بدأت مكاتب ووكالات السفر في البحرين بتسلم عمولة أو رسم خدمة بنحو 7 في المئة من قيمة التذاكر المبتاعة التي يدفعها الزبائن لأول مرة في المملكة وذلك منذ بداية الشهر الجاري لترتفع بذلك أسعار التذاكر، فيما لاتزال بعض الشركات تتعامل مع المكاتب بالنظام القديم بعمولة 5 في المئة عن سعر التذكرة تدفعها شركة الطيران للمكتب مثل شركة «الإماراتية» و«الهندية».
واقدمت بعض دول الخليج على تطبيق النظام الذي تعمل به مكاتب السفر البحرينية حالياً والمسمى (Zero Commission).
وبحسب اتفاق ابرمته جميع مكاتب ووكالات السفر البحرينية تحت مظلة جميعة وكالات السفر والسياحة ستكون رسوم الخدمة أو العمولة ثابتة لدى جميع هذه المكاتب فيما ستكون جميع الأسعار موحدة بين هذه المكاتب وبين بعض فروع شركات الطيران العاملة في المملكة.
وابتداء من أول ابريل/ نيسان الجاري لن تدفع شركات الطيران لمكاتب السفريات في المملكة عمولة من قيمة التذكرة نفسها والتي كانت بمقدار 5 في المئة.
رئيس لجنة السفر والسياحة في غرفة تجارة وصناعة البحرين، نبيل كانو قال لـ «الوسط» إن إلغاء العمولة التي تتسلمها مكاتب السفر من شركات الطيران توجهاً عالمياً بدأ منذ نحو عشرة أعوام في الولايات المتحدة الأميركية ومن ثم أوروبا ومناطق في العالم وهو يطبق الآن في منطقة الخليج.
وعن أسباب عدم دفع شركات الطيران عمولة لمكاتب السفر أوضح كانو أن شركات الطيران تعمل على تقليل النفقات وزيادة الإيرادات وخصوصاً بعد المنافسة الشديدة التي شهدتها مع الشركات ووكالات السفر.
واستبعد كانو أن يتأثر سوق السفر بالأسعار الأخيرة مشيراً إلى أن المواطنين يقبلون على السفر في فترات الصيف وأن هناك منافسة شديدة دفعت الأسعار إلى الانخفاض في السنوات الأخيرة.
رئيس مجلس إدارة شركة الأمل للسفريات والسياحة والشحن وعضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين عبدالحكيم الشمري قال لـ «الوسط»: «المتغيرات العالمية فرضت مفهوم جديداً في عالم الطيران والسفر، إذ بدأت فكرة تقاضي شركات الطيران قيمة التذاكر بالكامل وعدم منح وكيل السفر عمولة نظير خدماته أو مايطلق عليه ( Zero Commission) ما حدا إلى فرض نسب مئوية من قيمة التذكرة كرسوم الخدمة تستحصل من المسافر مع قيمة التذكرة».
وتابع الشمري «باعتقادي مثل هذا التوجه العالمي والذي فعل في مملكة البحرين ليست بالأمر الغريب واعتقد أن ذلك لن يؤثر على الأسعار كثيراً ولن يلمس المسافر أي تغيير في مستوى وجودة الخدمات المقدمة له».
وأضاف الشمري: «عالم الطيران والسفر يشهد منافسة قد يصح أن يطلق عليها «حرب أسعار»، إذ إن أسعار التذاكر تهاوت في الآونة الأخيرة وأصحبت أقل مما كانت عليه قبل الـ 10 أعوام الماضية وخصوصاً تلك المناطق التي تشهد كثافة في حركة السفر وفي المقابل هناك بعض الوجهات الخليجية طرأت عليها زيادة كثيرة نظراً إلى غياب المنافسة ووجود شركات تستوعب حركة المسافرين». موضحاً أن سعر التذكرة لمدة شهر إلى الدوحة قد تصل إلى 100 دينار فيما يمكن شراء تذكرة مرجعة إلى الهند بالمبلغ نفسه.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة الأمل للسفريات والسياحة والشحن وعضو مجلس إدارة الغرفة: «بعض شركات الطيران بدأت تتحايل في أسعار التذاكر بتحصيل ضرائب أطلقت عليها ضريبة الوقود والتي تبلغ عشرين ديناراً في المتوسط فيما تصل إلى 40 ديناراً لوجهات شرق آسيا على كل مسافر بينما هذه الزيادة لا تتناسب مع الارتفاع الطفيف الذي طرأ على أسعار الوقود وحتى لو انخفضت أسعار الوقود فإن شركات الطيران ستبحث عن مسميات أخرى لفرض مثل هذا النوع من الضرائب».
وأكد الشمري بالدور الكبير الذي يجب على سلطات الطيران البحرينية أن تلعبه لإقرار مثل هذه الضرائب التي تخرج بها شركات الطيران وعدم السماح لها بحرية اتخاذ فرض هذه القرارات بمنأى عن مصلحة المواطن.
ووصف الشمري ضرائب الوقود التي تفرضها شركات الطيران بأنها «استغفال وابتزاز واستهتار بمصالح المستهلكين»، إذ تصل هذه الرسوم إلى نحو 20 في المئة من قيمة التذكرة وهي لا تعكس الزيادة الحقيقية في أسعار الوقود.
وعن مدى تأثر المستهلكين لتذاكر الطيران في المملكة بعد الإجراءات الأخيرة قال الشمري: «أسعار التذاكر في تغير مستمر وبشكل يومي إذ لايمكن الجزم بسعر تذكرة من دون التحقق من شاشات الكمبيوتر للوصول إلى السعر الحالي بسبب ظروف الموسم وما تحدده شركات الطيران، لذلك لا أعتقد أن المسافرين سيشعرون بهذه التغييرات».
وفي معرض رده على سؤال بشأن الآلية التي ستتميز بها كل وكالة أو مكتب سفر عن الآخر ليكون قادراً على المنافسة قال الشمري: «العامل الأهم الذي يلعب دوراً في نجاح وكالة السفر وتميزها هو مستوى الخدمات التي تقدمها للزبائن وتنوعها وجودتها، فكم من مسافر رتب لرحلات مع وكالات سفر ولم تتم بالصورة الجيدة او أن الوكالة لم تلتزم باتفاقها مع الزبائن».
وبشأن دخول مكاتب ووكالات سفر جديدة إلى السوق ومدى إلتزامها بالنسب المتفق عليها لرسوم الخدمة يقول الشمري: «اعتقد أنه ليس من مصلحة أي وكالة أو مكتب سفر جديد تقديم أسعار أقل، كما سيكون في مصلحتها الانضمام إلى جمعية مكاتب السفر والسياحة في البحرين وبالتالي خضوعها لاتفاق الرسوم المتفق عليها، إذ إن انضمامها للجمعية سيعطيها أفضلية لدى التعامل مع شركات الطيران المختلفة التي ترى في انضمام أي مكتب للجمعية بمثابة اعتراف لها بكفاءتها كما ستستفيد من الخدمات التي تقدمها الجمعية». وتوقع الشمري أن تواصل أسعار تذاكر السفر هبوطها بسبب دخول شركات طيران جديدة إلى المملكة
العدد 1307 - الثلثاء 04 أبريل 2006م الموافق 05 ربيع الاول 1427هـ