ذكر عضو مؤسسة مفاتيح السعادة الزوجية بدولة الكويت أسعد خريبط في ندوة أقيمت مساء الثلثاء الماضي ضمن مهرجان الملاعطية الأول بعنوان: «مفاتيح الحياة الزوجية» أن «الزواج يحقق أهدافاً عدة منها التعفف، واستمرار النوع البشري كما أن من أهداف الزواج تكوين الأسرة وتهيئة السعادة للزوجين والبعد عن الأمراض الجسمية والنفسية»، مستعرضاً بعد ذلك حالات الطلاق والنسب المئوية لها، مشيراً إلى أن «الإحصاءات في دولة الكويت توضح أن 80 في المئة من حالات الانحراف بين الأحداث هي بسبب الطلاق، التي تبلغ نسبته في البحرين نحو 35 في المئة وكذلك في دول الخليج العربية، وتحصل 67 في المئة من حالات الطلاق في السنوات الخمس الأولى بينما تقع 29 في المئة منها في السنة الأولى للزواج».
وانتقل خريبط بعد ذلك لتناول المحور الثاني في ورقته وهو «اختيار الشريك»، موضحاً أن «اختيار الشريك ليس بالأمر السهل وخصوصاً بعد تعقد الحياة، والاختيار مهم جداً لأن الزواج لحياة مستمرة إلى الأبد كما أنه من الضرورة الاختيار بعقلانية والابتعاد عن العواطف وألا يكون الاختيار على أساس المصلحة»، مشيراً إلى أن «المال ليس شرطاً في نجاح العلاقات الإنسانية فهو يلعب دوراً في تغطية حاجات الإنسان»، مردفاً «إن الدراسات أثبتت أن السبب الأول للطلاق في الكويت هو سوء الاختيار وأن المال يشكل السبب الخامس من حيث الأهمية في حالات الطلاق».
منوهاً إلى أنه «لابد أن يكون الاختيار قائماً على أساس معرفة التكوين الروحي والنفسي والفكري والثقافي للطرف الآخر بالإضافة إلى معرفة مدى التوافق في المبادئ والقيم والاتجاهات»، متناولاً الحب والآثار المترتبة عليه، موضحاً أن «حسن الاختيار لا يتحقق بالحب وحده فلابد من عقلنة المشاعر لمعرفة إيجابيات وسلبيات كل طرف، كما أن الحب يطمس العيوب والحب الحقيقي يتحقق عندما يريد كل طرف الأمان والسعادة للطرف الآخر، ويزيد من الحب بين الطرفين حال التوافق الجنسي بينهما»، مردفاً أن «الدراسات تشير إلى أن أكبر نسبة طلاق تقع في الزيجات التي بنيت على حب سابق أو علاقة مسبقة». مستعرضاً بعض الأحاديث النبوية التي حددت بعض ميزات الطرف الآخر.
وكان المحور الثالث في ورقة خريبط هو الرباط بين الزوجين الذي يتكون من «رباط الحقوق والواجبات ورباط الأخلاق والقيم»، كما تحدث في محوره الرابع عن «أهمية الحوار والتواصل بين الزوجين لأنه يوجد الكثير من الحقائق والأمور التي لابد من معرفتها»، مستعرضاً عوامل نجاح وتدعيم الحياة الزوجية التي لخصها في «إبداء الاحترام للطرف الآخر، والتسامح وعدم التعامل مع عيوب الطرف الآخر بالانتقاد والاتهام، ولابد أن يكون الشجار بينهما في غرف مغلقة وبصوت منغلق والحذر من أصدقاء وأقرباء السوء، كما أن للإنفاق بقدر الموارد وتفهم الزوجة لظروف الزوج المادية دوراً فعالاً في ذلك، وكذلك كتم الأسرار ومنع التدخلات والابتعاد عن الجدال والنية الصادقة في العلاقة».
وفي المحور الخامس استعرض خريبط الزواج الناجح من الجانب النفسي وأما في المحور السادس فقد تناول العلاقة الجنسية بين الزوجين، متحدثاً عن عوائق الزواج الناجح، وانتقل بعد ذلك إلى مناقشة بعض التوصيات التي يرى أنه لابد من العمل بها، ومن هذه التوصيات «ضرورة إقامة ورشات عمل للمقبلين على الزواج وكذلك لأولياء الأمور للمساعدة في إعداد أبنائهم للحياة الزوجية، إقامة مؤتمرات ومحاضرات وندوات للتوعية بالحياة الزوجية، سن قوانين لصالح الأسرة وإدخال موضوعات في المناهج لتأهيلها، بالإضافة إلى نشر الوعي الاقتصادي للأسرة».
وتحدث خريبط عن قيام دولة الكويت بتقديم مساعدة زواج إلى الكويتين مقدارها 4000 دينار كويتي، منها 2000 دينار هبة، و2000 دينار قرض، سائلاً عن نوع المساعدة الحكومية للمتزوجين في البحرين ما جعل القاعة تضج بالضحك، ورد بعض الحاضرين بتهكّم: «يأخذون من عندنا ما يعطونا».
وقالت الباحثة الكويتية ليلى عبدالهادي المحميد «إن الحلول التي تقدمها لطريقة التعامل بين الآباء والأمهات ليست نظرية بل قائمة على أساس التجربة، وورش عمل أقيمت لأسر كبيرة ذات مشكلات كثيرة كما أن هذه الحلول تناسب جميع الأسر». جاء ذلك على هامش الندوة التي أقيمت صباح الأربعاء الماضي في صالة مدرسة بوري الابتدائية للبنات ضمن مهرجان الملاعطية.
وعما إذا كان الأبناء في سن المراهقة يبحثون عن أي شخص غير الأبوين، ذكرت المحميد «إن الأبناء والبنات لا يبحثون عن غير الآباء والأمهات. المراهق يبحث عن الصداقة كما أن السن التي يعيش فيها المراهقون هي سن المؤاخاة. ووصية الرسول (ص) بأن يكون الابن في هذه السن شريكاً ومتحملاً للمسئولية وهذا ما يبحث عنه الأبناء كما أن طبيعة مرحلتهم تتميز بالانفعالات الحادة وإذا قاموا بذلك فإنهم يخرجون عن حالتهم الطبيعية»، مؤكدة أن «لديهم القدرة الكبيرة على استقبال الخير كما أنهم يحبون الفضائل ويستاؤون من الممارسات الخاطئة عند البعض».
وكانت المحميد قدمت خلال الندوة ورقة بعنوان: «كلمهم بحب يفعلوا ما تحب»، مشيرة في ورقتها إلى أنه «لابد للوالدين من فصل المتاعب التي يتسبب بها أطفالهم عن التعامل معهم، كما أنه لابد لهم من أن يفهموا أن الأبناء زينة الحياة الدنيا»، موضحة «لابد لنا من أن نوجه إلى أنفسنا أسئلة عدة لنصل إلى المتعة في تربيتهم، فيجب أن يسأل الوالدان نفسيهما لو كنا في سن أبنائنا ماذا نريد؟ وما هو الشيء الذي يريحنا؟ وما هو الشيء الذي يزعجنا؟».
وأضافت المحميد أن «الفرصة مازالت أمام جميع الآباء والأمهات لتغيير علاقتهم بأبنائهم وذلك عن طريق 3 وسائل هي التفاهم والحوار معهم واحترام شخصياتهم المستقلة وقبولهم كما هم، ونستنتج من ذلك أننا لكي نصل إليهم فلابد من مصادقتهم»، مشيرة إلى أن «السبب الأول وراء فشل الحوار بين الوالدين وأبنائهما هو عدم الإصغاء والانشغال عنهم، كما أن الاستماع باهتمام للطفل يوصل إليه رسالة بأن الوالدين يتفهمان حاجاتهم ويحترمين شخصياتهم»، موضحة أن «الحوار الناجح مع الأبناء شجعهم على الالتزام بما يفرض عليهم، ويوصل إليهم القناعة التي تعمق الفكرة».
واستعرضت المحميد إشارات المحبة من الوالدين وهي «الاحتضان العادي والجانبي، والتقبيل، والتربيت على الكتف ومسك اليد بحنان»، كما تناولت الطرق التي تساعد على تقبل شعور الأبناء في حال انزعاجهم.
إلى ذلك، أشادت كل من مديرة مدرسة بوري الابتدائية للبنات رباب رحمة والمديرة المساعدة صغرى أحمد بالتعاون القائم بين مؤسسات بوري ممثلة في صندوق بوري الخيري ومركز بوري الثقافي واللجنة الثقافية بمأتم الإمام الباقر (ع) والمدرسة، وذلك لتنظيم فعاليات عدة تخدم الطالبات في المدرسة بالإضافة إلى أولياء الأمور. من جهتهم، شكر منظمو مهرجان الملاعطية الجمري مديرة مدرسة بوري الابتدائية للبنات رباب رحمة على تعاونها الكبير وتذليلها المصاعب أمام إقامة الندوات لطلبة وطالبات مدرستي بوري الابتدائيتين للبنات والبنين
العدد 1274 - الخميس 02 مارس 2006م الموافق 01 صفر 1427هـ