مازالت الصحف العبرية تحاول رصد تداعيات المواقف الدولية والإسرائيلية من حكومة «حماس»، خصوصا في ظل الإجراءات الإسرائيلية والاعتداءات المتمادية ضد الشعب الفلسطيني ما يشكل تهديدا لأمن «إسرائيل». وهناك ترجيحا بأن تعزز سياسة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين من شعبية الحركة الإسلامية وأن توصد الباب أمام حركة «فتح» التي باتوا يعلقون عليها الآمال باستعادة موقعها في قيادة السلطة الفلسطينية وقوتها في الشارع الفلسطيني. طبعا يتجاهل هؤلاء ان هذه الاعتداءات لم تتوقف يوما وان الزعيم الفلسطيني الراحل مات محاصرا والأرجح مسموما وان خليفته محمود عباس لم تعتبره حكومة ارييل شارون شريكا والاهم ان شيئا لم يتبدل في السياسة الإسرائيلية سوى المنحى التصعيدي الهمجي مع الفلسطينيين. وفي هذا السياق هناك نداء لرئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف إيهود أولمرت بعدم إبرام صفقة مع الأميركيين لتحرير أمين سر حركة «فتح» في الضفة الغربية الأسير مروان البرغوثي مقابل إطلاق سراح الجاسوس الأميركي جوناثان بولارد. لأن تهمة التجسس التي وجهت إلى بولارد ليست شيئا مقارنة مع «جرائم القتل» التي ارتكبها البرغوثي!. لكن أحدهم حذر من ان صمت المسئولين الإسرائيليين عن معاناة الفلسطينيين سيعطي «الكلمة للسلاح».
صمت الإسرائيليين يطلق السلاح الفلسطيني
ودعت «هآرتس» في افتتاحيتها «إسرائيل» إلى استغلال أية فرصة سانحة لإيصال شروطها إلى «حماس» سواء عبر الاتصال المباشر مع ممثلي الحركة أو عبر قنوات تفاوضية أجنبية. وإذا لم يصغ قادة «حماس» فعندها سيكون ممكنا تبرير العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. ولكنها حرصت على التحذير من الهجمات التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، فهذا من شأنه أن يشوه صورة «إسرائيل»! ويجعلها هدفا للتنديد والعقوبات. وشددت على ان سياسة التجويع التي تمارسها واشنطن و«تل أبيب» بحق الفلسطينيين، أملا في إسقاط حكومة «حماس»، هي لعبة خطيرة. فمن جهة لم تنته بعد أسباب تداعي وسقوط حكومة «فتح»، ومن جهة أخرى ليس هناك أي دليل على ان انتخابات فلسطينية جديدة ستعيد إلى السلطة حركة «فتح» التي وصمت بالفساد تقول «هآرتس» التي أكدت ان السياسة الصحيحة التي يجب على الحكومة الإسرائيلية تبنيها هي التخفيف من معاناة الفلسطينيين الذين يعتمدون على المساعدات الخارجية، محذرة من ان صمت المسئولين الإسرائيليين عن هذه المعاناة سيعطي الكلمة للسلاح.
ليحرر بولارد ويبقى البرغوثي
ورفضت «جيروزاليم بوست» في افتتاحيتها أية صفقة لتحرير مروان البرغوثي مقابل إطلاق سراح الجاسوس جوناثان بولارد. داعية إلى تحرير بولارد وإبقاء البرغوثي قيد الاعتقال، إذ اعتبرت ان تهمة التجسس التي وجهت إلى بولارد ليست شيئا مقارنة مع ما وصفتها بـ «جرائم القتل» التي ارتكبها البرغوثي. وأشارت إلى ان هذا الأخير قد عرض في مقابلة مع صحيفة «الأيام» الفلسطينية، صورة واضحة عن المسار الذي سيسلكه إذا خرج من السجن إذ تعهد بمواصلة طريق النضال والمقاومة الأمر الذي اعتبرته إشارة إلى مواصلة العمليات «الإرهابية». ولفتت إلى ان البرغوثي طالب أيضا بتطبيق حق العودة للفلسطينيين وهو ما رأت فيه وصفة للقضاء على الهوية اليهودية لـ «إسرائيل». وختمت داعية إيهود أولمرت إلى وضع قضية إطلاق سراح بولارد على رأس أولويات زيارته إلى واشنطن، وفصل هذه القضية تماماً عن مسألة تحرير المناضل البرغوثي.
«حماس» تحتاج لـ «صور الأطفال» لحشد الدعم
هذا ودعا روبنشتاين «إسرائيل» إلى وقف التصعيد العسكري ضد الفلسطينيين لأن ذلك يخدم حكومة «حماس» في جهودها لحشد الدعم المالي من الدول العربية، فالحركة الإسلامية تحتاج إلى صور الأطفال القتلى بسلاح الاحتلال الإسرائيلي لتظهر للشارع العربي حقيقة الإجراءات التي تتخذها الدولة العبرية لإسقاط الحكومة التي تقودها «حماس». مشيرا إلى ان ممثلي الحركة قد افتتحوا حسابات مصرفية في الدول العربية لذلك فإن مشاهد القصف الإسرائيلي أو الغزاويين الجياع ستساعد في تدفق الأموال إلى هذه الحسابات
العدد 1321 - الثلثاء 18 أبريل 2006م الموافق 19 ربيع الاول 1427هـ