ضمن سلسلة الحلقات التي كتبها عبدالشهيد الثور عن تجربته في السجن أثناء انتفاضة التسعينات التي نشرها على عدد من المواقع الالكترونية، منها موقعه الشخصي شبكة انجازات كان ما يأتي:
يضطجع جسد السجين على فراش أشواكه لا ترى ولا تُزال... يتقلب جنبان ليفرغان سيول الهم فلا تنقضي... العيون ملأى بمشاهد الأحبة الأبعدين... هم في أقصى الوطن ونحن في أقصاه الثاني، نفتح من أجفاننا أقصاها فلا يواصلها إلا السراب والأوهام.
يحتسي صور الذاكرة ببطء... يتزود من أطياف أحبته الغالين... الوله مستعر في شرايين الفؤاد.
عند العاشرة من كل ليلة تنكفئ الأنوار خامدة... لتصبح الوجوه ذات صورة واحدة والأجسام كتلاً ملقاة في زوايا الأقفاص «الكنكريتية»... تسترخي الهامات على وسائد المعتقل... آماقها معلقة بالأعلى... ومن عتمات الظلام تنبجس صور الأبناء والزوجات والأمهات، الأب يرى ابتسامات أبنائه تضاحك عينيه... والابن يشاهد أحضان أمه مشرعة لتضمه بين جانحيها المهيضين، أطياف الزوجات الثاكلات ماثلة تكسر قيود النسيان... لا تغرق العيون في المنام إلا بعد معارك شرسة مع الأرق الكئيب.
عندما تصطك الأجفان كل مناها أن تزورها الأحلام الوادعة... الأحلام في ذلك الفضاء لا تأتي إلا لماماً.
قلوب مغلفة بصدور بدى أثر الهزال عليها... قلوب يشغلها الخوف على أعزة يكابدون الفرقة وحضور المداهمات... البلاد مازالت حبلى بالتوتر... مادامت القيود موثقة على المئات لا يهدأ أنين الجروح... الغضب الشعبي يخبو فيحسبه الجلاد تلاشى واستحال رمادا... لكنه ما إن يثيره حتى تترجل في وجهه فوهة الغليان.
وقلوب أحبتنا هناك بعيداً تطير تبحث عنا فلا تجد لنا أثراً ولا خبراً يوقع بالاطمئنان في خفقاتها... في شهر التوبة والغفران عند انقضاء نهايات السحر تشعل الأضوية في الزنازين... تنتزع الأسرى أجسادها من أسرة أهل القبور... تلتقط الانتباه من سهادها وتمتد الأصابع بالضغط على الأجفان المتخدرة... علها تفيق من رقدتها... يمر الشرطة بعربتهم على الزنازين بالتسلسل... كومة من المفاتيح بأيديهم... برقم الزنزانة نفسها يستخرجون مفتاحاً يدسونه في القفل... يفتحونه... ينتزعونه من الباب، يفك الباب حصاره فتطل وجوه عيونها ذابلة النظرات.
يقدمون لكل منا صحناً من «البلاليط البني» وكوباً من الحليب الصناعي بالإضافة إلى 4 أقراص يلاحقها سواد التنور حول كامل قطرها.
نقضي واجباً بتناول السحور... ننتظر صلاة الفجر الوادعة... نستقبلها بركعات تحية وترحيب... نصف أقدامنا مؤدين صلاة الفجر في سكينة ووقار.
تنقضي ساعات النهار نصفها، وتستعر الشمس في وسط الأفق معلنة وقت الزوال، بعد صلاة الظهر جمعاً بالعصر... تنشد أعصاب الانتظار... ننتظر اخوة لنا ذهبوا صباحاً بعضهم ورثته أجواء المعتقل أمراضاً راح يطلب لها دواء في مستشفى القلعة... وبعضهم شاءت الأقدار وقوعه في ذلك اليوم بيد «اللجنة»... وآخرون ضحك الحظ لهم مؤقتاً... حصلوا على زيارة من أهليهم.
ننتظر كل أولئك بعودة محملة بالأخبار، الأخبار مازالت تحاكي حاجة في النفس للكشف عن المجهول، نعيش في ركن ناء كما يريد ظالمونا... لو قامت الدنيا هناك أو قعدت لا نعلم، نحن عضو من هذا الوطن يؤلمنا ما يؤلمه، وتفرحنا رؤيته فرحاً.
ننتظرهم على أحر من حمم البركان... يعودون وأسماعنا مسمرة لالتقاط خطواتهم... وأعيننا ساهمة على صور أقدامهم... وقلوبنا تتحرق لأسرار مازالت خلف ألسنتهم... يؤدي العائدون صلاتهم هادئة مستقرة... وأعصابنا في انتظارهم لا تعرف القرار.
الانتظار يلعب بعقارب الأزمنة... يحيلها فجة ثقيلة بعين الراغبين، ويرسمها هشة خفيفة أسرع من البرق على الكارهين.
في نهاية الأمر، يصعد أحدهم من إحدى الزنازين، ينادي على أحد العائدين... هنا يأزف وقت الاتصال بالوسيلة الرابعة... نصعد على السرير الحديد، نميل جذع جسدنا لليمين حيث فتحة التهوية بين السقف والباب، فتحة بارتفاع 8 بوصات وطول لربما تعدى 14 بوصة، تمتد عموديا في ارتفاعها قطع من الالمنيوم كما في فتحة المكيف... أيدينا تدخل بين قطعتين من القطع لتوازن الجسد... بينما الأخرى تحلق في فضاء الاعتقال.
غالبية هذه الفتحات منزوعة القطع، أو احتفظت بقليل منها، نثبت ما بين الحاجب وأسفل الفم في الفتحة... بالنظر داخل الفتحة نلتقط صورة الواقف أمامنا في الزنزانة المواجهة... وما لم نتمكن من رؤيته من الفتحة السفلى تحت الباب، أخذناه من الفتحة العليا... وجوه نرى في تغضناتها صوراً عن أنفسنا... الفتحة ممتدة ومتفرعة لكل الزنازين في قسمنا من «الثلاثينات» حيث تبدأ الزنازين من الثلاثين حتى «الستينات».
كل من يتكلم في هذه الفتحة يصلك صوته... يختلف الصوت قوة أو ضعفا بحسب بعد الزنزانة عن المسامع... عند كل فتحة يتعلق مندوب عن زنزانته، يدون في رأسه حصيلة اليوم وبعد الهبوط يفرغها في آذان المتشوقين لتفاصيلها.
كل يوم عدا الخميس والجمعة نصعد نتسقط الأخبار حسنها وسيئها... الأوضاع في الخارج تحوم أطيافها في أذهاننا... استقرار الوضع وهدوؤه يومي بانفراج الأزمة وتأرجح الحالة وتوترها كذلك يؤكدان أننا في ذاكرة من هم بالخارج.
المعتقل يتعلق بأحرف الفرج حرفا حرفا... مرات تأتيك الأخبار متصادمة متساقطة خبر يؤكد وآخر ينفي... للناقل دور ونفس في صناعة الخبر... فمن يود الخلاص بالاستقرار ينحاز لأنباء الهدوء عموماً. ومن يرى الاستمرار بالمطالب بأقصى الوسائل يرجح أن التوتر قائم في أنحاء الوطن.
أعجب ظاهرة حارت بها التحليلات، فتحة التهوية تلك كانت بريداً للصوت والصورة... وبريداً ممتازاً لتمرير الضروريات من زنزانة إلى أخرى... الذين سبقونا في الفضل والمعتقل اخترعوا وسائل التواصل تلك... ألا يقولون «الحاجة أم الاختراع»، إذاً عليهم اختراع طريقة تربطهم بأشقائهم في المحنة.
ماذا صنعوا ياترى؟ استخدموا إطاراً قماشياً نزعوه من اللحاف وأوصلوه بالزنزانة المقابلة لهم... جعلوه بطريقة البكرة يذهب ويعود... كلما استخدمنا اختراعهم قلنا لهم: شكراً على ما أسديتم لنا! هذا ليس عجيباً بالنظرة الطبيعية... إنما أعجب ظاهرة تقرع أفكاري إلى الآن وجود حبل سري كالسابق يصل بين زنزانتين متجاورتين وليستا متقابلتين... هذا يعني أن يسير الحبل مستقيما فينحرف لليمين وبعد مسافة لا بأس بها ينعطف لليمين مرة أخرى ليصل بعد مسير بسيط للزنزانة المجاورة... كيف تسنى لهم تمديده بطريقة البكرة نفسها؟! بهذه الوسيلة تكون 8 زنزانات متواصلة ويمكنك نقل ما بالزنزانة الأولى للثامنة عن طريق النافذات الخلفية وفتحات الهواء (الدك) كما تسمى هناك ... (يتبع).
نقلت عضوة منتديات شبكة النعيم الثقافية فوائد زيت الزيتون إلى منتداها فقالت:
الزيتون نبات معروف، يعد من أفضل الأغذية، له فوائد طبية كثيرة جلها في زيته.
وتلخص فوائد زيت الزيتون فيما يأتي:
1 - يوصف الزيت للأطفال لآحتوائه على العناصر اللازمة للنمو ، وارتفاع قيمته الغذائية، واشتماله على فيتامين (د) الذي يقي الاطفال من مرض الكساح ولين العظام.2 - مغذ ومقو للمناعة لاحتوائه على فيتامين (أ) المفيد لتقوية مناعة الجسم ، فهو بالتالي مفيد للإبصار أيضاً.3 - يفيد في صد السموم، وذلك بتكوينه طبقة في المعدة تحول دون امتصاص السموم.4 - يفيد في حالات الامساك. 5 - ضد تكاثر الحموضة في المعدة. 6 - لا يسبب أمراضاً للدورة الدموية أو الشرايين.7 - إذا جاع الشخص ثلاثة أيام ثم شرب الزيت طرد الديدان.8 - يفيد في تقوية العضلات وزيادة مناعة الجسم، وذلك بدلك الجسم به.
9 - يفيد في الحالات التالية وهي:
* تيبس المفاصل.
* الاوجاع الموضعية.
* الالتهابات.
* الجروح.
* الشقوق.
10- يفيد في الحالات التالية وهي:
* تشنج المعدة.
* الأمعاء.
* النزلات ، وذلك بدلك المحل دلكا قوياً.
11- زيت الزيتون اسهل هضماً وامتصاصاً من جميع أنواع الزيوت الأخرى، لأن تركيبة قريب من تركيب الدهون الموجودة في الحليب، إلى غير ذلك من الفوائد.
العدد 1290 - السبت 18 مارس 2006م الموافق 17 صفر 1427هـ