ابنتي في إحدى المدارس الابتدائية للبنات في يوم الثلثاء الموافق 18 أبريل/ نيسان الجاري، نظمت المدرسة رحلة ترفيهية لمملكة الأطفال وكانت ابنتي من ضمن الطالبات اللاتي ذهبن إلى الرحلة، وليتها لم تذهب.
وأثناء اللعب في الألعاب تعرضت ابنتي لحادث سقوط، ما تسبب في «كسر في يدها»... المشكلة الكبيرة ليست هنا، وإنما تعامل المدرسة بعد الحادثة إذ ظلت ابنتي تتألم إلى غاية نهاية اليوم الدراسي من دون علاج ومن دون ابلاغي بالأمر، تصوروا أكثر من ثلاث ساعات وهي تتألم من أثر الكسر من دون أي مشاعر إنسانية ومن دون أي اتصال لكي أحضر وأصطحبها إلى المستشفى، بل اكتفت المدرسة بعد طول معاناة بربط يدها بـ «خيط» لنهاية الدوام وهي بهذا الألم، وزيادة للمعاناة بعد الصبر على الألم ركبت الباص ويدها مربوطة بخيط ما تسبب في آلام مضاعفة، وهنا أسأل المدرسة: الا يوجد أهل للطفلة لتخبروهم بما حدث، ليتسنى لهم نقلها إلى المستشفى؟! وإني هنا لا أطالبكم بنقلها إلى المستشفى لأنكم للأسف لا تملكون القلوب الرحيمة.
وبعد أن رأيتها وهي بهذه الحال المؤلمة جداً وهي تحمل يدها من شدة الألم، رفعت عنها ثيابها لأجد يدها منتفخة انتفاخاً شديداً وبها احمرار، وهذا يدل على أن المدرسة لم تكلف نفسها العناء حتى بفتح قميص ابنتي لترى ما حل بها.
وبعد ذلك هرعت بها إلى المستشفى ليتم «تجبيرها» ووضع على يدها الجبس من مرفق اليد إلى الكتف، ما يدل على مدى وضوح الكسر وكبر حجمه.
وما زاد ألمي عندما اتصلت في اليوم الثاني بالمشرفة الاجتماعية وقلبي يعتصر ألماً على ابنتي، اجابتني بطريقة مسيئة وتدل على عدم الاهتمام والاهمال وقالت لي بالحرف الواحد «أني مو ما عندي إلا بتك أو مشاكلها»! ولم تعطني الفرصة لأكلمها وقالت لي «بحولك على وحدة ثانية»! إلى هذه الدرجة قساوة القلب؟!
وهنا أنا شد وزارة التربية التحقيق ومحاسبة المقصرين وضرورة توجيه الجهة المسئولة في المدرسة بالاهتمام بالطالبات وخصوصاً المشرفة الاجتماعية، إذ ردها زادني ألماً فوق الألم الذي سببوه لي ولابنتي.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
يزداد يوماً بعد يوم انتشار المطاعم السريعة، ويزداد بسرعة أكثر إقبال الناس على تلك المطاعم، والأسرع من ذلك اكتشاف سلبيات تلك المطاعم ومضارها، ولكن البطيء جداً تجاوب الأسر والأفراد مع تداعيات الاعتماد على السرعة وخصوصاً فيما يتعلق بالطعام، ولاسيما أن الأضرار الناتجة عن ذلك لا تقتصر على الصحة التي هي العنصر الأهم، بل تتعداها إلى أضرار اجتماعية واقتصادية مختلفة.
يتبادر إلى الذهن للوهلة الأولى أن زيادة الاعتماد على مطاعم الوجبات السريعة ناتجة عن اهتمام الناس بالوقت وحرصهم على العمل والإنتاج، فليس لديهم الوقت الكافي لإعداد موائد الطعام المتنوعة، وإذا كان هذا الأمر صحيحاً في بعض المجتمعات الغربية، فإنه خيال في مجتمعاتنا العربية، التي تقضي أوقاتها لعباً ولهواً ونوماً، خادمات وسائقون يقومون بأعباء الحياة اليومية، وأمهات مشغولات بالقيل والقال بالهاتف الثابت والنقال، والآباء مع الشلة وفي الديوانيات، والأبناء ما بين هؤلاء وهؤلاء، يجدون وقتاً ممتعاً يقضونه في ربوع هذا المطعم السريع، أو ذاك الأسرع، لينطلقوا كالصواريخ إلى اللهو واللعب ومضايقة الناس.
لاشك أن مطاعم الوجبات السريعة أوجدت ملاذاً لأولئك المشغولين (حقاً) وخصوصاً الأفراد غير المتزوجين، لكنها أفرزت ظاهرة سلبية، تتضمن مشاهد متعددة من الأضرار، منها على سبيل المثال:
- صحياً: يدفع مرتادو تلك المطاعم ضريبة باهظة غير مرئية، فالسرعة لها ضريبة، لأن تحضير الطعام بشكل سريع يستدعي استخدام مواد مضافة، وكيماويات لا يعلم كنهها إلا الله تعالى، ومع السرعة، فليس هناك وقت كافٍ لمراقبة الجودة ومتابعة السلامة في المواد المستخدمة وطريقة الطهو.
- اجتماعياً: ساهمت في تفكيك الأسرة، إذ تجد الأم مع صاحباتها في مطعم، والأب مع الشلة في آخر، والأبناء وأقرانهم في ثالث، ولا تجتمع الأسرة إلا عند المنام، وقد يرون بعضهم بعضاً في الأحلام وقد لا يحصل.
- اقتصادياً: أدخلت تلك المطاعم على موازنات الأسرة بنوداً جديدة، وحمّلتها أعباءً إضافية، الأسرة في غنى عنها، فأصبح ربُّ الأسرة يحسب حساب تلك المطاعم قبل حساب فواتير الخدمات والعلاج والدراسة وغيرها، وكأن الحياة لا تقوم من دونها، والمشكلة الأدهى ان تحولت الرغبة إلى عادة وأصبحت العادة طبعاً، ولم يعد يستطيع الشخص أن يتخيل حياته من دون الأكل بسرعة. وقد أمرنا الله تعالى بعدم التعجيل، إذ قال تعالى: «خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون» (الانبياء: 37) لأنه سبحانه وتعالى يعلم أضرار السرعة والتعجل، فهي تفقد التركيز، وتبعث على الإرباك، وتقلل الجودة، وتصرف المال من غير تدبر، وعادة ما يخسر الإنسان بالتعجل أضعاف ما يخسره بالتأني.
نحن مدعوون إلى التأني في المأكل والمشرب وسائر أمورنا، ومطاعم الوجبات السريعة مع ما قد يكون لها من حسنات معينة، إلا أن التخفيف من ارتيادها، سيكون من صالح الأسرة أولاً والمجتمع بعد ذلك، وإذا كانت الدعاية مغرية والعروض فتانة، فإن عقولنا في رؤوسنا ونستطيع تقدير ما يحقق مصلحة أنفسنا ومن معنا. وفي هذه العجالة، لا ننسَ أولئك الذين يتضورون جوعاً ولا يجدون وجبات سريعة إنما يواجهون موتاً بطيئاً، فهلا آثرناهم ومددنا يد العون اليهم؟
زينب عبدالحسين بحر
احتفلت جامعة البحرين يوم الاثنين الموافق 24 أبريل/ نيسان الجاري، بتخريج 382 طالبا وطالبة من خريجيها الحاصلين على شهادات الدراسات العليا والبكالوريوس في العام الجامعي 2004/2003 بمعدلات تراكمية 3 فما فوق، لكن سؤالي هو: أين بقية الطلبة المتخرجين من هذا الحفل؟ أليس لهم الحق وهم من طلبة جامعة البحرين وخريجيها الحاصلين على شهادات الدراسات العليا والبكالوريوس للعام الجامعي 2004/2003 في الاحتفال بهذه المناسبة؟ أم أن فرحة التخرج تقتصر على طلبة من دون آخرين؟!
إن المعدل التراكمي لم يكن مشكلة في احتفال الطلبة بتخرجهم في الأعوام الماضية، كما أن المعدل التراكمي في بعض الكليات مثل الهندسة وإدارة الأعمال وغيرها من الكليات غالبا ما تكون تحت 3، وهذا يرجع إلى طبيعة المقررات الدراسية الصعبة التي يدرسها الطلاب، ومع جميع العوائق التي قد تظهر أمام هؤلاء الطلاب في مختلف الكليات فإنهم بذلوا الجهد الكبير حتى يصلوا إلى مرحلة التخرج، وكل ما يحلم به هؤلاء الطلبة هو الظهور يوماً أمام ذويهم بكل فخر وهم يرتدون زي التخرج أمام أنظار الجميع ومصافحة رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة وتسلم شهادة التخرج من يده الكريمة، لكن هذا العام جعلت جامعة البحرين بعض خريجيها يذرفون الدمع تحسفاً على التعب الذي بذلوه لاستكمال دراستهم ومثابرتهم الدؤوب للوصول إلى هذه اللحظة العظيمة، إلا أن هذا الحلم لم يتحقق سوى لفئة من الطلبة الذين اعترفت بهم الجامعة كخريجين دون غيرهم من الخريجين. فأين يمكن للخريجين الذين لم يحصلوا على المعدل التراكمي 3 فما فوق أن يحتفلوا وأين يمكنهم أن يتفاخروا بتخرجهم؟... طلبة جامعة البحرين الذين يوشكون على التخرج يسألون: هل سيذرفون الدمع كما فعل بقية خريجي الفوج الثامن عشر من طلبة جامعة البحرين إذ لم يحصلوا على المعدل المطلوب؟!
منى عبدالله
العدد 1328 - الثلثاء 25 أبريل 2006م الموافق 26 ربيع الاول 1427هـ