رجل الأعمال البحريني جميل أمين وفا فلسطيني المنشأ وجاء إلى البحرين العام 1971 وشرع في إدارة نشاطات «مجموعة يونيتاك» بالإضافة إلى ضلوعه المباشر في عدد من الأنشطة الاقتصادية البحرينية، لاسيما تلك المرتبطة بالسياحة والترويج للبحرين. «الوسط» التقت وفا واستعرضت معه عدداً من القضايا، وهذا نص اللقاء.

إلى أين يتجه القطاع السياحي في البحرين؟

- تعتبر السياحة في أغلب دول العالم مصدراً أساسياً لزيادة الدخل القومي، بل ان بعض الدول تعتمد اعتمادا كليا عليها. وبنظرة بسيطة إلى دول مثل فرنسا واسبانيا وانجلترا نجد أن الدخل الرئيسي لهم يأتي من السياحة، ونحن في البحرين نملك مميزات سياحية جيدة بإمكاننا تطويرها وجعلها معلماً سياحياً مهماً مثل قطاع الآثار وغيره، ولكن للأسف نفتقد التنظيم والإدارة الصحيحة لهذا المرفق المهم.

هيئة للسياحة

إن ما نحتاجه حالياً هو وجود هيئة متخصصة للسياحة تعمل للتنسيق بين مختلف الدوائر المعنية بهذا المرفق. وأتذكر جيداً دعوتي لوزير الإعلام السابق طارق المؤيد لإنشاء مجلس أعلى للسياحة والذي تحقق فعلاً، إذ تأسس المجلس العام 1985، مشيرا إلى أن ذلك موثق في الصحيفة الرسمية.

كان المجلس مؤلـفاً من ممثلين عن مكاتب سفر وخطوط طيران والفنادق والبلدية والمطار والإعلام. وكنا نجتمع شهريا ونتباحث في أمور السياحة والمشكلات التي تعترض هذا المجال المهم للبحرين وكان طارق المؤيد بصفته رئيس مجلس السياحة كان يتخذ قرارات سريعة وينسق بين مختلف الجهات المعنية.

بوفاة طارق المؤيد تسلم محمد المطوع وزارة الإعلام ومن لحظتها (ومع تقديري للأخ محمد المطوع) تعرض قطاع السياحة للكثير من العوائق والصعاب ذلك لأن السياحة ليست مهنته وليست من اختصاصه.

أما وزير الإعلام الحالي محمد عبدالغفار مع تقديري واحترامي الكبير له ومعرفتي به منذ عمله في الأمم المتحدة في نيويورك لكنه وبصدق ليس عنده أية خبرة في السياحة. ثانيا من الصعب الجمع بين الشئون الخارجية والسياحة والإعلام.

وسأل وفا عن الفنادق وكيف تعيش؟ نعم هي تقدم السكن المريح كالغرف والأطعمة الجيدة والمرافق الصحية والترفيه، ولكن هناك ترفيهاً بأسلوب فني وهناك ترفيه هابط جداً وهذا يمكن السيطرة عليه بالمراقبة الحذرة. ولكن يجب ألا يصل الأمر إلى حد منع حفلة غنائية راقية لا يوجد فيها ما يستدعي المنع! ولكن ما نجده الآن إن بعض الإخوة الأفاضل في البرلمان ليست عندهم خلفية تامة عن مهمات السياحة إلا من الناحية الدينية، ولكن بعضهم يطلقون تصريحات كمنع هذه الحفلة أو تلك... لماذا؟

هل من المعقول مثلا أن تمنع نانسي عجرم من الحضور للبحرين وفي الكويت تعطى وساماً؟! أليس كلنا أعضاء في مجلس التعاون؟ وكذلك هيفاء وهبي التي قد تكون من أكثر الممثلات المغنيات إثارة يحضر حفلها الذي أقامته حديثاً في سلطنة عمان ما يزيد على 250 ألف شخص!

وقال ما حصل لمطعم «تياترو» مثال على ما يحصل للسياحة لدينا، إذ اتفق صاحب المطعم مع المطرب إيهاب توفيق ومع الأوركسترا بمبلغ باهظ جداً حتى يحيي ليلة واحده لزبائن المطعم، ثم يأتي قرار بمنع إقامة الحفلة فليس من المعقول أن يقوم مسئول من الجهات الرسمية بالاتصال بوزارة الإعلام يطلب فيه إيقاف الحفل.

إننا في البحرين لدينا الخبرة منذ سنوات طويلة في المجال السياحي ومن الغريب أن تصبح دول الجوار أفضل منا لأن خبرتنا الطويلة وطبيعة مجتمعنا المنفتح وثقافتنا هو ما يميزنا في البحرين.

شركات الطيران الدولية في السابق لم تكن تحـاط إلا في مطار البحرين الدولي وكان المسافرون من جميع المناطق الخليجية عندما يرغبون في السفر إلى لندن أو باريس أو غيرها يأتون للبحرين في طائرات صغيرة ومن ثم يحولون على طائرات كبيرة إلى وجهاتهم لوجود خطوط الطيران العالمية في البحرين. كذلك الحال في مجال الاتصالات الذي لم يكن معروفاً أو متطوراً إلا في البحرين حيث كانت الاتصالات الخليجية إلى الدول الغربية تتم عبر البحرين.

ويسأل: لماذا تراجعنا عن دول المنطقة حتى في التعليم فقد كانت البحرين يعرفها الجميع؟ في مجال التعليم حتى الكثير من أبناء الكويت المرموقين درسوا في البحرين، وكذلك العمل أو التسـوق كانوا يتوجهون إلى البحرين للاستفادة من الجودة وخبرات العاملين في البلاد، ولكن وللأسف الشديد تراجعنا حتى في هذا المجال!

أنا اعتبر نفسي ابن الخليج، إذ كنت مقيماً في الكويت منذ أن كان عمري 17 عاماً وأقيم في البحرين منذ 35 سنة. وعلى هذا أشعر تماماً بأنني ابن هذه الأرض التي تربيت عليها وشربت من مائها بغض النظر عما يعتقده الغير!

وقال إن الحل الصحيح للوضع السياحي هو إنشاء هيئة مستقلة والإسراع على قيامها على أن تكون تابعة لمجلس التنمية الاقتصادي وليست لوزارة الإعلام، فمجلس التنمية حاليا يقوم بنشاط جيد يشمل الكثير من الحوافز لتنمية البحرين اقتصاديا ورياضيا، على أن تضم الهيئة كل الجهات المعنية بالسياحة سواء مكاتب السفر والطيران الوطني والعالمي والفنادق والطيران المدني والبلدية والأشغال وغيرها مثلما عملنا منذ سنوات طويلة أيام طارق المؤيد ويكون فيه تعاون بين هذه الهيئة والبرلمان لتوضيح جميع الأمور والوصول إلى تقارب، إذ ان تبادل الآراء والحوار مهم جداً.

وقال انني اقترح أنه حين تقوم الفنادق مثلا بإقامة حفلات فنية، يجب أن تكافأ هذه الفنادق بإعطائها تسهيلات وتخفيضات نتيجة إقامة هذه البرامج والأنشطة، يأتي ذلك تشجيعاً من الدولة لأن هذا في نهاية الأمر يعود إلى مصلحة البلاد وذلك بدعمهم لتطوير السياحة في البلاد.

واوضح ان سوق البحرين صغيرة والزوار المقبلين مع الخليج ليسو سياحاً بالمعنى الحقيقي لان هؤلاء يأتون لزيارة أهاليهم وأصدقائهم ليس أكثر. السائح بالمعنى الصحيح هو من يأتي بقصد التعرف على البلد ومعرفة حضارته والاستمتاع بما تشتهر به من تراث وتسهيلات سياحية ومرافق يستمتع بها. إن ما نفتقده هو قدوم السياح الأوروبيين وخصوصاً من أوروبا بقصد السياحة. وبمقارنة بسيطة مع دول الجوار مثل دولة الإمارات العربية المتحدة نجد ان اسم دبي معروف دولياً وبأحرف بارزة على الخريطة السياحية وتعتبر وجهة مهمة من الواجهات السياحية وتجد اسمها في كل المجلات والإصدارات والمعارض والبرامج الخاصة بالسياحة في العالم. وبدأت قطر وبكثافة تأخذ نصيبها وتطوير مرافقها السياحية في المنطقة.

معرض السفر الدولي

البحرين ستستضيف في مايو/ آذار معرض البحرين الدولي للسفر والسياحة للمرة الثانية؟

- نعم هذا هو المعرض السياحي الثاني وسيقام في الفترة من 9 إلى 11 مايو المقبل بمركز البحرين الدولي للمعارض مشيرا إلى ان المجموعة تعكف حاليا على الاستعداد له، اذ سيقام هذا المعرض الذي تنظمة (مجموعة يونيتاك) بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادي.

وذكر ان التوقعات للمعرض المقبل ازدياد عدد زواره إلى نحو 25 ألف شخص وخصوصاً ان عدد الذين سيشاركون بلغ حتى الآن نحو 71 مشاركاً في الوقت الذي كان مجموع عددهم في المعرض الذي اقيم العام الماضي 2005 في فندق الخليج نحو 31 مشاركاً فقط. كما بلغ عدد الحضور 12 ألف زائر منهم 25 في المئة من دول الخليج.

وأوضح ان المعرض يشكل منعطفاً مهماً في تطور نمو قطاع السياحة في البحرين والمنطقة اذ يعمل المعرض على فتح مجالات جديدة وفرص سياحية امام المستثمرين وخصوصاً ان عدد الشركات التي ستشارك هذا العام ارتفع عن العام الماضي بصورة ملحوظة حتى الان.

وقال ان من ضمن الاهداف كذلك تشجيع السياحة وتأكيد الحرص على وضع المستهلك مع صاحب البضاعة في القطاع السياحي من دون وسيط في مباحثات تتم بصورة مباشرة للاتفاق على صفقات بينهم.

وأوضح قائلا: «جاءت فكرة إقامة المعرض بناء على وجود المعرض الدولي للسفر في دبي، كان الاتفاق الأساسي بأن تستضيفه البحرين عاماً ودبي عاماً آخر وهكذا وللأسف عندما جاء الدور على البحرين لتنظم المعرض العالمي فشلنا، إذ لم تكن الترتيبات والتنظيم والاستعداد له بالصورة المناسبة. لذلك «دبي» أخذت الفرصة واستفادت منها وأصبح ولي عهد دبي حينئذ يحرص بنفسه على افتتاح وحضور المعرض سنوياً ويتفقد الأجنحة مما أعطى المعرض وزناً وثقلاً».

وقال لهذا حاولت مرة أخرى تنظيم معرض البحرين الدولي للسفر والسياحة (ةش) ولمدة ثلاثة أيام مباشرة بعد معرض السياحة في دبي وذلك للاستفادة من هذا الحدث العالمي حتى يمكن ضمان الأشخاص الذين تمكنوا من حضور معرض دبي الحضور لمعرض البحرين.

واشار حينها قابلت وزير الإعلام محمد عبدالغفار حين طلبت أن يخاطب الجهات الرسمية العليا لرعاية معرض البحرين الدولي بعد معرض دبي فرحب بالجهود وأشار أن يكون الاتصال مع سمو ولي العهد صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة. وفعلاً أشاد سمو ولي العهد بهذه الفكرة قائلاً «توكلوا على الله» وهذا كان اكبر تشجيع لنا لإقامة المعرض.

باعتقادك ما هي أفضل السبل للترويج لمطار البحرين؟

- هذه من مسئولية الطيران المدني لوجود دائرة مختصة للترويج والتسويق ولكن أنا أجد حاليا ترويج المطار أصعب من السابق. ويجب على الدائرة تكثيف جهودها في هذا المجال.

واضاف أن شركات الطيران عندما تقرر التوجه إلى أية دولة واستعمال مطاراتها تهتم بالدرجة الأولى إلى وجود عدد كافٍ من ركاب تتمكن من نقلهم، موضحا أن شركات الطيران مثل الفرنسية والسنغافورية والسويسرية وغيرها قد باشرت تسيير رحلاتها إلى مطار البحرين الدولي ولكن للأسف لم تجد أعداد ركاب جيدة لذلك سرعان ما بحثت هذه الشركات عن مواقع أخرى مثل السعودية نظرا إلى وجود أكثر من مليون فلبيني وآسيوي. كما أن المقيمين في البحرين وبعض دول الجوار يزيدون عن مئتي ألف فلبيني يتجهون إلى مطارات مثل دبي أو الدوحة عند سفرهم لبلادهم.

وذكر الآن أصبح التناحر بين دبي وقطر وأبوظبي، لذلك إذا لم نسرع للـحاق بدول المنطقة فسوف لن نواكب التطور وسنبقى متأخرين.