العدد 1266 - الأربعاء 22 فبراير 2006م الموافق 23 محرم 1427هـ

انتشار للإنجليزية يهدد بريطانيا وأميركا اقتصادياً

أظهرت نتائج دراسة أن هيمنة اللغة الانجليزية كلغة اولى في العالم بدأت الآن في تقويض القدرة التنافسية لبريطانيا والولايات المتحدة بعد أن ظلت حتى وقت قريب ميزة للبلدين كليهما.

وذكرت الدراسة التي مولها المركزي البريطاني ان خريجي الجامعات الذين يتحدثون الانجليزية فقط «يواجهون مستقبلا اقتصاديا مظلما» مع تدفق المنافسين ممن يجيدون أكثر من لغة على سوق العمل من مختلف أرجاء المعمورة.

وتوصل التقرير الذي يحمل عنوان «الانجليزية مقبلة» إلى أن زيادة هائلة تحدث حاليا في أعداد من يتعلمون اللغة الانجليزية وأنه من المتوقع أن تصل الى ذروتها عند نحو ملياري شخص في العقد المقبل.

ويتعلم الانجليزية الآن أكثر من نصف التلاميذ في المدارس الابتدائية في الصين فيما يتجاوز عدد المتحدثين بالانجليزية في الهند والصين والذين يقدر عددهم نحو 500 مليون شخص اجمالي عدد المتحدثين الاصليين بالانجليزية في بقية العالم.

ويؤثر هؤلاء الذين يجيدون أكثر من لغة والشركات التي توظفهم بشكل كبير على المزايا التنافسية لمنافسيهم الذين يجيدون لغة واحدة فقط بما في ذلك فهم الثقافات المختلفة وهو أمر حيوي في عالم يواجه عولمة متسارعة. وقال واضع التقرير والاستشاري اللغوي ديفيد جرادول: «الميزة التنافسية للتحدث بالانجليزية آخذة في الزوال. حالما يتحدث الجميع بالانجليزية يمكن الحفاظ على التفوق فقط عن طريق امتلاك شيء آخر... مهارات أخرى مثل التحدث بعدة لغات».

واضاف قائلا لـ «رويترز» أمس الأول الثلثاء «على مستوى الشركات... تمتع اقتصادا المملكة المتحدة والولايات المتحدة بميزة كبيرة لوجود الكثيرين من المتحدثين بالانجليزية في بقية أنحاء العالم».

وتابع قائلا: «يمكنهم نقل الوظائف الى الهند على سبيل المثال ما يسمح لهم بتقليص الكلف وتعزيز النمو».

لكن جرادول قال ان أضرارا قد تلحق بالشركات الاميركية والبريطانية اذا ظلت أحادية اللغة. فالشركات في البلدان الاخرى يمكنها استخدام الاساليب نفسها لخفض الكلف. ويمكن لهؤلاء المنافسين الاجانب أيضا أن يمارسوا التجارة ويحصلوا على طلبيات التوريد بلغات أخرى.

وقال: «نعلم من اتحادات التجارة ان الشركات البريطانية الصغيرة والمتوسطة تخسر الكثير من الاعمال نظرا لعدم قدرتها حتى على الرد على مكالمات هاتفية من الخارج». وأضاف قائلا «لا تصل المكالمة الى الشخص المناسب لان العاملين في على اجهزة الاتصالات بالشركات لا يجيدون اللغات المطلوبة». وقال جرادول ان 30 في المئة من البريطانيين يتحدثون لغة أخرى الى جانب الانجليزية لكن بالنسبة إلى نصفهم تكون تلك اللغة الثانية هي لغتهم الاصلية.

وتظهر أرقام من الاتحاد الأميركي للغة الحديثة ان 22 في المئة من السكان في الولايات المتحدة يتحدثون لغة أخرى الى جانب الانجليزية هي الاسبانية غالبا وأن الكثيرين من هؤلاء يعتبرون الاسبانية لغتهم الاولى.

ويرى جرادول ان التعليم الجامعي في بريطانيا ربما يعاني فعلاً من كونه أحادي اللغة.

وقال ان أعداد الطلاب الاجانب والصينيين منهم بوجه خاص، المنضمين الى الجامعات البريطانية آخذة في التراجع مع عرض الكليات في أجزاء أخرى من العالم برامج تعليمية باللغة الانجليزية بتكلفة أقل. وذكر التقرير ان تعليم اللغة الانجليزية يجلب لبريطانيا 1,3 مليار جنيه استرليني (2.27 مليار دولار) بشكل مباشر فيما تدر الصادرات الأخرى المرتبطة بالتعليم 10 مليارات جنيه أخرى سنويا.

العدد 1266 - الأربعاء 22 فبراير 2006م الموافق 23 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً