العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ

دعوات للحوار وأخرى لقطع العلاقة التامة بالدنمارك

واقع مقاطعة المنتجات الدنماركية في الشارع البحريني

تشير تقارير وكالات الأنباء أن الدنمارك خسرت صادراتها بسبب المقاطعة، فيما تتواصل الدعوات من كبريات المنظمات الإسلامية الدولية إلى الاحتجاج بشتى صوره السلمية لقطع العلاقة مع الدنمارك، وتتبنى منظمات أخرى فتح باب الحوار مع الدول الأوروبية لوضع تقنين لا يسمح بالتعدي على المذاهب ورموزها واعتبارها خطاً أحمر، ووسط هذه الدعوات للمقاطعة والحوار أجرينا هذا الاستطلاع في الشارع البحريني لنتعرف على واقع ما بعد المقاطعة.

من جانبه، يؤكد الرئيس التنفيذي لشركة بن محمود أسامة محمود الشركة المالكة لمخابز دلمون والمخبز البحريني والمخبز الفرنسي ومخبز المملكة، إذ يقول في حديثه إن الشركة بما لديها من كميات من المنتجات الدنماركية قمنا باستبدالها لأننا لا نريد أن نبيعها، وهي كميات بسيطة موجودة في المخازن واستبدلناها بأشياء أخرى من السوق المحلية.

لغاء شراء بضائع دنماركية تقدر بـ 60 ألف يورو

ويقدر أسامة مبالغ البضائع التي كانت ستستورد من الدنمارك على دفعات كل 3 أشهر بـ 60 ألف يورو، وتتمثل في متعلقات المخابز والكريمات والاجبان قمنا بإلغائها.

ويقول أسامة إنه وبعد الإساءة إلى الرسول ومعتقدات المسلمين، تكون المقاطعة واحدة من الدروس التي يجب أن تكون عبرة للذين يتكلمون بحرية التعبير ويسيئون للدين الإسلامي بالإرهاب، لأن هناك فرقاً بين حرية التعبير وبين الإساءة للمعتقدات، فهناك خطوط حمراء كما يقول المثل «تنتهي حريتك لما تبدأ حرية الآخرين» ولو كانت الهجمة على الصهاينة لقامت الدنيا وما قعدت.

المقاطعة رسالة موجهة لكل المسيئين

ويختتم المحمود حديثه والمقاطعة هي رسالة موجهة من الشعوب الإسلامية لكل من يتعدى حدوده ويسيء للمسلمين والإسلام ورموزهما، وواقع الشارع البحريني من عامة الناس متفاعلين مع مقاطعة المنتجات الدنماركية، وتبقى لنا مطالبة لوكلاء المنتجات الدنماركية ليتوقفوا من استيراد هذه المنتجات، ونطالب الحكومات أن يكون لها موقف كموقف حكومة المملكة العربية السعودية للمقاطعة، فلابد من حماية المقدسات فإننا كمسلمين لا نرضى بإهانة أية ديانة.

المقاطعة لا تحتاج لبيان أو رأي سياسي

وتشاركنا في الحديث رئيسة جمعية حماية المستهلك زينات المنصوري، إذ تقول إننا كجمعية أهلية تعنى بالدفاع عن مصالح المستهلك وحقوقه، دون أن تفرض عليه رأياً معيناً في أية مسألة سياسية، يأتي موضوع المقاطعة بأبعاد تتجاوز حدود وأهداف جمعية حماية المستهلك وهي تمس بدرجة أساسية المعتقدات الدينية للمسلمين في مملكة البحرين وفي هذا الصدد فإن جمعية حماية المستهلك تكرر ما تقوله دائماً بأن المستهلك هو الحلقة الأكثر قوة وقدرة على التأثير في العملية الاقتصادية.

وتواصل زينات اننا في الوقت الذي لم نخرج فيه ببيان يطالب المستهلك في المملكة بمقاطعة البضائع الدنماركية لأن ذلك يتعارض مع الأهداف المعلنة للجمعية، إلا أننا نقف احترما لكل مستهلك يعي واجباته ومسئولياته القومية والدينية ويجعلها في مرتبة لها الأولوية على حقوقه كمستهلك، إلا أن إرادة المستهلك في المقاطعة كانت إرادة شعبية تضامن فيها مع كل فئات المجتمع من تجار ومستهلكين.

الفئات الشبابية وواقع المقاطعة

من جهته، يؤكد لنا الطالب الجامعي سيدعلي هاشم أن الحالة الشبابية تتضح في توجهين الأول يتمثل في الحال السائدة من الاستنكار التام والرافض للمساس بمقام الرسول ويتضح من خلال التعبير بحرق الأعلام الدنماركية وحماس مقاطعة المنتجات الدنماركية.

ويواصل سيدعلي كلامه في أن الاتجاه الثاني يتمثل في أن هناك فئات شبابية بدأت تحاول أن تدرس الموضوع من جهة المسببات وهل أن هناك التباساً حاصلاً للغرب في شأن شخوص المسلمين ورموزهم تمثل في الحقد الغربي أو أن للخطاب الإسلامي أو الممارسة الإسلامية التي تتشدق بها مدارس التكفير شوهت التيار الإسلامي أو الصورة غير الرسمية له، فهذه الفئات الشبابية معظمها متفاعلة مع المقاطعة ودعت إليها باعتبارها الرسالة التي في يد المجتمع ولأن الفئة الشبابية شريحة من المجتمع.

ذات الرسول محفوظة بالإرادة الإلهية

وينوه رئيس مكتب الحج في وزارة الشئون الإسلامية الشيخ عبدالناصر عبدالله في حديثه لنا بقوله رب ضارة نافعة، فنحن كمسلمين نؤمن بأن ذات الرسول (ص) مقدسة ومحفوظة عند الله وبدليل أن الله أنزل عليه قوله تعالى «ورفعنا لك ذكرك»، فذكره مرفوع إلى يوم القيامة، وبالتعالي فإن أية محاولة للمساس بذات الرسول فهي محاولة فاشلة، ولكن هذه الحادثة أيقظت في الأمة صدق الولاء والمحبة للنبي (ص)، وأكدت أن المسلمين وإن غفلوا أحياناً إلا أنهم على استعداد تام للاجتماع والاعتصام بحبل الله سبحانه وتعالى.

ويشير عبدالناصر إلى أن ما عكسته الشواهد والوقائع في العالم بأسره بما في ذلك حال المسلمين في البحرين من قيامهم بتشكيل لجان وتنظيم فعاليات ومسيرات وحتى الشعارات الجميلة المعبرة التي رفعها المتظاهرون في مسيرات مناسبة عاشوراء هذه أيضاً عكست محبة المسلمين لرسولهم، فإننا وإن اختلفنا في مذاهبنا وتعددت مناهجنا وطرقنا فإننا متفقون جميعاً على أن ثوابت الإسلام لا تمس أبداً.

فرق الإنشاد البحرينية وواقع استنكار الإساءة

يعبر الناطق الإعلامي لفرقة الولاء للأناشيد الإسلامية حسين علي في حديثه لنا أن الفرقة لديها مشاركة في مهرجان حب المصطفى في الكويت الذي من المزمع تدشينه في مولد النبي (ص)، وستكون هذه المشاركة رداً منا على هذه الهجمة الموجهة ضد مقام الرسول وسنحاول أن نبين استياءنا كمسلمين ونرفع فيها استنكار الشارع البحريني الشديد ورفضه هذه الحملة الموجهة ضد الرسول والمسلمين، وسنعمل على إنتاجه في إصدار خاص، ونحن نقوم بالإعداد لمشروع جماهيري ولكن تنقصنا المادة إلى إنتاج عمل خاص في هذه الأيام.

ويختتم حسين حديثه لنا بإن كل الفرق البحرينية ينقصها التمويل المالي، ولكن لديها كل الحرص للإعداد لمهرجانات تنديدية أو أمسيات تدين هذه الهجمة، وأرى أن كل الفرق مستعدة لإنتاج عمل يرفض الهجمة ضد مقام الرسول لولا المعوقات المادية.

حرية التعبير مفهوم بالمفهوم الغربي

ويقول عادل الميمون إن قرار المقاطعة صار عفوياً وأتى كردة فعل تسببت بها صحيفة «دنماركية» يمينية وأرى أن الحكومة اليمينية لم تحسن التصرف في امتناع رئيس الوزراء الدنماركي عن استقبال السفراء المسلمين وتعبيره الذي يقول فيه إن هذا يدخل في نظام حرية التعبير، إن حرية التعبير في الغرب عموماً وخصوصاً في عموم الدول الاسكندنافية التي تعتبر حرية التعبير مفتوحة جداً، بالقياس لما حدث من الإساءة لمقام الرسول، ولكن في الوقت ذاته إن حرية التعبير مهما كانت جديدة ومنمقة وما إلى ذلك، لكن هناك حدود لابد أن لا تستغل بالإساءة إلى معتقدات الآخرين، وهذا المعنى يجب أن يطبق على الكل. ويواصل الميمون حديثه وبمعنى أنهم حينما يهينون الرسول الكريم لا ينبغي أن نماثلهم بالمثل، وهذا ما جعل الدول الأوروبية تستفز بقيامها بنشر الرسومات مرة أخرى كردة فعل على العمل العشوائي المتفرق الغير منظم الذي أقامه المسلمون.

ولكن أرى إنه لا المقاطعة لها تأثير ولا أسلوب حرق الأعلام والخروج للشوارع، ولكن أشدد أنني لست ضد هذه التحركات المنددة، ولكن إذا أردنا التأثير يجب ان نفكر في حلول نسترد بها كرامتنا ونمنع أن تحدث هذه الإساءة في المستقبل، إذ إن البرلمانيين في الدول الأوروبية عندما يقرون قانون يلتزمون به كحكومات ويتقيدون بتنفيذه، فالأفضل لحل هذه الأزمة أن تشكل وفود برلمانية خليجية وعربية إسلامية لزيارة البرلمان الأوروبي في بروكسل والقيام بزيارة للبرلمانين الدنماركيين لشرح أبعاد وخطورة هذه القضية وكيف أن مكانة المعتقدات الدينية مقدسة لدى كل الطوائف وللمسلمين، وأنها تعتبر خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها، ودعوة البرلمانيين الأوروبيين إلى إصدار تشريعات وقوانين تحترم وتدعو فيها إلى احترام الأديان الأخرى ورموزها لدى ممارسة حق حرية الرأي والتعبير

العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً