العدد 3164 - الجمعة 06 مايو 2011م الموافق 03 جمادى الآخرة 1432هـ

كيف نستفيد من البعوض في وقف انتشار الأمراض؟

يتسابق علماء مكافحة الأمراض التي ينقلها البعوض للحصول على موافقة لإطلاق حشرات معدلة وراثياً مصممة لوقف انتشار فيروس حمى الضنك الذي قد يسبب الوفاة.

ولكن تلك التحركات أصابت علماء البيئة بالتوتر لأن هذا العلم الذي تم استخدامه منذ وقت طويل في الزراعة يتم تطبيقه الآن في مجال الصحة العامة.

وقد تم تعديل هذا البعوض وراثياً بجين إضافي أو بإدخال بكتيريا أو تغيير أحد جيناته ليصبح نسله عقيماً أو غير قادر على نشر حمى الضنك أو لكي يموت ببساطة.

وقال أستاذ علم الحشرات في جامعة إمبريال بلندن جون مومفورد، إن «الناس لا يحبون بصفة عامة الشيء المجهول ويشعرون بالقلق حياله. ولأنه لم يتم إطلاق البعوض المعدل وراثياً، فلدى النقاد الحرية في تخيل الأخطاء التي قد تحدث».

ومومفورد هو أيضاً الباحث الرئيسي لفريق «دليل البعوض» الممول من قبل منظمة الصحة العالمية والذي تم تكوينه لتطوير أفضل الممارسات لنشر البعوض المعدل وراثياً لمكافحة الأمراض التي ينقلها البعوض وخصوصاً الملاريا وحمى الضنك.

وطوال نصف قرن، قام العلماء بإطلاق ملايين الحشرات المعدلة وراثياً - كذباب الفاكهة على سبيل المثال - لإنقاذ النباتات، ولكن حتى الآن لم يتم إطلاق الحشرات المعدلة وراثياً لإنقاذ البشر.

وقال المدير التنفيذي لشبكة عمل المبيدات الحشرية بآسيا والباسفيك ساروجيني إف رينجام، وهي منظمة غير حكومية مقرها ماليزيا عارضت طلباً تمت الموافقة عليه لإطلاق البعوض المعدل وراثياً لأنه «قد يكون لذلك عواقب بيئية أو صحية وقد يحمل مخاطر تنجم عن النقل الأفقي للجينات». وأكد رينجام على «المخاطر الصحية الجديدة على البشر والحيوانات» مشيراً إلى أن «الحشرة قد تصبح أكثر ضراوة وعدوانية وقد تكون للدغتها آثار مختلفة على جسم المضيف».

وطبقاً لوزارة الصحة الماليزية، تم الإبلاغ عن 37,419 إصابة بحمى الضنك من يناير/ كانون الأول إلى 2 أكتوبر/ تشرين الأول، بزيادة 17 في المئة عن نفس الفترة في العام الماضي.

وقال جون مومفورد إنه لو قام السمك بأكل يرقات البعوض المعدل وراثياً من ثم قام الناس بأكل هذا السمك فسيكون هناك مخاوف من كيفية تأثير هذا الغذاء على الناس، ولكنه أضاف موضحاً «ولكننا ننسى أن الناس يأكلون الذرة وفول الصويا المعدلين وراثياً».

وقال مومفورد إنه «علينا دراسة ميزان المخاطر. وخطر عدم السيطرة على حمى الضنك معروف جيداً. فالناس يموتون دون مكافحة أفضل للنواقل... نحتاج إلى الانتقال من القلق بشأن المخاطر إلى دراسة فوائد الصحة العامة والتعامل مع تلك المخاطر».

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك 50 مليون شخص على الأقل يصابون بحمى الضنك سنوياً مع تضاعف الحالات في العقد الماضي وقد تم تسجيل 70 في المئة من تلك الحالات في آسيا.

كما حصل الباحثون الأستراليون من جامعة كوينسلاند - بتمويل من مؤسسة بيل وميلاندا غيتس - على موافقة تنظيمية للبدء في ديسمبر/ كانون الأول في إطلاق بعوض مصاب ببكتريا تمنع فيروس حمى الضنك من التضاعف وهو ما حصلت عليه أيضاً وزارة الصحة الماليزية.

بالإضافة إلى ذلك، دخلت كل من البرازيل وبنما والولايات المتحدة وإيطاليا والسودان في مراحل مختلفة من مكافحة الأمراض التي ينقلها البعوض. وقال مومفورد إن «هناك الكثير من الاستراتيجيات المتنافسة وهو أمر جيد».

ويقوم فريق «دليل البعوض» بفهرسة تلك المناهج المختلفة ويتوقع أن يقوم بنشر دراسات حالة خلال العام المقبل

العدد 3164 - الجمعة 06 مايو 2011م الموافق 03 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً