أكدت رئيسة قسم الخدمات الاجتماعية في مستشفى الطب النفسي الاختصاصية بتول شبر أن العنف في المدارس أصبح ظاهرة عالمية، مضيفة «أن بعض حالات العنف تنطلق من المنزل، إذ إن الأبناء يلجأون إلى تقليد بعض الشخصيات وخصوصا الشخصيات التلفزيونية».

وأوضحت شبر أن المئات من الدراسات عن تأثير العنف بالتلفزيون على الأطفال والمراهقين وجدت أن الأطفال تصبح لديهم حصانة ومناعة ضد العنف والرعب، وأنهم يتقبلون تدريجيا العنف كطريقة لحل المشكلات، مشيرة إلى أن بعضهم يتوحد مع بعض الشخصيات سواء أكانت تلك الشخصية شخصية معتد أومعتدى عليه (ضحية العنف).

وأكدت أنه كلما زادت مشاهدة الطفل لمناظر العنف زاد مقدار العنف لديه، لافتة إلى أن الطفل يشاهد في بعض الأحيان برامج معينة يبدو فيها العنف منطقيا للمتفرج، إذ تتكرر مشاهد العنف على الطفل مراراً وتكراراً، بالإضافة إلى أن تلك المشاهد لا تكون نهايتها معاقبة القائم بالعنف ما يجعل الطفل يقلد المشهد الذي شاهده من العنف مع زملائه وأصدقائه في المدرسة، مشيرة إلى أن التأثير الذي يتركه العنف التلفزيوني على الطفل قد يكون تأثيراً فورياً أو ربما يطفو على السطح لاحقاً وبعد مرور السنين.

وتطرقت شبر إلى دور الوالدين في حماية أبنائهما من الإسراف في مشاهدة العنف في التلفزيون، ناصحة الوالدين بـ: الانتباه للبرامج التي يشاهدها الأطفال والجلوس معهم لمشاهدة بعض البرامج، ووضع حدود وقيود على كمية الوقت المهدر أمام التلفزيون، بالإضافة إلى التوضيح للأطفال أن المشاهد العنيفة التي تم عرضها لم تؤد إلى القتل... وما شابه، كذلك منع الأطفال من مشاهدة برامج مشهور عن أنها تحوي مشاهد عنيفة أو مناظر مؤذية وقبيحة مع تقديم تفسير لما هو خطأ في البرنامج، بالإضافة إلى انتقاد ورفض لقطات ومشاهد العنف حين ظهورها أمام الأطفال وتأكيد حقيقة أن مثل هذا السلوك ليس بأحسن الطرق لحل المشكلات، والتقليل من تأثير ضغط الأقران بين الأصدقاء وزملاء الدراسة وذلك بالاتصال بأهلهم وذويهم والاتفاق على غرس وتأكيد القوانين نفسها عن طول الوقت ونوع البرامج المسموح اللأطفال بمشاهدتها