نقل عضو منتديات العاني (ابي كلمة تهز اوطان) موضوعا إلى منتداه بعنوان سر الرقم 7 جاء فيه:
1- خلق الإنسان: إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في سبعة أطوار، قال تعالى: «ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفةً في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقةً فخلقنا العلقة مضغةً فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشاناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين» (المؤمنون: 12 - 14).
2- رزق الإنسان: جعل الله رزقه في سبعة قال الله تعالى: «إنا صببنا الماء صباً، ثم شققنا الأرض شقاً، فأنبتنا فيها حباً، وعنباً وقضباً، وزيتوناً ونخلاً، وحدائق غلباً، وفاكهةً وأباً» (عبس: 25 - 31).
3- خلق الله السموات والأرض في سبعة ايام.
4- توصل العلم أيضا الى أن الانسان يتكون من 7,,. فهو يتكون من ذرة، جزيئه، جين، كروموسوم، خلية، نسيج وعضو.
5- السماء 7 طبقات تكررت 7 مرات في 7 آيات.
6- القمر يمر بـ 7 مراحل أو أطوار.
7- الأرض 7 قارات وأرضين...و7 محيطات.
8- العلم يتوصل الى 7 أنواع أساسية من النجوم.
9- الكواكب السيارة غير الأرض (السماوات السبع): توجد سبعة كواكب سيارة في المنظومة الشمسية غير الأرض.
10- ويتوصل أيضا الى 7 مستويات مدارية للإلكترون... تلك الـ 7 مستويات حول النواة.
11- وتوصل العلم لـ 7 ألوان للضوء المرئي.
12-وإلى 7 اشعاعات للضوء الغير مرئي!!
14- وكذلك 7 أطوال لموجات تلك الاشعاعات.
15- مضاعفة الحسنة في 7 سنابل.
16- مواضع السجود في القرآن سبعة.
17- تكبيرة العيدين سبع تكبيرات.
18- في الحج نطوف 7 مرات حول الكعبه... ونسعى 7 أشواط... ونرمي الجمار 7 مرات... وفي كل مرة نرمي 7 جمرات.
19- ألوان الطيف الرئيسية سبعة... وعدد قارات الأرض... سبع... وعدد أيام الأسبوع سبعة. قال تعالى «ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم» (الحشر: 78).
20- سبعه يظلهم الله بظله يوم لاظل إلا ظله:
21- وأخيرا... فإن شهادة التوحيد... عدد ألفاظها سبعة!!! لا... إله... إلا... الله... محمد... رسول... الله. سبحانك ياربى... لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين...
ضمن سلسلة الحلقات التي كتبها عبدالشهيد الثور عن تجربته في السجن أثناء انتفاضة التسعينات التي نشرها على عدد من المواقع الالكترونية، منها موقع شبكة الدراز الثقافية كان ما يأتي:
أربعة جدران تعتقلنا وأربع وسائل نفك بها جزءا من قيدنا وأربعة نحن... ولا أجمل من مرة كنا نحن أربعة نتنعم بأربعة انتهاكات بنظر الجلاد... واحد متسلق بالنافذة يقضي من منادمة وطرا بصوت ولا صورة... والثاني يغمر الكوب بما تجود به قريحته بصوت ولا صورة أيضا... والثالث افترش الأرض ومكن عينيه من أسفل البوابة يسترق المحادثة استراقا حذر الهوز... محادثة بصوت ونصف صورة كالأسود والأبيض... والرابع حاز على نصيب الأسد من الدك يواصل البوح بما استجمعته ذكرياته السابقة... بوح بالصوت والصورة بعيدا عن أقدام الشرطة وعن عيونهم ما لم يقتحموا الباب.
تتوق الروح للحرية وللتنفس خلف القضبان... تبادر أكفنا بطلاقة للنافذة العليا أتأمل الدنيا خارج أسوار السجن... أراقب البحر مازال يمارس الذهاب والإياب... ومازالت القوارب ساكنة فوق سطحه تنتظر الصيادين... هذا البحر بآخره على الطرف الآخر من شاطئه ترقد أرض قريتي البعيدة... يحط طائر على سور السجن... على السلك الشائك بالذات... الطائر عيناه متجهتان نحوي... طويلا حدق في وجهي... يالسخرية المقادير، في يوم ما كنت يا طائر خلف القضبان تبتلع الحرمان وبرغمه تبعث تغريداً شجيّاً، كنت تحلق في فضاء ضيّق في قبضة القضبان... وكنت لا أعبأ بك سجيناً تحنّ للحرية... اليوم عكست الأيام الأدوار، أدخلتني خلف القضبان وأطلقت جناحيك للريح، الفرق كبير بين الأمس واليوم. بالأمس لم أعرك طرفاً من انتباهي، واليوم جئت تواسيني وتزورني... بالأمس سجنتك ولست من بني جنسك... واليوم جارت أيدي بني جنسنا علينا... سافر يا طير وخذ من خلف القضبان الحديد شوقا يتلظى بين أضلاعي... خذه علك ترى أحبة يتمنون بريداً من جهتنا... قل لهم كما قال علي (ع) الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر.
أجسامنا تكلست من الغبار والأوساخ... الماء لوحده لا يزيلها، قلبنا الزنزانة رأساً على عقب، نبحث عن إرث من السابقين يفيدنا... أخيرا ظفرنا بالكنز المفقود... قطعة مستهلكة من الصابون، لا تكفي للاستحمام لمرة واحدة... ملقاة خلف (السيفون)... الأتربة تزيدها حجما... رائحتها صدعت رؤوسنا... منذ أمد لم تمارس أنوفنا مثل هذه الروائح. (الصابونة) إرث لا يكفي لواحد، علينا توزيعها على أربعة... على أجسامنا أن تشم رائحتها على الأقل وإلا أدركتنا الأمراض الجلدية المتربصة بالمعتقلين... علينا برغم البرد التزود بشيء من بركات الصابون. الصابون ممنوع هناك، فلا يمكن أن تكون معتقلاً ومحقّاً ونظيفاً... يتوهمون... المظلوم كقانون الفعل ورد الفعل.... لكل فعل رد فعل... يساويه في المقدار ويخالفه في الاتجاه، إذا منع الصابون، مبادئنا أنقى من الصابون... الصابون يذوب ويتحلل وتتبخر رائحته... ونحن لا نذوب ولا نتحلل وعبق الكرامة غالب أينما نكون.
الفرشاة ومعجون الأسنان تلك الأشهر الأولى نسيناها مجبرين... مبالغة في التحقير ولربما نظام كان ذلك، يقتدون به في تأديبنا، كذلك الشامبو حرمته علينا شريعتهم.
كما يقول الأستاذ عـ... طعامهم يبقيك على قيد الحياة ولا يقويك، عندما تشرق الشمس وتبدأ في لبس عباءتها السوداء نصلي قبل الإفطار... ريثما يأتون بالإفطار، نتم الصلاة ونبقى أربعة نشبه بعضنا بعضاً في المظلومية وفي القيد الرابط بين الكفين. يشرعون في توزيع الفطور علينا... صحن من الخضار المتهرئة المطبوخة (شخر نخر) ورغيف... رغيف كلمة ترسم لك صورة لقرص تفوح رائحة الفرن منه وأطرافه تتسابق في نظامها، أما رغيفنا فمجازا نسميه رغيفا... رغيفنا جسد ذابل كالجلد في القطع نعترض على رداءته أحيانا... نصر على استبداله، يتجاوب بعضاً الشرطة أحيانا... يستبدلون القرص بآخر أقل رداءة منه... ولكنه يبقى من نصيب آخرين في المعتقل... يقال في الحديث لولا الخبز لما عُبد الله... إنما هذا الخبز يناسبه أن يقال لولا الخبز لما كفر بالله... كوب من الشاي الأسود... يذكر أحد الاخوة أنهم يضيفون (الكافور) فيه، في ليلة الأحد يستبدلون الخضار المطبوخة (شخر نخر) بالعدس... صحن مليء بالعدس مع البصل المقطع وقد تجد فيه قطعة من البطاطا لا يتسع لها فم إنسان. العدس طعام الأنبياء كما يقولون... ما أحسبهم يريدون لنا أن نكون أنبياء ولكنها مشيئة القوي في الإبقاء على الحياة... مرة من مرات العدس اللا متناهية، رحت أعب العدس مغلفاً بقطع من أقراصنا السابقة... لقمة... لقمات متتابعة... وما أوقفني إلا فرقعة في فمي كادت أضراسي أن تتفتت منها... أوقف الحدث أصحابي عن الأكل ريثما يخلصوا لنتيجة تجاسرت أصابعي متسلسلة إلى فمي... واستخرجتها... كانت قطعة كنكريتية بحجم نصف بوصة تقريباً!
ألقيت بها فوق صفيح الباب... فأصدرت صخباً مازلت أسمعه لليوم حينما أعود بالذاكرة، قال (ج): إنهم يختبرون مدى تحمل أسناننا! أما زالت قوية أم انهارت من جفوة الإهمال؟
الأيام تعبر علينا رتيبة بطيئة، الخميس والجمعة ينزلان علينا كما نزلت الصيحة بقوم ثمود، تأخذنا صيحتهما فنصبح في زوايا زنزانتنا جاثمين... في الخميس والجمعة لازيارات أهلية... ولا مرتادي مستشفى... يغلق العنبر أبوابه عن الخروج 48 ساعة نجتر فيها السأم والانتظار... الإنسان مدني بالطبع، يأنس بالآخرين وتنفرج أساريره برؤية إنسان... الصاحب في المعتقل إنسان لكنه مع طول المدة تماهت روحه بأرواح أصحابه... أصبح النظر منا للآخر كالنظر في المرآة.
الأدعية النورانية فوق (الطيفان) لا تكفي لملء الروح بالطاقة الإيمانية... نعمة من الله علينا أن رمت الأقدار الأستاذ -ع - في زنزانتنا، ذاكرته مازالت طرية تحتفظ بفقرات دعاء الصباح... نعم يا أستاذ هاته نحلق في رياضه كل صباح. استللنا للأستاذ قطعة من الألمنيوم... راح الأستاذ بخط جميل يرصع الكلمات في طلاء الجدار... «اللهم يامن دلع لسان الصباح بنطق تبلجه، وسرح قطع الليل المظلم بغياهب تلجلجه وأتقن صنع الفلك الدوار في مقادير تبرجه وشعشع ضياء الشمس بنور تأججه...» أتم كتابة الدعاء بخط واضح كبير... في صفحة الجدار بالقرب من البوابة
العدد 1295 - الخميس 23 مارس 2006م الموافق 22 صفر 1427هـ