العدد 3160 - الإثنين 02 مايو 2011م الموافق 29 جمادى الأولى 1432هـ

هُوَ ذا سرّي!

فيمَ سرّه؟

كان السؤال - سؤالها - والصبحُ بعدُ في أوّله...

وحديثُها فخاخٌ للصمت - بالجملة - ... وسرّ آخر للقلق!

فيمَ سرّه؟

ذاك السؤال - سؤالها -

صاحتْ به ذات عَتَبٍ... والصوتُ صوتُها... والصمتُ صمتي أنا...

ومن بعده شيّعتْ ذاكرةَ السؤال!

@ @ @

فيمَ سرّي...

تسألُ عنّي صباحَها... وكذلك تسألُ المساء...

وعند السؤال أراها... فلا أعرفها... وقد مسّها قنوطٌ... وغُربتُها اتجاهات!

فماذا أقول وبعضُ الكلام عقيم؟

ماذا أقول وغصّتي - قبل غصّتها - تسبقُ الكلمات؟

***

فادحٌ خطأُ السؤال!

تُقتُ لأنْ أهمسَ في أذنها خلسةً... حين لا مساء يتيم آخر من دونها!

ورُغم اليُتم... رُغم الشوق... رمقتُها من على بُعدِ مسافةٍ خجلى...

وعينُ يقينها الفاضح لي عري... وصوتُها لمّا يلحّ في العَتَب سياطٌ تجلدني...

فلوْ أنّها تدري!

@ @ @

ممتلئٌ أنا بها...

مصابٌ بها تلك العاشقة... بعقلها... وجنونها...

ووحدَه شِعرُها ذاكرتي حين لا ذاكرة أخرى لي... لكنّا لا نلتقي...

وسرّي أنّني من الحزن، من الأرق لا أرتوي!

***

أليس يرى؟ أليس يشعرُ؟

هكذا قالت... فأفرطتْ في اللوم... وكان أن ضيّعتُ من بعدِ لومها يقيني...

فلا ارتضتْ عذراً... ولا رضيتُ أن ألوّح في وجهها برجائي!

@ @ @

أعشقُ حزنَها حين يُعيدُ - في ذروة اليأس - ترتيبَ انفعالاتها بشموخٍ يجترّ تارةً دهشتي...

وتارةً أخرى يدفعني إلى خذلانٍ لا يليق بي!

لكأنّ حزنَها/ يأسَها صلاةٌ إلى الله غاب عنّي ترديدُها!

سجينُ المستحيلاتِ أنا... رهينٌ لجرحيَ الذي لا تعرفُ (...)...

وأشتهي لو تُسعفني لغتي لابتهالٍ يرقى إلى فخامة خشوعها/ صلاتها!

@ @ @

أكادُ أتذوّق طعمَ المرارة في فمي كلّما أراقت العطرَ على أروقة ذاكرتي المعطوبة...

وكلّما قالت الشعرَ وذاب فوق شفتيها كإيقاعٍ ممسوسٍ بالقلق...

أو تعويذةٍ سحريةٍ أصابتها - وأصابتني قبلَها - بالجنون ألفَ مرّة ومرّة!

ويلوحُ لي حبُّها كدعاءٍ بخلاصٍ لا يجيء...

وفي دمي تظلّ ناراً... تظلّ اشتعالاً...

فأيّ منطقٍ يمكنُ أن أهبَ لشريعة التناقضات؟!

@ @ @

ثمّة شيءٌ يشبه الحبّ يسوقني أحياناً لاقتراب...

لكنّني دوماً أغيبُ... وقد تلبّستني ضلالةٌ تخبّطت معها جهاتي...

فأين العلاجُ لأشواقنا معاً؟

***

لِمَنْ قصائد العشق سيدتي؟

أكادُ أسألها في كلّ مرة...

وأعرف الجوابَ حين - حتّى السؤال - لا يعنيني!

@ @ @

سنلتقي غداً...

بعد أنْ أعيدَ ترتيبَ خرابِ مساءٍ آخر من دونها!

ولمّا نلتقي وما تزالُ «أنثى» أكبرَ من الكلام... أعذبَ من الشعر... وأبلغَ من اللغات...

سأؤجّل الحديث... وأؤجّل النسيان لما بعد وعيدها... وحزنها المُعلن...

لما بعد الحداد!

@ @ @

فيمَ سرّه؟

كان السؤال - سؤالكِ -!

فهل يفزعكِ أنّني وأنتِ لا نملك الجواب؟

وأنّ عُذري عدوى لليأس - فاضحة-

وأنّني لا أقوى على اقتراب؟!

***

اُقتليني بداخلكِ سيدتي...

والفظيني مع النَفَس الأخير...

فأنا رغم الجرح... رغم الغصّة... ورغم «الحبّ» لا أعرف خاتمتي!

نص - زينب الدلال

العدد 3160 - الإثنين 02 مايو 2011م الموافق 29 جمادى الأولى 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً