ربما أن الشمس تشرق الآن على موفري خدمة الانترنت والهواتف المحمولة في مختلف أرجاء المعمورة لكن في المقابل تتراجع خدمات الخطوط الثابتة فيما تزيد عمليات تحرير السوق في الاتحاد الاوروبي من معاناة الشركات الاحتكارية التي توفر خدمة الهاتف التقليدي.
ولا تظهر منتجات الهواتف التقليدية للمنازل والمكاتب بالمعرض الدولي السنوي للالكترونيات (سيبت) بمدينة هانوفر االالمانية أية قفزات كبرى فيما يعكس الطريق التي تحول بها استخدام الجمهور للهواتف. فلم يعد قسم كبير من الشباب في مختلف أنحاء العالم يهتم بتبادل أرقام الهواتف المنزلية واكتفوا بالهواتف المحمولة. بل ان مستخدمي الهواتف سواء في الشركات أو في المنازل الذين تؤرقهم مسألة كلفة المكالمة الهاتفية صاروا يتجهون زرافات زرافات إلى استخدام شبكة الانترنت لإجراء مكالماتهم الهاتفية عبرها. فمستخدمو خدمة الهواتف عبر الشبكة الدولية يدفعون رسوم الخدمة لقاء مبلغ ثابت شهريا وبغض النظر عن عدد المكالمات. وفي ألمانيا صاحبة اكبر اقتصاد في أوروبا يوضح حجم أعمال قطاع الاتصالات العام 2005 القصة بوضوح. فقد أعلن اتحاد صناعة الاتصالات والكمبيوتر الالماني (بيتكوم) أن حجم المبيعات الكلي زاد بنسبة 2,6 في المئة ليرتفع إلى 134 مليار يورو وهي نسبة نمو تعادل ضعف نسبة نمو الاقتصاد الالماني. بيد أن عنصر الاتصالات الثابتة في هذا الرقم انخفض بنسبة 3 في المئة، إذ تواصل المنافسة بين الشركات موفرة الخدمة الاسهام في خفض الأسعار. وفي المقابل يواصل عائد المكالمات عبر الهواتف المحمولة في المانيا الانخفاض أيضا إذ وصلت مبيعات الهواتف المحمولة إلى نقطة التشبع حسبما يشير الرئيس التنفيذي لبيتكوم بيرنهارد روهليدر. ولذلك فإنه حتى الشركات التي تقدم الخدمة المزدوجة (محمول وارضي ) صارت تعاني تراجعا
العدد 1277 - الأحد 05 مارس 2006م الموافق 04 صفر 1427هـ