أعلن الرئيس التشادي إدريس ديبي أمس قطع العلاقات الدبلوماسية بين بلاده والسودان بعد هجمات للمتمردين يتهم الخرطوم بدعمها. وقال ديبي أمام حشد في العاصمة انجامينا «اتخذنا قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع السودان اليوم (أمس) وسنغلق الحدود». وهاجم متمردون تشاديون العاصمة نجامينا في ساعة مبكرة من صباح أمس الأول في أشد الهجمات جرأة حتى الآن من جانب مقاتلين تعهدوا بإنهاء حكم ديبي المستمر منذ نحو 16 عاماً وعرقلة إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من مايو/ أيار المقبل والتي يخوضها ديبي. ودأبت حكومة تشاد على اتهام جارتها الشرقية السودان بتمويل وتسليح متمردين مناهضين لديبي ينطلقون من إقليم دارفور الذي تمزقه الصراعات في غرب السودان.
على صعيد متصل، قال الرئيس التشادي إنه إذا لم يتم التوصل الى حل دولي لأزمة دارفور بحلول نهاية يونيو/ حزيران المقبل فإن بلاده لن تأوي لاجئين من ذلك الإقليم السوداني. وقال ديبي لحشد من الناس في العاصمة انجامينا «الامر يرجع للمجتمع الدولي لايجاد حل لأزمة دارفور بين الآن وشهر يونيو لتمكين اللاجئين من العودة الى بلادهم». وأضاف «اذا لم نتمكن بعد يونيو من توفير الأمن لمواطنينا وجنودنا فان الامر متروك للمجتمع الدولي ان يجد بلداً آخر يأوي هؤلاء اللاجئين».
إلى ذلك، أعلن رئيس المجلس التشريعي لولاية غرب دارفور السلطان سعد عبدالرحمن بحر الدين عن تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين التشاديين، وعودة عكسية للاجئين السودانيين من داخل الأراضي التشادية أمس بمناطق بيلية وخوربرنقة وقبي على الحدود مع تشاد نتيجة تلك المعارك.
في تطور لاحق أغلقت أفريقيا الوسطى حدودها مع السودان احتجاجا على «العدوان».
ميدانياً، أعلن وزير إدارة الأراضي التشادية محمد علي عبد الله أمس ان المعارك أسفرت عن سقوط 370 قتيلا في صفوف المتمردين ونحو ثلاثين قتيلا في صفوف الجيش. وأوضح الوزير ان نحو مئة من جنود ديبي أصيبوا أيضاً بجروح في هذه المعارك وتم اسر 287 متمردا. لكن الوزير لم يتحدث عن سقوط ضحايا بين المدنيين في حين أفادت مصادر إنسانية ان نحو مئة مدني نقلوا الى المستشفى الخميس في العاصمة
العدد 1317 - الجمعة 14 أبريل 2006م الموافق 15 ربيع الاول 1427هـ