730 يوما أو عامان بالتمام والكمال مرا على نهائي دوري أبطال أوروبا 2009 والذي حسمه برشلونة الإسباني أمام منافسه الإنجليزي مانشستر يونايتد بهدفين نظيفين، ما كان بداية لعصر تاريخي للبلوغرانا مع مدربه الشاب جوسيب غواريولا.
ومع تكرار المواجهة بين الفريقين السبت في نهائي النسخة الحالية، فإن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو: ماذا تغير داخل الفريقين منذ مواجهتهما الأخيرة؟
بداية فإن الفريقين دخلا نهائي 2009 في ثوب البطل، بعدما حسم كل منهما لقب الدوري آنذاك لصالحه، وها هو التاريخ يعيد نفسه، فيدخل الفريقان إلى نهائي ويمبلي متوجين بلقب البطولة المحلية، لكن مع اختلاف في تفصيلة صغيرة.
ففي 2009، شارك مانشستر يونايتد في البطولة بصفته بطل الدوري الإنجليزي، فيما شارك برشلونة بصفته وصيف ريال مدريد بطل الدوري الإسباني آنذاك. أما في 2011، شارك برشلونة كبطل لليغا، فيما شارك مانشستر كوصيف لتشلسي بطل الدوري الإنجليزي في الموسم الماضي.
وربما يفتقد برشلونة مهاجمه الكاميروني السابق صامويل إيتو بعد 10 دقائق من انطلاق المباراة إذا لم تكن النتيجة في صالحه، إذ ان مهاجم إنتر ميلان الحالي الذي افتتح باب التسجيل لفريقه في 2009، هو أبرز التغييرات التي حدثت داخل البارسا خلال العامين الأخيرين.
وحتى الآن، فإن الجدل على أشده حول رحيل إيتو عن الفريق الكاتالوني، إذ يراه الكثيرون مهاجما خسره برشلونة وفشل في تعويضه على رغم تعاقده مع السويدي زلاتان إبراهيموفيتش ثم الإسباني الدولي دافيد فيا الذي يحاول الآن القيام بدور الكاميروني، بشكل متذبذب بين الصعود والهبوط.
وبجانب إيتو، يأتي المهاجم الفرنسي تييري هنري الذي استبدله غوارديولا بالجناح الشاب بيدرو رودريغز، علما بأن الأخير شارك في نهائي 2009 ولكن كبديل في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع.
وعلى صعيد الدفاع الكاتالوني، فإن غوارديولا استغنى عن الثنائي المتوج العاجي يايا توريه والبرازيلي سيلفينهو، فيما سيتذوق البرازيلي داني ألفيش طعم النهائي أمام مانشستر يونايتد بعدما غاب عن النهائي السابق بسبب الإيقاف، وسيكون على الجبهة اليسرى الفرنسي العائد بقوة إريك أبيدال.
وإجمالا فإن قائمة برشلونة لنهائي 2011 ستشهد 7 تغييرات كاملة، 4 منها في التشكيل الأساسي و3 على مقاعد البدلاء.
رونالدو وتيفيز
في مانشستر
أما مانشستر يونايتد، فسيكون من الغريب أن نكتشف أن تشكيلته الرئيسية لم تشهد إلا خروج النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو منها بعد انتقاله إلى ريال مدريد.
وسيعوض رونالدو الجوهرة المكسيكية الثمينة خافيير هرنانديز المعروف باسم تشيتشاريتو، والذي قاله عنه واين روني أنه صفقة القرن لمانشستر يونايتد، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه ومازال يحققه مع الفريق في موسمه الأول.
وإضافة إلى تشيتشاريتو، فإن الجناح الإكوادوري أنطونيو فالنسيا أحد أبرز التغييرات التي شهدتها تشكيلة الشياطين الحمر في العامين الأخيرين، لاسيما بعد شفائه من إصابته الطويلة وعودته بقوة خلال الشهور الأخير، إذ من المتوقع أن يبدأ المباراة أساسيا على الجهة اليمنى بدلا من أندرسون أو بول سكولز.
ومن المتوقع أن يخوض الفريق بتشكيلة مشابهة إلى تشكيلته في نهائي 2009، باستثناء مشاركة رفائيل دا سيلفا على الجهة اليمنى بدلا من الأيرلندي جون أوشيه.
وإذا نظرنا إلى مقعد البدلاء خلال نهائي 2009، سنجد المهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز هو أبرز الراحلين عنها، ما يعد خسارة حقيقية لبطل الدوري الإنجليزي، نظرا للتألق الواضح للمهاجم الأرجنتيني الذي اختير ضمن أفضل 11 لاعبا لهذا الموسم.
في المجمل، فإن مانشستر يونايتد سيواجه برشلونة بفريق 2009 من دون رونالدو وتيفيز ومحلهما تشيتشاريتو وفالنسيا، أما البارسا فاستبدل إيتو وهنري وتوريه وسيلفينهو بالرباعي فيا وبيدرو وألفيش وأبيدال.
وفي النهاية فإن كفة الأسماء تميل في صالح برشلونة، لكن ومنذ متى وكرة القدم تحسم بالأسماء وليس الميدان؟
العدد 3185 - الجمعة 27 مايو 2011م الموافق 24 جمادى الآخرة 1432هـ