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، تبعه فوز حركة المقاومة الإسلامية، (حماس)، التي لم تنضم إلى عملية أوسلو للسلام وتبقى ملتزمة بإزالة «إسرائيل».

وكأن ذلك لم يكن كافيا. تبدو إيران في مسار تصادمي، ليس فقط مع «إسرائيل»، بل أيضا مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب سعيها للحصول على أسلحة نووية.

وفاخر الرئيس الإيراني الجديد محمود أحمدي نجاد علنا بالدعوة إلى إزالة «إسرائيل» عن وجه الأرض.

لكن رئيس الوزراء السابق ووزير المالية الناجح في حكومة شارون، نتنياهو لم يستفد من أي ارتفاع في مستوى التأييد الشعبي له بسبب هذه التطورات التي كان قد حذر منها، على رغم أن تاريخه الأمني أفضل من أداء رئيس الوزراء بالوكالة إيهود أولميرت، الذي خلف شارون في تزعمه للائحة حزب كاديما الجديد.

وعلى رغم أن حكومة نتنياهو كانت تعرضت إلى انتقادات واسعة من اليمين واليسار على حد سواء، فإن سجلها الأمني يبدو أشبه بعصر ذهبي مقارنة بالكتلة التي سقطت على «إسرائيل» في الانتفاضة الثانية.

ولا يوجد تفسير واحد للأحجية، بل عدة تفاسير صغيرة.

وربما أكثرها أهمية: على رغم تهاوي النتائج الاستراتيجية المفترضة للانسحاب من غزة الذي قام به شارون، فإن انجازاته التكتيكية تستمر في حماية الشعب الإسرائيلي من مضاعفاته الفورية.

وأبلغ مدير جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي المعروف باسم شين بيت يوفال ديسكين الحكومة يوم الأحد الماضي أن موجة «الإرهاب» الجديدة التي توقعها نتنياهو تأخذ مداها.

لكن العائق الكبير الذي يمنع الانتحاريين الفلسطينيين من الوصول إلى «إسرائيل» هو السياج الأمني الذي شيده شارون، وهو في الحقيقة جدار أكثر ارتفاعا من جدار برلين الشهير.

وبما أن سياسات شارون الدفاعية تستمر في إثبات نجاحها، فإن أولميرت يستمر في الاستفادة من كونه خلفه المختار الذي كان لفترة طويلة مساعده الوفي، على عكس نتنياهو الذي كان دائما خصم شارون اللدود.

كما أن المؤسسة العسكرية - الأمنية الإسرائيلية، التي لطالما احترمت شارون وفضلته على نتنياهو، رصت صفوفها بهدوء وتحلقت حول أولميرت عندما أقعد المرض شارون.

وإذا استمر هذا التوجه، قد يضطر نتنياهو إلى تعزية نفسه بقبول دور النبي المنبوذ بين عشيرته. ووفقا للتوراة، شهدت «إسرائيل» الكثير من السوابق المماثلة

العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً