أعلن سوق دبي السينمائي، أن دورة العام الماضي من «دبي فيلم مارت» والتي أقيمت في ديسمبر/كانون الأول 2010، ساهمت في زيادة المبيعات ليصل إلى رقم قياسي يقدّر بـ224 فيلماً من أنحاء العالم كافة، لتشكل زيادة بنسبة 60 في المئة من دورة هذه الفعالية في العام 2009. وقد اشتملت الفعالية في العام 2010 على عروض وصلت إلى 3139، وهو رقم غير مسبوق في هذه الفعالية وشهدت حضور أكثر من 750 شركة مشترية من 60 دولة.

وقد سجلت قائمة الأفلام العربية المشاركة في دورة هذه الفعالية للعام 2010 واحدة من أقوى المشاركات في تاريخها، لتشمل القائمة 23 فيلماً (عرض عالمي أول) و6 أفلام (عرض دولي أول) و37 فيلماً (عرض أول في الشرق الأوسط) و21 فيلماً (عرض خليجي أول) وذلك من قائمة الأفلام المشاركة ضمن مهرجان دبي السينمائي الدولي وحده. واحتوت بوابة السوق الرقمية «سينيتيك» 103 أفلام من مهرجان دبي السينمائي الدولي و43 فيلماً من مهرجان الخليج السينمائي و78 فيلماً أوصت بها السوق.

وفي هذا السياق، قال مدير «دبي فيلم مارت»، زياد ياغي: «لقد كان الانطباع الذي ناله (دبي فيلم مارت) مبهراً، ليسهم بشكل كبير في تحقيق أنجح دورة شهدها الحدث. وتعكس نسبة الزيادة التي بلغت 60 في المئة والانطباع الإيجابي من طرف شركائنا تنامي الاهتمام العالمي بالسينما العربية خصوصاً وبالسينما الآسيوية والإفريقية عموماً. ويسعدنا للغاية تأدية الدور المحوري في إيصال السينما العربية إلى الجماهير من أرجاء العالم كافة لتفتح المجال أمام الأفلام الدولية للمشاركة وتسهيل التجارة ما بين الشركات». وبهذه المناسبة ذكرت المدير التنفيذي في مهرجان دبي السينمائي الدولي وسوق دبي السينمائي، شيفاني بانديا، أن النمو الذي تشهده «دبي فيلم مارت» تعزّز وتوطّد من سمعة دبي كمركز عالمي للسينما وقطاعي المال والخدمات.

وقالت: «يعدّ حجم المبيعات لأفلام المهرجان، وخصوصاً تلك التي أنتجتها السينما العربية والآسيوية والإفريقية والتي تعتبر منابع مهمة للخبرة في قطاع صناعة الأفلام؛ فضلاً عن الأفلام غير المشاركة في المهرجان دليلاً مهماً على بروز سوق دبي السينمائي بصفته الوجهة الأولى ومقصداً للشركات الدولية والإقليمية المختصّة ببيع وشراء الأفلام السينمائية». وتشمل قائمة مساهمات «دبي فيلم مارت» التي ساعدت في إضفاء نفحة عالمية على السينما العربية، شراء شبكة «إس بي إس» التلفزيونية الأسترالية للفيلم الدرامي اللبناني الحاصل على جائزة المهر العربي، «رصاصة طايشة» لمخرجه جورج هاشم وفيلم «بيت تحت الماء» للمخرج سيبيده فارسي. وتقوم شبكة «إس بي إس» بدراسة شراء الفيلمين السوريين «من دمشق مع حبي» و»الأب والغريب».

وفي وقت سابق من هذا العام، قامت شركة «فورتيسيمو للأفلام» بشراء الفيلم الدرامي المصري «ستة، سبعة، ثمانية» الحاصل على جائزة التمثيل في مسابقة المهر العربي، والذي تمّ عرضه منذ حصوله على هذه الجائزة في عدّة مهرجانات أقيمت في روتردام وبرلين وجنيف ونيويورك.

من جانبها قالت نائب الرئيس التنفيذي للمبيعات والشراء في «فورتيسيمو فيلمز»، نيكول ماكي: «تتطلع جماهير السينما في العالم إلى التعرف على واقع مصر اليوم، عبر أعمال تصور واقع الحياة في الشرق الأوسط، ويشهد على ذلك النجاح الكبير الذي حققه فيلم (ستة، سبعة، ثمانية). ومنذ أن شاهدنا الفيلم للمرة الأولى في دبي، اهتم عدد كبير من أبرز المزودين المستقلين بشراء الفيلم في فرنسا (بيراميد) وإسبانيا (غوليم) والبرتغال (لوسوموندو) والبرازيل (إيموفيجن)، في الوقت الذي تم فيه وضع اللمسات النهائية لشراء حقوق توزيع الفيلم في مناطق أخرى». إضافة إلى ذلك، وقع الاختبار على الفيلم الإماراتي الحائز على الجوائز «حمامة» لنجوم الغانم للعرض في مهرجان العلوم الشهير بباريس، وذلك عن طريق «فيلم مارت» أيضاً. كما تسعى العديد من شركات التوزيع الدولية إلى الحصول على حقوق عرض فيلم «الرحيل من بغداد» للمخرج قتيبة الجنابي، والذي سبق له الفوز ضمن مهرجان الخليج السينمائي.

وعلى مستوى التواصل بين المهرجانات، شهدت فعاليات مهرجان «هوت دوكس» الكندي الدولي للأفلام الوثائقية الذي يقام في مدينة تورونتو عرض أربعة أفلام وثائقية مؤثرة من الأفلام التي شاركت في مهرجان دبي السينمائي الدولي، ومنها «كوندي والخميس الوطني» و«هذه صورتي وأنا ميت» و«ظلال»، عبر «فيلم مارت». كما استحوذت «شورتس إنترناشيونال» على عدد من الأفلام القصيرة من آسيا وإفريقيا، إضافة إلى العالم العربي.

وعلى مدى تاريخه الذي يمتدّ لثلاثة أعوام، استعرض سوق دبي السينمائي من خلال دبي فيلم مارت أكثر من 750 فيلماً، وستتمّ إقامة دورته الرابعة بالتزامن مع انطلاق مهرجان دبي السينمائي الدولي 2011 والمقرّر إقامته في الفترة من 7 إلى 14 ديسمبر المقبل