على رغم اعتزاله اللعب منذ سنوات طويلة ، ما زال حارس المرمى الدنماركي الأسطوري السابق بيتر شمايكل حريصا على متابعة مسيرة فريقه السابق مانشستر يونايتد وتشجيعه باستمرار في جميع البطولات التي يخوضها. ويتطلع شمايكل بلهفة شديدة للمباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا والتي يخوضها مانشستر يونايتد اليوم (السبت) أمام برشلونة الاسباني على استاد «ويمبلي» بالعاصمة البريطانية لندن.

ويأمل شمايكل في أن ينجح نجم هجوم مانشستر يونايتد المكسيكي خافيير هيرنانديز في التفوق على هداف برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي خلال هذه المباراة ليقود الشياطين الحمر إلى اللقب الرابع في تاريخ النادي الإنجليزي والثأر من برشلونة الذي تغلب على مانشستر 2/صفر في نهائي البطولة نفسها العام 2009. وفي مقابلة خاصة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال شمايكل: «حبة البازلاء الشاب يؤدي المهمة بالنسبة لنا» في إشارة إلى لقب «تشيتشاريتو» أو «البازلاء» الذي يشتهر به هيرنانديز.

وقدم هيرنانديز (22 عاما) أداء رائعا في أول موسم له بأوروبا إذ انتقل إلى مانشستر يونايتد في مايو/ أيار 2010 قادما من شيفاز جوادالاخارا المكسيكي ما يطمئن شمايكل على مانشستر يونايتد على رغم رحيل كل من الأرجنتيني كارلوس تيفيز والبرتغالي كريستيانو رونالدو عن صفوف الفريق بعد هزيمة 2009. ويعرف شمايكل (47 عاما) نادي مانشستر يونايتد جيدا كما يعرف بطولة دوري الأبطال جيدا إذ كان قائدا للفريق في نهائي البطولة العام 1999 عندما فاز معه باللقب بعد التغلب على بايرن ميونيخ الألماني 2/1 في مباراة نهائية مثيرة.

وعلق شمايكل على تشيتشاريتو قائلا: «إنه لاعب رائع. من النادر أن تجد لاعبا يترك هذا الانطباع الرائع في موسمه الأول. قلنا دائما منذ البداية أننا رأيناه يشبه المهاجم النرويجي أولي جونار سولسكيار قليلا إذ لفت سولسكيار الأنظار ونال إعجاب الجميع في أول مواسمه». وسجل هيرنانديز 20 هدفا لمانشستر يونايتد في مختلف البطولات خلال الموسم المنقضي ليضمن لنفسه مكانا منتظما في التشكيل الأساسي للفريق بجوار المهاجم الآخر واين روني. واختار مشجعو مانشستر يونايتد هيرنانديز في الأسبوع الماضي للقب أفضل لاعب في الموسم المنقضي.

وقال شمايكل : «هيرنانديز لاعب مدهش لديه موهبة رائعة. ومن المؤكد أنه يمتلك عقلية فذة أيضا ساعدته على تقديم هذا الموسم الرائع والتعامل مع الضغوط الهائلة التي تعرض لها هذا الموسم».

وأعرب شمايكل عن اعتقاده بأن مباراة اليوم ستكون «النهائي الحلم» بين «أفضل فريقين في العالم». وأوضح «هذا النهائي هو ما تمنيناه منذ بداية الموسم». ويرى شمايكل أن مباراة اليوم ستكون مواجهة ذات طابع خاص أكثر مما كان عليه النهائي قبل عامين لاسيما وأن مباراة الغد ستقام على استاد «ويمبلي» في إنجلترا. وقال شمايكل: «إنه استاد هائل وكبير وأفضل كثيرا أن تلعب عليه من اللعب في الاستاد الأولمبي بروما لأن ويمبلي لا يحتوي على مضمار للعدو حول الملعب. ستكون الأجواء خيالية». ويأمل شمايكل أن تكون الكلمة العليا في المباراة لفريق مانشستر يونايتد الذي لعب في صفوفه لثمانية مواسم ولكنه يدرك أيضا أن برشلونة «فريق رائع».

واعترف شمايكل بأن «ما قدمه برشلونة هذا الموسم وما قدمه هذا الفريق على الإطلاق أمر رائع. ومن العظيم أن ترى برشلونة وهو يلعب». وأشار شمايكل إلى أن التحدي الخططي لمانشستر يونايتد في هذه المباراة سيتركز على إيقاف خطورة خط وسط برشلونة وقطع الاتصال بين هذا الخط والمهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي. وقال شمايكل: «إذا نجحت في منع ميسي من الحصول على الكرة كثيرا وإذا نجحت في دفع ميسي إلى مناطق لا يستطيع فيها تشكيل خطورة عليك، يكون هذا هو ما تحتاجه بالفعل». وأضاف «ولكن عندما يكون لديك لاعبون مثل إنييستا وزافي وميسي، لا يمكنك مراقبتهم جميعا. يتعين عليك أن تكون حذرا من مكان كل لاعب. يجب أن تعترف بأنه فريق جيد بشكل استثنائي».

ويرى شمايكل أن إيقاف برشلونة ليس مستحيلا وأنه يمكن تحقيق ذلك بأكثر من وسيلة مثلما فعل المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو في الموسم الماضي عندما كان مديرا فنيا لإنتر ميلان الإيطالي إذ نصب حائطا دفاعيا أمام برشلونة خلال المواجهة بين الفريقين في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال. وقال شمايكل: «إنها إحدى الطرق ولكنه لجأ لتجربتها هذا العام (بعد توليه تدريب ريال مدريد الاسباني) وفشل».

ويثق شمايكل في أن المدير الفني لمانشستر يونايتد سير أليكس فيرغسون يمكنه إيجاد طرق أخرى. وقال الحارس الدنماركي السابق: «أعتقد أن مفتاح الفوز لمانشستر يونايتد هو أن يقدم مستواه المعهود وأن يركز على نقاط تفوقه. أرى أن قوة مانشستر يونايتد تكمن في أمور عدة تجعله ندا قويا لبرشلونة»