العدد 1303 - الجمعة 31 مارس 2006م الموافق 01 ربيع الاول 1427هـ

الناخبون ودعوا حلم «إسرائيل الكبرى»

ودع الناخبون الإسرائيليون حلم «إسرائيل الكبرى». هذا ما تعكسه نتيجة الانتخابات العامة التي جرت يوم الثلثاء الماضي.

وبعد فرز الأصوات، بدا واضحاً أن سيطرة اليمين الوطني على السياسة الإسرائيلية عبر حزب الليكود لـ 29 عاماً قد انتهت.

فالليكود، صاحب الحصة الأكبر بين الأحزاب الإسرائيلية في الكنيست في عهد رؤساء الحكومة مناحيم بيغن وإسحق شامير وبنيامين نتنياهو وارييل شارون، ترنح من كتلة سيطرت على 38 مقعداً في السلطة التشريعية للدولة العبرية إلى 11 مقعدا فقط في المجلس الجديد.

وبذلك انحدر الليكود من موقع القوة السياسية الأولى، إلى الخامسة، في «إسرائيل»، متخلفا حتى عن الحزب اليميني الآخر، «إسرائيل بيتنا» بقيادة أفيغور ليبرمان، الذي فاز بـ 12 مقعداً. إنها أسوأ خسارة في تاريخ الليكود.

واللافت أن شارون، الذي كان العقل الرئيسي المحرك لتكتل الليكود في العام 1973، هو أيضاً جلاده. فقد تحالف مع ألمع شخصيات الليكود لتشكيل حزب الوسط، كاديما، الذي فاز بأكبر حصة في الكنيست الجديد بلغت 28 مقعداً.

وحل حزب العمل ثانياً بفوزه بـ 20 مقعداً بقيادة عمير بيريتس، أول يهودي شرقي في تاريخه. ما يعني أن تحالف الحزبين، كاديما والعمل، يسيطر على 48 صوتاً في الكنيست المؤلف من 120 مقعداً. علماً أن استطلاعات الرأي كانت تتوقع أن يمسكا بنصف السلطة التشريعية.

ويعني ذلك أن كاديما والعمل قد يضطران إلى التحالف مع حزب شاس الممثل للطبقة العاملة من اليهود الشرقيين الذي كان مفاجأة الانتخابات، فحل ثالثاً بحصوله على 13 مقعداً.

كتلة اليمين الوطني الإسرائيلية موزعة الآن على 3 أحزاب: «إسرائيل بيتنا»، الليكود، والاتحاد الوطني - الحزب القومي الديني الذي فازت لائحته بـ 9 مقاعد. ويعني ذلك أن اليمين يسيطر على 32 مقعداً. وإذا حصل على تأييد شاس في الأمور المتعلقة بالأمن الوطني، فلن تتجاوز الكتلة سقف الـ 45 مقعداً.

وبالمقارنة، فإن تحالف الوسط واليسار الذي يضم كاديما والعمل وحزب المتقاعدين وميريتز سيتحكم بـ 59 مقعداً، ما يقارب الأكثرية المطلقة.

أما الكتلة العربية المتمثلة بـ 10 مقاعد فمن غير المرجح أن تطيح بتحالف الوسط - اليسار إذا كان ذلك لمصلحة تحالف يميني. لذلك يمكن لتحالف الأحزاب الأربعة (الوسط واليسار) أن يكون كافياً لتشكيل ائتلاف حاكم، حتى من دون شاس. فرئيس حزب المتقاعدين رافي إيتان، وهو صديق قديم لشارون، يمكن أن يتوصل إلى صفقة مع كاديما وأولميرت.

ويبدو أن حزب شاس يحاول المحافظة على مرونة في التفاوض تخفي انقسام جمهوره اليهودي الشرقي في الموقف من شخص أولميرت وكاديما في آن.

سقط اليمن الإسرائيلي في انتخابات الثلثاء الماضي، لكنه لم يخرج من اللعبة السياسية. وربح الوسط، لكنه لم يحقق الغالبية التي كان يحلم بها.

لكن التحديات الأمنية غير المسبوقة التي تواجهها «إسرائيل»، لجهة فوز حركة المقاومة الإسلامية، (حماس)، بالانتخابات الفلسطينية وسيطرتها على الحكومة، والتهديد النووي الإيراني المتصاعد والانعكاس الحاد لمزيد من الانسحابات الإسرائيلية قد تلقي بظلها على المشهد السياسي الإسرائيلي في المستقبل لجهة تحديد الأولويات، والتحالفات.

مارتن سيف

صحافي من وكالة الأنباء العالمية

العدد 1303 - الجمعة 31 مارس 2006م الموافق 01 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً