استقرت أسواق الأسهم في دول الخليج العربية أمس (الاربعاء) مع توقف البورصات الرئيسية لالتقاط الانفاس في أعقاب موجة صعود جددت الآمال بأن المرحلة الاسوأ من حركة تصحيح نزولي ممتدة ربما تكون انتهت.

وارتفعت سوق الاسهم السعودية، كبرى بورصات العالم العربي، أكثر من واحد في المئة بعدما سجلت أكبر زيادة مئوية لجلسة واحدة في أكثر من عامين أمس الأول (الثلثاء). وصعدت أيضا بورصات الكويت وسلطنة عمان والبحرين في حين تراجعت أسواق الأسهم القطرية والاماراتية.

وقال مدير قسم الابحاث في مؤسسة الخليج لخدمات الاستثمار سانكار كايلاسام في سلطنة عمان «التعافي الكامل لم يأت بعد... المشكلات لم تنته». وبدأت الأسهم السعودية في الارتفاع منذ نزولها عن 12 ألف نقطة يوم الاثنين لاول مرة منذ يوليو/ تموز. وقفز مؤشر البورصة السعودية 8,13 في المئة أمس الاول (الثلثاء).

وجاء الارتفاع بعدما دعمت الحكومة السعودية الأسهم باعلانها خططا لاعادة النظام الى السوق المتقلبة والتي يقول محللون ان مشتريات حكومية ربما تكون عززتها أيضا. وارتفعت البورصات الخليجية بنسبة 92 في المئة في المتوسط العام الماضي ما جعلها ضمن الأسواق الناشئة الأكثر غلاء في العالم لكن تراجعا ممتدا دفع قيم الأسهم للهبوط وساعد في اعادة جذب شركات استثمارية. وتقتصر المعاملات في الاسواق الخليجية بشكل كبير على المقيمين في ظل تقييد الحكومات لحجم الأسهم التي يمكن للاجانب حيازتها.

وفقدت البورصة السعودية أكثر من 40 في المئة من قيمتها السوقية منذ فبراير/ شباط كما تراجع سوق دبي المالي نحو 40 في المئة منذ مطلع العام. وقال كبير المحللين الماليين في بنك الاستثمار السعودي شهيد منظور ان انخفاض أسعار الأسهم يجذب المستثمرين وأن معنويات السوق في تحسن.

وقال ان قيم الأسهم باتت جذابة مقارنة مع ما كانت عليه السوق السعودية على مدى السنتين أو الثلاث سنوات الماضية لكنه استدرك قائلا ان السوق لاتزال مرتفعة مقارنة بالبورصات الاخرى في المنطقة إذ إن نسبة السعر الى الارباح لاتزال عند الحد الاقصى لمثيلاتها في المنطقة.

وقال منظور ان الأسهم في البورصة السعودية متداولة حاليا بقيم تزيد بين 30 و35 مرة عن حصتها من الارباح في 2006 مقارنة مع 15 في الامارات و11 في الكويت.

وقال ان صناديق المعاشات الحكومية والمستثمرين الافراد يقودون على الارجح المشتريات أمس (الاربعاء). وظلت الأسهم في دبي التي تبعت في الآونة الاخيرة تحركات السوق السعودية الأكبر مستقرة خلال معظم فترات جلسة المعاملات قبل موجة مبيعات في نصف الساعة الاخيرة. وقال مدير صندوق في بنك المشرق بدبي هاني حسين ان السوق حافظت على مكاسبها معظم فترات الجلسة قبل أن تتراجع بفعل مبيعات لجني الارباح