عمت العاصمة المصرية (القاهرة) وبقية أنحاء البلاد فرحة كبيرة واحتفالات مدوية بمجرد انطلاق صافرة الحكم التونسي مراد الدعمي معلنة فوز مصر على ساحل العاج 42 بركلات الترجيح في المباراة النهائية لكأس الأمم الإفريقية باستاد القاهرة أمس الأول (الجمعة).
وبمجرد انتهاء المباراة وتأكد فوز مصر باللقب الإقليمي للمرة الخامسة وهو رقم قياسي دوت في شوارع القاهرة الهتافات وأبواق السيارات والأعيرة النارية واحتشدت الآلاف من السيارات الخاصة والعامة في شوارع المدينة الكبيرة وقد ارتفعت من نوافذها أعلام مصر.
وأعرب لاعبو مصر عن سعادتهم الكبيرة بهذا الإنجاز الكبير. إذ قال حارس المرمى عصام الحضري: «إنها أجمل لحظة في حياتي أن نفوز بأقوى بطولة افريقية». وأضاف الحضري لـ «رويترز»،: «إنني سعيد للمشاركة في رسم الفرحة على وجوه 75 مليوناً مصرياً». وقد تصدى الحضري بنجاح لاثنتين من ركلات الترجيح ومن ثم فقد لعب دورا مباشرا في فوز فريقه باللقب. وألقى احمد حسن قميصه فور انتهاء المباراة على الجماهير.
قال احمد حسن لـ «رويترز»،: «وقعت تحت ضغط عصبي رهيب بعد إهداري ركلة الجزاء ودعوت الله أن نفوز بالبطولة من اجل الجماهير الغفيرة التي ساندتنا». وأضاف حسن: «لم اصدق نفسي أن البطولة في أحضاننا». وتوقفت الحركة في بعض مناطق القاهرة بعد أن احتشد ما يزيد عن 300 ألف مواطن بسياراتهم في الشوارع وأطلقوا أبواق السيارات ورفعوا أعلام مصر.
وقال نجم مصر حسام حسن الذي تسلم كأس البطولة من الرئيس حسني مبارك لـ «رويترز»،: «لم أكن أتصور أن نخرج من المباراة النهائية من دون تحقيق الفوز وإحراز لقب البطولة». وأضاف: «لا املك الآن التعبير عن شعوري سوى السجود لله».
قد يكون الستار أسدل على فعاليات بطولة كأس الأمم الإفريقية الخامسة والعشرين لكرة القدم (كروكونايل 2006 التي جرت في مصر من 20 يناير/ كانون الثاني الماضي إلى العاشر من فبراير/ شباط الجاري إلا أن أصداء هذه البطولة والحوادث التي شهدتها ستظل خالدة دائما في تاريخ كرة القدم الإفريقية.
ولعل أبرز ما شهدته هذه البطولة هو فوز المنتخب المصري باللقب الخامس لها في التاريخ لينفرد المنتخب المصري بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الإفريقي الذي كان يتقاسمه مع المنتخبين الغاني والكاميروني ولكل منهما الآن أربعة ألقاب ويأتيان في المركز الثاني خلف الفراعنة في عدد مرات الفوز باللقب.
ولا يختلف اثنان على أن المنتخب المصري لم يكن الأفضل فنيا أو بدنيا وربما خططيا أيضا في هذه البطولة، ولكنه نجح في تحقيق الفوز باللقب متفوقا على منتخبات أكثر منه قوة في جميع النواحي.
ومن المؤكد أن العنصر الذي رفع نسبة ترشيحات المنتخب المصري قبل بداية البطولة للمنافسة على اللقب كان هو العنصر نفسه الذي ساعد الفريق بقوة على تحقيق هذا الإنجاز التاريخي وهو عنصر الأرض والجمهور.
وأعادت البطولة الحياة إلى استاد القاهرة الذي غابت عنه المباريات قبل البطولة بنحو 18 شهرا نظرا إلى عملية الإصلاحات والتجديدات التي جرت في الاستاد قبل بداية البطولة. كما أعادت إلى المدرجات رونقها المفقود منذ سنوات طويلة، إذ اتسم التشجيع في البطولة بالمثالية ولذلك كانت الجماهير العنصر الأول في تحقيق الفوز باللقب الإفريقي الغالي.
العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ