يترقب ويتابع الوسط الرياضي البحريني أسوة ببقية العالم النهائي المرتقب الذي سيجمع فريقي برشلونة الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي مساء اليوم (السبت) على عرش دوري أبطال أوروبا الذي يوصف بأقوى بطولة بعد كأس العالم لكون الأندية الأوروبية تعتبر الأقوى والأفضل على مستوى العالم وتضم نخبة النجوم.
ووصف عدد من الرياضيين البحرينيين النهائي المنتظر بين برشلونة «البارسا» والمان يونايتد «الشياطين الحمر» بالنهائي الحلم لأن الفريقين يعتبران الأفضل والأقوى في العالم، وبالتالي فإن الجمهور العالمي موعود بوجبة كروية دسمة عالية الجودة الليلة على مائدة استاد ويمبلي الشهير في لندن، فيما اختلفت التوقعات وميول الرياضيين البحرينيين بشأن فرصة الفوز لكلا الفريقين في هذه الموقعة الكبرى، على رغم أن المؤشرات تشير إلى أن شعبية برشلونة هي الأكبر في الوسط الرياضي البحريني، لكن الواضح أن عشاق الغريم التقليدي ريال مدريد سيكونون ضمن مشجعي مانشستر يونايتد في النهائي!
ومتابعة لهذه الموقعة الأوروبية الكبرى رصد «الوسط الرياضي» آراء عدد من الرياضيين البحرينيين من مدربين وإداريين بشأن ميولهم وتوقعاتهم للمباراة والتي اتفقت غالبيتها على انتهائها بهدف للاشيء وفي وقتها الأصلي وذلك عبر السطور التالية:
نائب مدير الكرة السابق بنادي المحرق عبدالرحمن جمعة يعتبر من عشاق الكرة الإنجليزية بأنديته ومنتخبها ويتمنى ويتوقع فوز مانشستر بالكأس الأوروبية على رغم قوة برشلونة وذلك لعدة عوامل بينها إقامة النهائي في العاصمة البريطانية لندن.
وقال جمعة: «من وجهة نظري أن المباراة ستجمع أقوى فريقين في العالم حالياً وستكون صعبة على الفريقين لكن مانشستر وبخبرته وأسلوب الكرة الإنجليزية الخاص سيكون قادراً على تحييد قوة وخطورة برشلونة ونجومه لأن أسلوب اللعب في الدوري الإنجليزي وقوته مختلف عن بقية الدوريات العالمية وبالتالي سيواجه برشلونة صعوبة كبيرة في فرض أسلوبه أمام مانشستر».
وتوقع جمعة أن تنتهي المباراة في وقتها الأصلي ولا تمتد إلى وقت إضافي وبهدف وحيد لصالح مانشستر يونايتد.
من جانبه، قال مدير فريق الأهلي الأول لكرة القدم السابق عبدالعزيز بوخمسين أنه من عشاق برشلونة الذي يعتبر منبعاً للإبداع والإمتاع الكروي في العالم اليوم ويجبر حتى خصومه على الاستمتاع بلعبه وخصوصاً في السنوات الأخيرة، لكن اللافت أن بوخمسين توقع فوز مانشستر يونايتد على برشلونة وأن تنتهي المباراة في وقتها الأصلي وبهدف وحيد.
ويضيف بوخمسين «صحيح أنني برشلوني وهو الأفضل عالمياً، لكن هناك مؤشرات ومعطيات أراها سترجح كفة مانشستر في الفوز وأبرزها أن مانشستر يعتبر من أقوى الفرق العالمية ورصيده حافل بالإنجازات ويتمتع بنجاعة وواقعية عالية أثبتها من خلال الكثير من مبارياته وقدرته على حسم المباريات بأسلوبه الواقعي الخاص بعيداً عن الفنيات وخصوصاً في مثل هذه المواجهات الحاسمة التي لا تعترف بالمستوى بقدر النتيجة، ومن تابع الكثير من مباريات مانشستر الموسم الحالي ستتأكد له هذه الحقيقة».
من جانبه، اعتبر المدرب الوطني لفريق الأهلي الكابتن عدنان إبراهيم «القناص» أن مواجهة برشلونة ومانشستر تشكل فرصة ثمينة للإمتاع لجميع جمهور كرة القدم، مشيراً إلى أنه سيتابع اللقاء بشعار الاستمتاع بفنون كرة القدم أولاً وكذلك الاستفادة من النواحي الخططية التي تعتبر دروساً يتعلم منها المدرب واللاعب.
وقال إبراهيم: «لاشك في أن لقاء برشلونة والمان يونايتد يعتبر من لقاءات الوزن الثقيل وسيكون صعباً على الفريقين وإن كان برشلونة يتميز بأسلوب لعبه بين جميع فرق العالم ويتمتع بالجماعية والقدرات المهارية للاعبيه على عكس مانشستر الذي تعتمد قوته على بعض فرديات لاعبيه مثل روني، وبالتالي سنشاهد مباراة بين أسلوبين متناقضين، وشخصياً لا يهمني الفائز بقدر الاستمتاع بالمستوى وإن كنت أتوقع فوز برشلونة بالكأس».
وشاطر المدرب الوطني سعد رمضان زميله عدنان إبراهيم الرأي في إن المباراة ستكون قمة عالمية بين فريقين كبيرين يتمتع كل منهما بمقومات تؤهله إلى الفوز وستكون المهمة صعبة لكلا الفريقين، لكن كفة التفوق تميل أكثر نحو برشلونة الذي يتميز عن فرق العالم بقدرات فنية عالية ومهارية في جميع خطوطه فضلاً عن أنه يلعب بالمستوى نفسه سواء في إسبانيا أو خارجها، وبالتالي لا يتوقع تأثره بإقامة المباراة في لندن، مشيراً إلى أن المباراة ستنتهي في وقتها الأصلي وبفارق هدف نظراً إلى تقارب المستوى.
أما المدرب الوطني خالد تاج فهو مشجع برشلوني حتى النخاع وبدا متفائلاً وواثقاً من قدرة الفريق الكاتالوني على الفوز على رغم قوة منافسه وتاريخه الكبير. وقال تاج «بعيداً عن ميولي البرشلونية فإن الحقيقة تقول أن الفريق هو الأبرز في العالم اليوم والشهادات كثيرة ومنها ما ذكره المدرب الإيطالي الشهير ساكي بأن من يشاهد مباريات برشلونة يتصور له أن الفريق قادم من كوكب آخر يلعب كرة القدم مختلفة عن بقية فرق العالم!.. وذلك إشارة للمستويات المتميزة التي يقدمها برشلونة سواء في الدوري الإسباني وسيطرته على اللقب لثلاثة مواسم متتالية وكذلك على البطولات الأوروبية.
وتحدث تاج عن النواحي الفنية قائلاً: «ستكون المباراة مواجهة بين النقيضين فبرشلونة يلعب بأسلوب خاص يعتمد على القدرة العالية في السيطرة والاستحواذ على الكرات والتحكم في اللعب بنسبة كبيرة وذلك يرجع إلى نوعية وقدرات لاعبيه في حين يعتمد مانشستر على الأسلوب الإنجليزي الممزوج بطريقة إغلاق المنطقة ومن ثم التحول عبر الكرات المرتدة السريعة والعرضية التي تشكل خطورة التي تتركز على اللاعبين روني وغيغز والكوري بارك بيد أن مانشستر يعاني من مشكلة في دفاعه لعدم استقرار عناصره وهو ما سيمثل مشكلة أمام القوة الهجومية لبرشلونة.
بالإضافة إلى أن «مانشستر واجه مشكلات عدة في الكثير من مبارياته الموسم الحالي على عكس المواسم الأخيرة وحقق انتصارات صعبة حتى أمام فرق متوسطة في الدوري، لكن ذلك لا يقلل من قوة الفريق ومدربه الخبير ألسير فيرغسون».
وتوقع تاج أن تكون مباراة اليوم تكتيكية بالمقام الأول ويغلب عليها الانضباط والحذر من الجانبين ولن تكون هناك مغامرات هجومية مكثفة حتى بالنسبة إلى برشلونة، وهي أقرب إلى الحسم بهدف في وقتها الأصلي لصالح برشلونة.
أكد مدرب منتخبنا الوطني والأولمبي سلمان شريدة أن مباراة اليوم من المؤكد أن تخرج بندية كبيرة ومن الصعب التكهن بالفريق الفائز في ظل الامكانات التي يمتلكها الفريقان من لاعبين ومدربين، مشيراً إلى أنه – كمشاهد – يأمل أن يستمتع بالمباراة ويحقق الاستفادة من اللعب الأوروبي الممتع، وأشار شريدة أن تاريخ الفريقين في البطولات الاوروبية كبير ووصولهم إلى المباراة النهائية من دوري أبطال أوروبا يدل على قوتهم وامكاناتهم العالية. وبين شريدة أن المدرسة الأوروبية أثبتت جدارتها في المواسم الماضية وكان لها مردود مثمر سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات، مؤكداً أن التركيز مطلوب في المباراة والفريق المركز بشكل أفضل سيخرج فائزاً بالبطولة، وأوضح مدرب المنتخب شريدة أن الخطوط الثلاثة لدى الفريقين متكاملة واللاعبون لديهم امكانات مميزة ظهروا من خلالها في المباريات السابقة بمستوى راق للغاية.
وتمنى شريدة أن يكون الفريقان في أحسن حالاتهم لخروج المباراة بالمستوى الذي يطمحه المشاهد، وقال: «أتمنى أن نتعلم من المستوى الفني الكبير الذي يمتلكه الفريقان ونستفيد بدرجة كبيرة من هذه الدروس والأهم من ذلك أننا سنتابع المباراة من أجل المتعة ورؤية مباراة جميلة تليق بحجم الناديين العريقين».
وأضاف «مدرب برشلونة غوارديولا ومدرب مانشستر فيرغسون لديهم فكر عال واستراتيجية مميزة، وأعتقد أن المباراة اليوم سيكون للمدرب دور كبير بخروج فريقه بنتيجة إيجابية وبكل تأكيد سيسعى لها الفريقان وهو مؤشر يدل على خروج المباراة بمستوى مميز وهذا ما نطمحه ونتمنى مشاهدته»، وتابع «إضافة إلى ذلك فإن هناك لاعبين مميزين في كلا الفريقين ومباراة اليوم ستكون للأفضل وأتمنى أن نرى مباراة جميلة نأخذ منها الدروس والاستفادة».
«أعشق «البرشا» حتى النخاع» بهذه الكلمات بدأ مساعد مدرب منتخب الناشئين السابق والمحلل بقناة البحرين الرياضية المدرب الخلوق وليد عبدالرحمن حديثه عن مباراة اليوم التي ستجمع بين برشلونة الإسباني ومانشستر يونايتد الانجليزي في نهائي دوري أبطال أوروبا، وتوقع عبدالرحمن أن يخرج برشلونة فائزاً بهدفين مقابل هدف، وأوضح أن فريق برشلونة يمتلك قوى خلابة لا يمتلكها أي فريق في العالم. وقال: «قوة ومتعة وإثارة هو العنوان الأبرز لفريق برشلونة الإسباني، وخطورة برشلونة دائماً ما تكون في الثلث الهجومي بتواجد الأرجنتيني ليونيل ميسي والاسباني تشافي اللذين يعتبران العقل المدبر للفريق وخصوصاً ميسي الذي يعتبر سلاح الخطورة لدى برشلونة، ولا أنسى أن هناك لاعبين مخضرمين ولديهم امكانات مميزة أمثال انيستا وبيدرو وفيا وغيرهم»، وأضاف «أعتقد أن المشكلة التي يعاني منها برشلونة هي العمق، ولكن من المؤكد أن يكون مدرب الفريق غوارديولا وجد الحلول وخصوصاً أن مباراة اليوم لن يكون فيها تعويض».
وتابع «فريق مانشستر يونايتد يعتبر من الفرق القوية في أوروبا ولديه لاعبون مميزون وهو دائماً ما يعتمد على الجماعية ولديه دفاع «صلب» وقوي، وأعتقد أنه يعاني من مشكلة وهي في حال دخوله مرماه هدف مبكر يتغير شكل الفريق ويصبح أشبه بـ «المهتز» لكنه يكون قادرا على التعويض في بعض الأحيان».
وأوضح المحلل بقناة البحرين الرياضية وليد عبدالرحمن أن مباراة اليوم ستكون بدايتها حذرة وخصوصاً في الربع ساعة الأول التي من المتوقع أن يعتمد الفريقان على الهجمات المرتدة السريعة وإغلاق مناطقهم الخلفية بالشكل المطلوب، وأتوقع ألا يظهر الفريقان بمستواهم المعهود في الشوط الأول وستتغير الأمور في الثاني الذي سيزداد إثارة وحماسا». وتوقع عبدالرحمن أن تحسم المباراة في الوقت الإضافي.
وتمنى وليد عبدالرحمن أن يخرج برشلونة بانتصار يجعله يتربع على عرش أوروبا، وقال: «بعد العرض المميز الذي قدمه برشلونة هذا الموسم يستحق أن يكون على عرش الفرق الأوروبية وأتمنى له كل التوفيق، والأهم من ذلك أن نستفيد نحن كمشاهدين من هذه الفنيات التي سيخرجها الفريقان»
العدد 3185 - الجمعة 27 مايو 2011م الموافق 24 جمادى الآخرة 1432هـ