اكد وزير الدولة رئيس الهيئة الوطنية للنفط والغاز عبدالحسين ميرزا ان الهيئة ستدعو خلال الايام المقبلة شركات نفطية عالمية إلى دراسة المعلومات الجيولوجية والجيوفيزيائية المتوافرة لآبار النفط والغاز المختلفة بهدف تقديم عطاءاتها للتنقيب عن النفط في مناطق بحرية.
واضاف ان مملكة البحرين متمثلة في شركة نفط البحرين(بابكو) وقعت اتفاقاً نفطياً مع شركة PTTEP التايلندية لدراسة المعلومات الجيولوجية والجيوفيزيائية.
واوضح ان الهيئة وبالتشاور مع شركة نفط البحرين تدرس الخيارات المتاحة فيما يتعلق ببرامج الاستكشاف والتنقيب للوصول الى الخيار العملي الانسب من خلال دعوة شركة عالمية واحدة او تجمع لشركات عالمية او اعادة النظر في التوزيع الحالي لقواطع التنقيب البحرية او دعوة شركات ذات تقنيات عالمية حديثة للوصول الى النتيجة الايجابية من خلال تحديد الخيار الانسب، مؤكدا ان الجهود مستمرة حاليا في تنفيد البرامج السنوية للحفر والتطوير، اذ تقوم (بابكو) بحفر آبار نفطية استكشافية ومشروعات لحفر ابار غازية في طبقة الخف وتهدف هذه المشروعات الى زيادة كمية الغاز المنتج من طبقة الخف لتلبية الطلب المتزايد على الغاز المستخدم في محطات توليد الكهرباء والمرافق الصناعية الرئيسية في المملكة.
واشار الوزير ميرزا إلى ان المهمات الاساسية للهيئة هي اقتراح وتنفيذ السياسات العامة المتعلقة بالنفط والغاز ودراسة الخيارات الاستراتيجية وكذلك اجراء الاتصالات والمفاوضات داخل وخارج البحرين من اجل تعزيز البرامج الاستكشافية والتنقيب عن النفط.
ترتيب بيت الهيئة الداخلي
وقال ان اولويات الهيئة الوطنية للنفط والغاز في هذه المرحلة تتمثل في اعادة ترتيب البيت الداخلي لها من خلال اعداد الهياكل الادارية والتشريعية والقانونية والمالية المنظمة لعمل الهيئة باعتبار ان ذلك يمثل البنية التحتية الاساسية لنجاح عمل الهيئة بالاضافة الى تحديد الاهداف والقيم والرؤية المستقبلية، موكدا ان الهيئة انجزت وبتعاون الجميع الجزء الاهم من هذه المهمة ما يساعد على التفرغ للتعامل مع الاولويات الكبيرة والمتعلقة بتكثيف برامج التنقيب عن النفط والغاز في المناطق البرية والبحرية من اجل رفع معدلات الانتاج وبناء احتياطات استراتيجية اضافية من الغاز لاحتياجات توليد الطاقة والصناعة.
وردا على سؤال بشأن خطط الهيئة لتوفير الغاز الطبيعي لدعم برامج التنمية الاقتصادية والصناعية في المملكة، اجاب وزير الدولة ورئيس الهيئة الوطنية للنفط والغاز قائلا «كما تعلمون فان التعامل مع مسالة توفير الغاز، الطبيعي لاستخدامات توليد الطاقة وكذلك للاستخدامات الصناعية هناك خياران، فأما الأول فيتمثل بالعمل على زيادة الطاقة الانتاجية من حقل البحرين عن طريق حفر آبار جديدة، منوها الى ان شركة بابكو تقوم حاليا بحفر عدد من الابار لهذا الغرض. اما الخيار الاخر فهو البحث عن مصادر خارجية من دول قريبة). وقال يعتبر الغاز مصدر من مصادر الطاقة الرئيسية في العالم وتقوم عدة صناعات اساسية مثل صناعة التروكيماويات وصناعة الاسمدة وصناعة الالمنيوم وتوليد الطاقة وهو الاساس في العملية التشغيلية.
واضاف الرئيس قائلا لايخفى عليكم ان المملكة لديها صناعات متطورة في قطاعي الالمنيوم والبتروكيماويات لذلك فان استيراد الغاز الطبيعي من الدول القريبة سيسهم بدور فعال في توسعة الصناعات القائمة، فضلا عن اقامة صناعات جديدة في عدة قطاعات تساعد على جذب مزيد من الاستثمارات الخارجية بما ينعكس على نمو الاقتصاد الوطني في مملكة البحرين.
التوسع في الصناعات التحويلية
واشار إلى ان توجهات المملكة في الحصول على الغاز من مصادر قريبة جغرافيا تهدف الى تلبية الاحتياجات الراهنة والمستقبلية من الطاقة اللازمة لاغراض التنمية الصناعية والتوسع في الصناعات التحويلية وتوليد الطاقة وغيرها. كما ان هذه التوجهات تعكس بعداً استراتيجياً يتمثل في أهمية المحافظة على احتياطيات الغاز من حقل البحرين من أجل الاغراض الاستراتيجية.
وقال، دأبت حكومة البحرين بالسعي نحو الاستغلال الامثل للثروات فهي تضع الخطط والبرامج للمحافظة على مستويات انتاج النفط والغاز في البحرين اذ يتم تخصيص كمية من الغاز الطبيعي الذي يتم انتاجة محليا لاعادة حقن آبار النفط من أجل المحافظة على مستويات الانتاج وعلى الثروة النفطية الوطنية. وذكر ان الهيئة الوطنية للنفط والغاز بصدد وضع برنامج المحافظة على الطاقة في جميع محطات الطاقة الحكومية والتابعة للشركات الخاصة وذلك من خلال برنامج للمحافظة على الطاقة تشارك فيه جميع الوزارات والهيئات الحكومية والشركات الصناعية.
مشروعات تطوير بالملايين
واوضح انه في اطار الاهتمام بتطوير موارد الثروة النفطية شرعت مملكة البحرين في تحديث مصفاة البحرين التي تعد اقدم واول مصفاة في المنطقة لزيادة قدرتها التنافسية وجعلها مطابقة للانظمة والاشتراطات البيئية الدولية.
وقال ميرزا وقعت شركة نفط البحرين بابكو خلال العام الماضي اتفاقية لتمويل الاستثمار الاستراتيجي وذلك بأكثر من مليار دولار، إذ سيمكنها من تطوير وتنويع منتجاتها بما يتلاءم مع المواصفات مع المواصفات الفنية من أجل المنافسة في السوق العالمية وتمويل المشروعات التي تنفذها الشركة ومن اهمها مشروع الديزل منخفض الكبريت والذي تبلغ كلفته الاجمالية 685 مليون دولار وكذلك مشروع تحديث المعدات والاجهزة الدقيقة وايضا مشروع ازالة الكبريت من غاز المصفاة الذي تبلغ كلفته الاجمالية نحو 140 مليون دولار بالاضافة الى مشروعات استراتيجية اخرى مثل توقيع اتفاق مع شركة «نيست اويل» لاقامة معمل لصناعة زيوت التشحيم الاساسية في البحرين اذ تبلغ القيمة المتوقعه للمشروع نحو 175 مليون دولار منها 60 في المئة حصة بابكو في هذا المشروع والذي يعتبر من المشروعات الاستراتيجية نحو تطوير عمليات الشركة وتحسين ربحيتها الامر الذي يساهم في دعم الاقتصاد الوطني. ان أهمية القطاع النفطي والدور الاساسي الذي تلعبه في التنمية الاقتصادية في البحرين وما يتطلبه العمل على استمرارية حيوية هذا القطاع لمواكبة التغيرات العالمية في ظل الانفتاح الاقتصادي العالمي يفرض اعادة النظر بين فترة وأخرى في هيكلة قطاع النفط والصناعة النفطية، وفقا لمتطلبات تنميتها والاستغلال الامثل للثروة النفطية في البلاد واضاف الوزير لقد أنشأت الهيئة الوطنية للنفط والغاز بموجب المرسوم الملكي رقم (63) الصادر في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي 2005 لتحل محل وزارة النفط وذلك في اطار توجهات الدولة في احداث تغيير جوهري في نمط ادارة القطاعات الرئيسية في الاقتصاد الوطني وعلى رأسها النفط والغاز اللذين يمثلان العمود الفقري للاقتصاد الوطني. وذكر ان الهدف الاساسي من انشاء الهيئة هو افساح المجال لتبني الاساليب الحديثة في الادارة على اسس اقتصادية وتعتمد التخطيط والكفاءة والشفافية في كل الامور المتعلقة بالنفط والغاز ووضع الخطط والسياسات العامة المتعلقة بهما بما يضمن المحافظة على الثروات الوطنية وزيادتها وايجاد بدائل لها علاوة على الاشراف على المؤسسات والشركات العاملة في صناعة النفط والغاز.
العدد 1284 - الأحد 12 مارس 2006م الموافق 11 صفر 1427هـ