افتتحت رئيسة جامعة البحرين مريم بنت حسن آل خليفة صباح أمس (الاثنين) بحضور وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي ونحو 300 باحث ومختص مؤتمر «التعلم الإلكتروني الدولي الأول» الذي يستمر ليوم غد (الأربعاء) في فندق كراون بلازا، ويرعاه محافظ الجنوبية سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة.
وقالت رئيسة الجامعة في الكلمة الافتتاحية التي ألقتها: ان «التعلم الالكتروني سيفرض نفسه على المجتمعات والكتل الاقتصادية كافة، وسيبني علاقات وشراكات هائلة وقدرات تنافسية»، مؤكدة أنه «نمط جديد سيساهم في إحداث تغيير في المفاهيم التربوية وطرائق التدريس والإعداد الأكاديمي»، إلى جانب أنه سيلقي على كاهل مؤسسات التعليم العالي تحديات جديدة»، داعية «جميع المعنيين بالأمر التربوي في جامعتنا الوطنية وفي المؤسسات التعليمية الأخرى إلى البدء الفعلي في التأقلم مع نمط التعلم الالكتروني ولو بصورة جزئية».
ونوهت إلى أن «الجامعة استطاعت أن تؤسس مبدأ الشراكة المجتمعية مع العديد من مؤسسات القطاع الخاص عبر إنشاء مبنى المركز وتجهيزه»، مقدمة «دعوة إلى جميع المؤسسات الخاصة إلى الاستفادة من برامج الجامعة التدريبية وإمكاناتها في التعلم الالكتروني للحاق بركب الشركات الكبرى».
ومن جانبه، أكد مدير «مركز إم تي سي للتعلم الالكتروني في الجامعة» خالد بوقحوص في كلمته ان «البحرين أدركت أهمية الثورة الرقمية الالكترونية في عصر المعلوماتية فبادرت بتوظيفها في جميع مجالات المجتمع للوصول إلى المجتمع والحكومة الالكترونيتين»، مشيرا إلى أن «دول العالم تتسابق للحاق بالثورة الرقمية الالكترونية وتبذل الأموال والموازنات والمبالغ الضخمة وتبذل الجهود والطاقات والتخصصات الكثيرة لأنها تراها الضمان نحو مستقبل زاهر لها».
كما تحدث رئيس العمليات التنفيذية لشركة إم تي سي فودافون محمود حشيش عن تجربة الشركة في البحرين واستثمارها، موضحاً «اننا خصصنا استثمارات كبيرة في الجامعة لمركز إم تي سي فودافون للتعلم الالكتروني وذلك للعمل نحو تطوير برامج البحوث والدراسات وبرامج التطوير والتركيز على التوجهات التقنية طويلة المدى».
وبدأ 28 مشاركا في المؤتمر بتقديم أوراق العمل في اليوم الأول، جاء من بينهم 11 مشاركا من جامعتي البحرين والخليج العربي، فيما بدأ الدكتور بقسم علم النفس في كلية التربية بجامعة البحرين محمد مقداد ورقة عمله التي حملت عنوان: «المشكلات الأرغونومية للحقيقة الافتراضية»، أوضح فيها «المشكلات التي تواجه الحقيقة الافتراضية التي تتمثل في مشكلات فيزيقية كوضعية جسم المستخدم وضرر التوتر المتكرر والأمور الصحية»، مضيفا «وجود مشكلات فسيولوجية ونفسية كالتعب البصري والإدمان والقلق وغيرها، إضافة إلى المشكلات الأخلاقية كالسماح للأفراد بمتابعة أفلام العنف».
وأوضح مقداد أنه «تم استخدام الحقيقة الافتراضية في التربية والتعليم منذ سنوات وعلى نطاق واسع قبل اختراع أجهزة الحاسوب الصغيرة في السبعينات والثمانينات»، مضيفا أنها «تستخدم على نطاق واسع من التدريب العملي، لكنها تمتلك عيوباً في مجال استخدامها في التربية كأن تتطلب مهارات عالية ونفقات باهظة الثمن لبنائها وتطبيقها، إضافة إلى حاجتها إلى قدرة عالية من البرمجة العادية والتصويرية»، مشيرا إلى أن «أنواع الأنظمة الحقيقية الافتراضية ثلاثة، تتمثل في اللاانغماسية ونصف الانغماسية والانغماسية».
من جانبه، قدم أستاذ مساعد للمرافعات المدنية بكلية الحقوق في الجامعة محمد المصري ورقة تحدث فيها عن «تجربة التعلم الالكتروني في كلية الحقوق»، أشار فيها إلى «وجود صعوبات يواجهها المقرر منها انعدام العلاقة بين طلبة المقرر وذلك لانشغال كل واحد منهم في تدريبه العملي، ما يجعل تجربتهم غير تكاملية، وتقلص دور الكلية والأستاذ المشرف إلا زيارة أو زيارتين للطالب في موقع عمله في الأسبوع، في الوقت الذي تكون فيه هذه الزيارات غير كافية لتحقيق الفائدة المرجوة من المقرر، إضافة إلى عدم وجود وسائل اتصال جماعي بين الطلبة وأستاذ المقرر».
وأوضح المصري أن «تلك المشكلات جعلت الكلية تتعامل بالنظام الالكتروني في مجال التدريب العملي»، منوهاً إلى أن «الكلية طبقت النظام الجديد في الفصل الثاني من العام الدراسي 2004/ 2005م على مجموعة طلبة بلغ عددهم نحو 17 طالباً وطالبة»، مضيفا أن «ارتياح الطلبة للبرنامج وتحقيقهم الفوائد المرجوة بحسب ما أفادوا به مسبقاً، جعلنا نعتمده في الفصل الصيفي من العام نفسه».
كما أشار المصري إلى أن «تطبيق هذه الطريقة ساهم في زيادة قنوات الاتصال بين الأساتذة والطلبة وأصبح الطلبة ملزمين بإرسال تقارير دورية إلى أساتذتهم بمعدل تقريرين خلال فترة التدريب، كما أوجد النظام فرصة لتوفير المعلومات القانونية إلى الطلبة المتدربين»، منوهاً إلى أن «التعلم الالكتروني مكن الكلية من القضاء على محاولات الطلبة التهرب والتحايل من التدريب العملي، من خلال ادعائه بوجوده في موقع التدريب وهو خارجه، عن طريق الدردشة والتقارير التفصيلية والنقاشات الدورية التي تستلزم من الطالب تقديم معلومات والمهمات التي كلف بها في موقع التدريب».
أما أستاذ المناهج وطرق التدريس المساعد بكلية التربية عبد الباقي منعم فناقش ورقة عن «أثر تكنولوجيا الاتصالات على نوعية التعليم ومجالات العمل في الألفية الثالثة والمتطلبات التعليمية للاستعداد لها»، وذلك من خلال دراسة ميدانية».
وقال منعم: ان «الدراسات تشير إلى أن «أكثر من 250 ألف طالب و35 ألف معلم في مدارس التعليم العام والجامعات يستخدمون مقررات الكترونية على شبكة بلاك بورد، في الوقت الذي بلغ عدد المستخدمين من الطلبة لشبكة أون لاين ليرنينغ نحو 20 ألفاً»، مضيفا «انني استخدمت مصطلحات خاصة في البحث كتكنولوجيا الاتصال ومجالات العمل الجديدة والتعليم الالكتروني».
كما شارك من قسم القانون الخاص بكلية الحقوق خليل مصطفى بورقة «آفاق التعلم الالكتروني في كليات الحقوق، الواقع والطموح»، أشار فيها إلى أن «الخطط التي تعتمدها كليات الحقوق في الجامعات عموماً تكون نظرية وعملية»، مضيفا أن «كلية الحقوق في البحرين لم تتأخر في التجاوب مع الجامعات الأخرى وبدأت باستخدام التعلم الالكتروني من خلال مقرر التدريب العملي للطلبة 409».
وأوصى مصطفى في نهاية ورقته بضرورة «إزالة المعوقات التي تحول دون الأخذ بطريقة التعلم الالكتروني سواء بالنسبة إلى الطالب أو الأستاذ أو الوسائل المستخدمة، واعتماد التعلم الألكتروني بصورة أساسية في تدريس الجانب التطبيقي مع الاعتماد بصورة أقل على الجانب التقليدي»
العدد 1320 - الإثنين 17 أبريل 2006م الموافق 18 ربيع الاول 1427هـ